وبشر الصابرين ...... قصة كالخيال - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-2005, 03:17 AM
  #1
سكوتر
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 383
سكوتر غير متصل  
وبشر الصابرين ...... قصة كالخيال

نقطة ضوء ....
حينما لانملك القدرة على تغيير الواقع ...فليس لنا سوى الصبر.. ولكن !!!!!
أي صبر ...ليس صبر العاجزين .. المغلوبين ..بل صبر الموقنين .. الحامدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
مدخل : حدثت هذه القصة قبل سبعة عشر عاما ..بين مدينتي ..الرياض وبريدة ....
كان نهارا مضيئا .. يفتتحه صباحها المفعم بالبهجة .. فاليوم أتي زوجها ليعيدها لمنزلها بعد انقضاء فترة الأربعين في بيت أهلها .. جهزت حقائبها .. وضمت وليدها الصغير .. وشرعت تتابع ببصرها أطفالها الستة ..وهم يركبون سيارة والدهم
كان رجلا ..كبقية رجال عصره.. لاشيء يميزه
وكانت امرأة بسيطة حتى الشفافية ..قنوعة... مطواعة
ركبت السيارة .. وسلمت على زوجها .. كان باردا جافا .. لم تناقشه ( لم تكن لديها القدرة على النقاش كنساء اليوم )
كان ضجيج أطفالها .. هو وحده مايقطع صمت الطريق ووحشته .. فبين مدينة أهلها ومدينته ..مايزيد عن الثلاثمئة كم .. ولم يبق منها سوى القليل
فجأة .. وكما تمزق أنات الأعاصير صمت الغابات البكر .. تدحرج صوته إلى أذنيها كثيفا .. موحشا ( اسمعي.. عندما تدخلين بيتك ..ستجدين فيه امرأة .. هي زوجتي الجديدة .. إن أعجبك الأمر فابقي ..وإلا تستطيعين العودة الآن إلى بيت أهلك ..)
أي عودة .. وأي أهل ؟؟؟ إنهم سبعة .. بالكاد حواهم بيت أهلها .. وعين أخيها صاحب البيت الذي تسكن فيه أمها ..فترة الأربعين .. أتعود هناك مرة أخرى .. وهي التي لم تصدق مجيء هذا اليوم ...
وتناهى إليه صوتها ..كقيثارة حزن عتيقة .. بل أعود معك .. وافعل ماتشاء ..عش كما تشاء .. لكن دعني لأولادي
كتمت دمعها وحزنها .. دخلت بيتها . المتأرجح في شارع مبلل بالذكريات في حارتهم المتواضعة
سحبت حقائبها بيديها .. وأدخلت أولادها بانتظار الآتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت الأيام والأسابيع وهي لاتراه ... يضع حوائج البيت كل أسبوع أمام .. بابها ..ثم تسمع قرع نعليه متجها للدور الأعلى الذي يضم فرحته الجديدة ...
الدراسة على الأبواب .. وبكرها سيدخل المدرسة .. كيف تخبره .. يآه .. حينما تصبح أبسط أشياء الحياة مشكلة تستدعيك للتفكير ...
انتظرت حتى الصباح وماأن سمعت صوت الباب الخارجي يغلق ..حتى بادرت بإرسال طفلها إليه ..ليذكره بموعد التسجيل في المدرسة ...
وعند الظهر وجدت حقيبة ومجموعة من الأقلام والدفاتر ..ملقاة أمام بابها ....
....مرت الأيام ثقيلة .. كالحة .. تجر عجلاتها الصدئة في دروب قلبها المتعب... وسؤال يضج في أعماقها ..ترى ألا زلت على ذمته ؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت مستعدة لتحمل أي شيء ..وكل شيء .. من أجل تلك الفراشات السبع .. إنها مستعدة لتقبيل قدميه ..ولكن ليدعها مع أولادها ..طالما مرت بذاكرتها في عتمة ليال موحشة جرداء ..صور اللاتي طلقن وطردن من بيوتهن وحرمن من أطفالهن ..حتى احترقت أكبادهن .. ثم تنزف عيناها دمعا حارقا ..يارب إلا أولادي ..وتدور عليهم وهم نائمون .. واحدا واحدا .. تقبلهم وتضمهم ..وتمسح دمعها على وجناتهم ....
خرج بكرها ..ذو السنوات السبع .. في أول أيام الدراسة .. ذهب إلى المدرسة البعيدة على قدميه ..تحوطه دعوات أمه ... وحينما عاد ثرثر معها عن المدرسة ..وبعد أيام أخبرها أن الرجل الذي يسكن فوقهم يحمل امرأته في سيارته كل صباح إلى مدرسة قريبة ...
إذن فزوجته موظفة ... لابأس كان قلبها الذي اشتد عوده في ليل الألم ..وأينعت جراحه .. في سهوب الحرمان ...قد صار كبيرا بما فيه الكفاية .. ليغدق على جلاده نهرا من العطاء والوفاء ...( إن الله يحب المحسنين ) لم لاتجمع مع صبرها إحسانا ورحمة بهما ....
وفي صبح الغد .. جهزت لهما قهوة الصباح ..مع شاي الإفطار .. وتجرأت ..وفتحت الباب الذي يفصل منزلها عن الدرج الموصل إلى الدور العلوي ووضعت أمامه الشاي والقهوة .. ثم أغلقت الباب بكل حذر ....
وعند الظهر فعلت كما فعلت في الصباح .. لكنها وضعت هذه المرة طعام الغداء .. ابتسمت لنفسها في ارتياح .. فقد كان هاجس احتمال طردها من البيت .. يطعن خاصرة هدوئها كل صباح ..من يدري .. لعله يرق لها .. ويبقيها ولو خادمة
وفي الغد كررت مافعلته .. بعد أن وجدت أواني غداء الأمس .. قد وضعت أمام الباب ...
وبعد خمسة أعوام بالضبط .. صارت تضع طعام الإفطار .. ثم تستلم طفلة صغيرة لهما لم تتجاوز الشهرين .. تبقيها عندها حتى الظهر ... حيث تضعها بحذر خلف الباب بعد أن ترضعها وتغير ملابسها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سبعة أعوام مرت ... سبعة مواسم من الحرمان .. سبع عجاف كسني يوسف .. وهي صابرة .. محتسبة .. لم تشتك ..ولم تبح بهذا الوضع حتى لأقرب قريب ... كانت تعلم أنه مامن أحد يستطيع إنقاذها مما تعانيه .. فلم تجعل من وضعها قهوة تحتسيها نساء حارتها كل صباح
كان أيضا عاما دراسيا جديدا .. للصغير .. الصغير .. إن كنتم تذكرونه .. الذي ولدت معه قصة الحرمان منذ سبع سنوات .....
لم تنم تلك الليلة ... وقبل الفجر استيقظت لتجهز للصغار حقائبهم .. ولقد جهزتها ليلا ولكنها تسلي نفسها ...
وعند مرورها بالباب الفاصل بين عالم الحياة وعالم الموت في سجنها القاسي .. سمعت صوتا غريبا .. أفزعها .. اقتربت لتتأكد ..فإذا بها تسمع حديثا كنول العذاب .. ينسج على رقعة قلبها المجروح
ـ لاأستطيع أن أطردها من البيت هذا جنون ..!!!!!!
ـ بل عليك أن تطردها أنا لاأطيق وجودها
ـ فكري في مكاسبك منها إنها ترعى طفلتك ..تجهز إفطارك ...
ـ سأحضر خادمة واطردها
ـ طيب عودي الآن إلى البيت وسأرضيك بإذن الله
يآآآآآآآآآآآرب .. لم تعد ترى .. لم تعد .. تسمع ..تفجر بركان العذاب في أعماقها مدويا هائلا ..عنيفا .....خرجت.. بلا وعي إلى الشارع المظلم ..ركضت حافية القدمين ..إلى أين لاتدري ....كانت شهقاتها الحارة .. تمزق قلب الليل ..تهز أركان الظلمة .. فجأة وجدت بابا مفتوحا ..كان باب المسجد ..ألقت بثقل أحزانها ..وجوع أيامها البائسة .. وعذاب قلبها الموصد على أسرار عمر من الخوف والحرمان ..سجدت كيف ..لاتدري ..وأطلقت لبكائها العنان......لم يشهد هذا المسجد في تلك الليلة أحر من دموعها الصامتة ... ظلت تبكي وتبكي بلا شعور .. حتى أفاقت على صوت المؤذن لصلاة الفجر ...لم يلحظ وجودها .. مسحت جبينها ..المعفر بالتراب ..وخرجت بكل خجل ..لم تكن ترتدي عباءة ولا حذاء ...سارت تكتم أناتها المتقطعة .. حتى دخلت منزلها ..صلت ..أيقظت أطفالها جهزت الإفطار .. لهما ..ولأولادها ..ثم استلقت على سجادتها ..لم تستطع الحراك ..لم يكن أمامها سوى المصير الأسود ..ستطرد من المنزل ....أصبح البيت خاويا بعد خروج أولادها جميعا ....
وهي لاتزال مستلقية لاتستطيع الحراك .........فجأة.....................
دخل عليها ....... هو بشحمه ..ولحمه ...بعد سبع سنوات ...من البعد ..كطائر حلق في سماوات التيه ألف ألف عام ..ثم عاد إلى عشه ....ارتعش قلبها المبلل بالعذاب ... وارتجف جسمها النحيل .. ولكن تحاملت على نفسها ... ورفعت رأسها ..وسؤال يدور في بالها ....هل أتحجب أم لا ..ألا زلت زوجته ؟.... جلس قريبا منها ..وهي لاتزال مأخوذة بالصدمة ....لحظات مرت كأنها دهر ....
أرادت أن تقطع موال الصمت ..سألته لاتدري كيف ..: أين الطفلة ..؟
ـ أمها لن تذهب اليوم ..فبقيت عندها
ـ لم لم تحضرها إن كانت أمها مريضة ؟؟؟
ـ لا لقد فضلت أن تظل عندها ..
اقترب منها قليلا .. وقدم لها علبة مخملية ..(خذي هذا لقد اشتريته لك )
ـ لي !!!! لم تكن غبية ولا مغفلة ..أدركت بحدس الأنثى أنه اشتراه للثانية ..حتى تتنازل عن فكرة الطرد ... ولكنها لم توافق ....( سبحانك ياأرحم الراحمين )
أخذت العلبة .. شاكرة ...ذاكرة
من يومها لم تعد تضع خلف الباب إفطارا ولا طعاما ..فقد صار البيت .. وصاحب البيت ..ملكا لها وحدها ...............................................

