بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عند تساقط الدرر الثمينة على الأرض من عابر سبيل فكم من النفوس التي تهب لالتقاطها علي وجه السرعة
وهكذا الحال مع شهر رمضان الكريم في مسألة عبور ثواني أيامه قبل دقائقها وساعاتها الطويلة فهي محملة بحسنات كدرر لاتقدر بثمن
ولكن المعضلة التي تواجه الكثير من الأسر في هذا الشهر الفضيل هي الانشقاقات الأسرية وقطيعة الرحم في وقت يفترض أن تكون فيه كل النفوس نقية من شوائبها العالقة منذ فترات مضت
وكأني بتلك الأسر قد تجاهلت قول النبي صلى الله عليه وسلم (لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال...) فلماذا لا يكون هذا الشهر موعدا لتنقية النفوس وصلة الأرحام
وكلنا يعلم بعظيم جرم قطيعة الرحم فلا يدخل الجنة قاطع رحم وكلنا يعلم بأنه في يومي الاثنين والخميس ترفع الأعمال إلى الله فلايقبل عمل اثنين بينهما قطيعة وهذا في مختلف أيام السنة فمابالك لوكانت القطيعة مستمرة في أيام الشهر الفضيل
أليس هو شهر الرحمة فلماذا لاتكون علاقة الأسر بالتراحم والتواصل فيما بينهم فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول( الراحمون يرحمهم الرحمن )
فلماذا لايتم استغلال عشر الرحمة والانتفاع بنفحاتها الكريمة على كل النفوس
فقاطع الرحم عندما يصل رحمه سترفع أعمالها وسيجنيان ثمار ذلك خيرا وفيرا وغفرانا يجب ماقبله من خطايا وذنوب
وأي خاتمة أجل وأعظم من خاتمة عشر تنتهي بعتق من النيران بها ليلة من أعظم الليالي تساوي ألف شهر فأي فضل أعظم من العتق من نار حرها شديد وقعرها بعيد
فلنغتنم أوقات هذا الشهر الكريم في رأب الصدوع والانشقاقات التي أنهكت جسد العلاقة الحميمة بين أبناء الأسرة الواحدة
ليكون هذا الشهر فأل خير في لم شمل بعد شتات وبلسم علاج لشفاء جرح بعد آهات وبداية عهد جديد ونسيان كل مافات ودرب يوصل إلى فردوس كفله لنا رب السماوات
خلاصة القول : شهر رمضان غير عن كل الشهور فكم تائه عاد فيه من الظلمات إلى النور وكم بائس أضاءت حياته مشاعل الفرح والسرور
فلنعد لاستقباله العدة ونطوي كل صفحاتنا المسودة ونبدل الحقد والكره حبا ومودة وعندها سنجد الرخاء بعد العسر والشدة
سنعيش بأمن نفس واطمئنان فبالخطأ سيجازيناالله الغفران وبالصواب جزاءالإحسان إحسان من رب كريم بالصفات رحيم وبالاسم رحمن .
وبالمناسبة أهديكم هاذي الأبيات:
ضيف بالخيرقدهلت
خمائله
يمشي الهويناحاملارحمة
وغفرانا
وبالرحيل كم تسموبالعلا
جزائله
فياحظ نفس بالرحيل تجنبت
نيرانا
دعوت الله بظهرالغيب بالإكرام
سائله
يجزيك بالإثم مغفرة وبالإحسان
إحسانا
تضرعت إليه بحلول شهرجم
فضائله
بأن نبقى دومابحب الله
إخوانا
رفعت إليه يدايابدعاءكنت
قائله
بأن نكون من أهل الفردوس
سكانا
فياليت كل فعل بهذا الشهرأنت
فاعله
تجده خيراوأنت من أثقل الناس
ميزانا
كل عام وأنتم بخير
وشهركم مبارك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .