الحب بين العقل والقلب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الحب من العقل
هو شعورٌ كريم يبذله إنسان كريم لإنسان كريم وهو أن يفسح له مكانة في قلبه لأنه فعل ذلك له قبله لأنه يستحق ذلك وإذا اجتمع القلبان ذابا في بعضهما ويخلد الحب بينهما حتى آخر لحظة في عمر المتأخر منهما في الموت ويثمر ثماراً كريمة من الإيثار والوفاء والتكريم والدعاء وتكريم محبيه وغيرها من الثمار الكريمة ولننتبه لشيءمهم وهو أن يسخر القلب له ويقوده لا أن الخضع له.
الحب من قلب هو شعور غالب من شخص يحب نفسه موجه لشخص ضعيف الشخصية ينخدع بمظاهر الإغراق من المحب له فيذوب من هذا الحب وينشر أنه يحب من قلبه ويبذل كل شيء ليستمر تدفق هذا الإغراق وحالما يدخل دائرة التملك يرى حقيقة الحب بينهما فينقلب حب المخدوع إلى كره و ويثمر ثمارً فاسدةمن الكره والحقد والشعور بالمرارة والذل وغيرها من الثامر المسمومة. ولننتبه لشيء مهم وهو أن القلب من الجانبين يتوليان القيادة ويتمردان على العقل الواعي فيستغرب كل من حولهما مدى عمق تفكيرهما في بعض النواحي وغياب هذا العقل في نواحي الحب الزائف.
مثال الحب من العقل
عرفت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها سيدة من سيدات قريش حسباً ونسباً وجاها وثراءً أن الشاب اليتيم الفقير الذي يرعى الغنم لقريش وبدأ يشق طريقه في التجارة البسيطة محمداً بن عبدالله بن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام أنه الرجل الكامل من بين رجالات قريش وفتيانها فهو صادق وأمين ولا يفسق ولا يعبث ولا يفحش في الفعل والقول حتى اتفقوا على تسميته بالأمين فجربته في تجارتها ووكلت لمن يرصد لها سلوكه حال غيابه عن قريش فعزز رؤيتها فأحبته بعقلها المدرك لمن يستحق حبها فوهبته نفسها ونفيسها وخطبته لنفسها لتسعد به وتسعده فوافق لأنه يعلم من هي وأنها تستحق حبه فأحبها ووهبها حبه الكريم وبعد موتها رضي الله عنها ظل وفياً لها ويكرم أقاربها وصويحباتها إكراماً لحبها ويشيد بها حتى عند نسائه ويبين سبب هذا الحب ولا يمنعه هذا الحب من العدل وحفظ حقوق أهله.
مثال الحب القلب
شاب يحب نفسه غارق في الأنا فيعرف فتاة جميلة فيرى أنه الأولى بها من غيره وأنه يستحقها فيبذل كل ما في وسعه للحصول عليها واستغلال كل قدراته لينسج حول قلبها أنها كل شيء في حياته فيرتبط هذا النسيج برغبتها بما يعزز نفسها عند نفسها كأنثى تستحق التكريم من سيد حياتها تحت ضغط حاجتها الفطرية للأصل كفرع وتلغي كل نداءات العقل للالتحام بهذا القلب المحب حتى تتحد معه ثم تعاشرة وترى بعينها وأذنها وكل حواسها أنها شيء يمتلكه لا روحاً يريد أن يذب بها وتذوب فيه فيحرم عليها مع غيره كل ما يبيحه لنفس مع غيرها فتعيش العذاب بين ما احتقنت به ذاكرتها من ذلك النسيج الذي لف حولها منا تسميه حب وبين حقيقة هذا الأناني فتضحي وتضحي وتحترق ليعود لها الحبيب ويزيد في حبسها ضمن مجرد شيء أملكه ولا يملكني.
مثال الحب من العقل (نموذج واقعي)
يتزوج صالح من الطيبين. فتاة من الطيبات فيتقي الله فيها وتتق الله فيه فيجعل الله بينهما مودة ورحمة فتغض الطرف عن نقاط ضعفة ويغض الطرف عن نقاط ضعفها ويضل وفياً لها بعد موتها أو تضل وفية له بعد موته. فكثيراً ما تلمع دمعة من عين رجل بلغ التسعين عندما يذكرونة بها ويترحم عليها وقد تعذب بعدها بنار الوحدة ولولها أنه في قلبه للحقها بعدموتها كمداً عليها وكذلك نرى تلك الدمعة من إمرأة فقدته وبقيت زوجته وكأنه لم يمت حتى نطقها الشهادة وهي تدعوا الله أن يجمعها به في مستقر رحمته.

__________________

لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.