التعديل الأخير تم بواسطة سكوتر ; 18-07-2005 الساعة 03:25 AM
قديم 18-07-2005, 03:49 AM
  #2
(أم جمانة)
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية (أم جمانة)
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 5,678
(أم جمانة) غير متصل  
طوال قراءتي للقصة وأنا أشعر بقشعرية في جسدي
وماأن أنتهت القصة حتى دمعت عيني فرحاً وتأثراً ...........فلاإله إلا الله ، القائل (إن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا)
وصدق نبينا عليه الصلاة والسلام القائل (إن بعد العسر يسرين)

ولكن..........كم في هذا الزمان من تصبر وتحتسب وتثق بأن الله لايضيع أجر الصابرين؟؟؟؟؟؟؟؟



جزاك الله خيراً قصة رائعة في مضمونها وفي أسلوب طرحها المؤثر.

تم تصحيح الآية الكريمة
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة Reemona ; 18-07-2005 الساعة 05:03 PM
قديم 18-07-2005, 04:19 AM
  #3
Nergis
عضو متألق
 الصورة الرمزية Nergis
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 742
Nergis غير متصل  
احسنت اخي لنقلك هذه القصه الملييئه بلعبر لنا.بارك الله فيك.
قديم 18-07-2005, 04:41 AM
  #4
أم الكاترة
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 43
أم الكاترة غير متصل  
(إن الله مع الصابرين)
قديم 18-07-2005, 05:10 AM
  #5
همس النسيم
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 38
همس النسيم غير متصل  
اختى ام جمانة
فلاإله إلا الله القائل (إن بعد العسر يسرا * إن بعد العسر يسرا)
يتضح من كلامك ان الله هو القائل اى تقصدين الاية و

تصحيح الايه

" فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا"


سبحان الله
ضاقت حتى احكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج
__________________
استغفر الله العظيم التواب الرحيم
لذنبي وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
قديم 18-07-2005, 05:32 AM
  #6
فيلة
قلم مبدع
 الصورة الرمزية فيلة
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 539
فيلة غير متصل  
روعة صراحة كنت بموت لو صار فيها شيوما خذت حقها منه أو منها .... سبحانك يارب محد يضيع حقه عندك ...
تسلم أخوي على القصة .. ماكو كلام يعطيها حقها صراحه ..
__________________
قديم 18-07-2005, 05:40 AM
  #7
^فرح^
عضو متألق
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,211
^فرح^ غير متصل  
لا إله إلا الله
محمد رسول الله




يصاحب الهم إن الهم منفرج ***** أبشر بخير فإن الفارج الله

اليأس يقطع أحيانا بصاحبه ***** لا تيأسن فإن الكافي الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة ***** لا تجزعن فإن الصانع الله

إذا بليت فثق بالله وارضي به ***** إن الذي يكشف البلوى هو الله
قديم 18-07-2005, 01:33 PM
  #8
حلم الغد
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية حلم الغد
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 2,916
حلم الغد غير متصل  
سبحان الله

اول ماقرأت القصه دار في خلدي ان الظلم ظلمات يوم القيامه .......... وكما تدين تدان

وفي نهايه القصه حمدت الله الذي فرج كربها ........... ولكن هل القصه حقيقيه ؟؟

تحياتي
__________________
لا إله الا الله محمد رسول الله


[
قديم 18-07-2005, 02:06 PM
  #9
سكوتر
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 383
سكوتر غير متصل  
أشكر االجميع على المرور ...
فرح ..أتمنى أن تكوني قد استوعبت المضمون جيدا
حلم الغد .. ارجعي لبداية القصة ..نعم هي حقيقية ..فأنا أتحرج ..من ناحية شرعية ..من كتابة قصص غير واقعية
للجميع شكري وتقديري
قديم 18-07-2005, 02:32 PM
  #10
SFY
عضو متألق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 1,750
SFY غير متصل  
تحية معطرة بالورد والياسمين

نعم قصة موثرة بها الكثير من العبر والعضات لذا صدق من قال الفرج بعد الشدة .
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 PM.


images