اخواني و اخواتي
اعرض عليكم اليوم مشكلتي الغريبة بعض الشيء، ربما لم تصادفوا مثلها من قبل. بداية أنا أعلم أنني سأواجه سيلا حادا من الانتقادات اللاذعة نظير ما سأخبركم به، لكنني و بكل صراحة أجد نفسي عاجزة أمام مشاعري و عواطفي، و ليس لدي حل فعلي لما أنا فيه الآن. فأنا امرأة متزوجة و لدي طفل من زوجي الذي أحبه جدا و أشعر بسعادة غامرة عندما أكون معه إلا أنني أشعر أن هذه السعادة ليست مكتملة أبدا، بسبب تزايد المشاكل و ظهورها بين الفينة و الأخرى. لا أدري كيف لي أن أدخل في صلب الموضوع، فما كتبته بالأعلى لم يكن سوى مقدمة لمشكلتي التي أشعر بها في الوقت الحالي، و بالتحديد عندما شعرت أن زوج أختي بدأ يقتحم علي حياتي دون أن أشعر. فهو انسان رائع بكل ما تحمله كلمة الروعة من معنى، مؤدب خلوق طيب مرح، يحب أختي جدا، و يسعى لاسعادها دائما، هذا ما ألاحظه من تعاملهما و من خلال حديثي مع أختي. حتى في معاملته لي، أشعر بحنانه و بكرمه و بطيبته و سعيه دائما لارضاءي و إسعادي. يتعامل مع الجميع بطيبة قلب كبيرة و احترام، إلا أنني أجد التميز في هذه المعاملة لأختي أولا باعتبارها زوجته و من ثم لي. صدقوني هذه حقيقة و ليست من نسج الخيال، قد تقولون أنني أتوهم بسبب فقداني لهذه المعاملة من جانب زوجي و أنني أجد ذلك كتعويض لهذا الفقدان لكن الله يعلم أنه يتعامل معي كما قلت لكم و كما أشعر أنا في داخلي بهذه المعاملة. ليس معنى كلامي أنني لا أحب زوجي، على العكس تماما، فأنا أحبه جدا و أتمنى أن أكون بجانبه، و ألبي احتياجاته، لكنه لا يتعامل معي كما يتعامل زوج أختي مع أختي. فزوجي رجل غريب جدا، فتارة يكون طيبا جدا و أشعر بمحبته لي، و تارة يكون قاس القلب و أشعر بأنني أكرهه من شدة قسوته، و لا أخفيكم أن هذا الاختلاف يشعرني بأن لدي انفصام في شخصيتي. دائما ما أتمنى أن أقدم السعادة له على طبق من ذهب، و أسعى لإراحته نفسيا و جسديا، إلا أنني أشعر أن ما أقدمه له مجرد سعاده وقتية لا يتجاوز وقتها الساعة أو الساعتين على الأكثر، و من ثم يعود إلى عصبيته و إلى حالته الغريبة التي لازلت أعاني منها، حتى أنني أصبحت أكره البقاء في وجهه لمدة طويلة هذا بالاضافة إلى أنني أشعر أنه دائما ما يكون سعيدا عندما يكون بعيدا عني سواءا مع أهله أو أصدقاءه، و عندما أناقشه في هذا الموضوع يجيبني بأنه يتعامل معهم بمجاملة و معي يكون على طبيعته!! يا سبحان الله. دعوني أعود بكم إلى زوج أختي الذي تسلل إلى حياتي، فأنا لا أدري هل أنا أحبه أم هي مجرد عواطف تجذبني إليه لأنه يمزح معي (في احترام و دون خدش للحياء) و لأنه طيب و راقي في تعامله؟ أحب الجلوس معه في حضرة أختي و أهلي، استمتع برؤيته و هو يتعامل مع الجميع و أنا من ضمنهم برقي و حب. أحس بشعور غريب تجاهه. بعد أيام قلائل سيتم انتدابه إلى احدى الدول، فهو ظابط بحري، و لا أخفيكم كم أشعر بضيق في نفسي و غصة في حلقي من هذا الموضوع، لكنني أقول في نفسي لعله خير أن يذهب من أمام عيناي حتى أعيد ترتيب حساباتي مع نفسي قليلا.
أخيرا و قبل أن توبخوني أود أن أعلمكم أن جميع ما أشعر به حبيس نفسي و قلبي و لم أبح به لأي مخلوق آخر، حتى أنني أخجل من اظهار هذه المشاعر أمام نفسي و خصوصا عندما أرى أختي التي أحبها جدا جدا و أحب أن أراها سعيدة في حياتها مع زوجها، لكنني أعاني من هذا الأمر كثيرا و أفكر في زوج أختي ليلا و نهارا و دائما ما اتخيل تعامله الراقي معي و شعوري بالسعادة الغامرة ازاء هذه المعاملة. أود أن أعرف هل ما أشعر به طبيعي في ظل برود زوجي و حبه لي على استحياء و في المقابل المعاملة الأكثر من رائعة من زوج أختي معي؟