نعم أنا أحب زوجتي! والشاهد على هذا قول ربي تبارك وتعالى
{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}.
وتصريحي بحبي لها في هذا المنتدى أو في أي مكان آخر لا أجد فيه حياء ولا خجل, فقد سئل الحبيب صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك فقال:
(عائشة).
الحب بين الزوجين ليس هو أحاسيس ومشاعر مجردة من الكلام المعسول والأفعال التي تترجم تلك الأحاسيس والمشاعر والكلمات إلى واقع حياة, بل هو خليط بين ذلك كله ولذلك عبّر بعضهم عن الحب الحقيقي بقوله: عندما تشعر أنك جزء من الشخص الذي تحبه. وعندما تشعر أنك تريد أن تتقاسم مع من تحب دقات قلبه وأفكاره ومشاعره. قال أحد الشعراء يصف محبوبته:
روحها روحي وروحي روحها *** ولها قلب وقلبي قلبها
فلنا روح وقلب واحد *** حسبها حسبي وحسبي حسبها
وفي هذه المقالة سأترك العنان للقلم في ذكر بعض أخبار المحبين ممن عبروا عن حبهم لزوجاتهم شعراً, فهذا علي بن أي طالب رضي الله عنه حينما رأى فاطمة رضي الله عنها تتسوك قال:
قد فزت يا عود الأراك بثغرهـا *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ؟!
لو كنتَ من أهل القـتال قتلـتكَ *** مـا فـاز مني يا سِواكُ سواكَ
ويقول يزيد بن معاوية:
أغار عليها من أبيها وأمها *** ومن خطوة المسواك إن دار في الفم
وأحسد أقداحاً تقبّل ثغرها *** إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها *** إذا وضعتها فوق جسم منعمِ
وقال بعضهم:
قالوا تخير سواها فهي قاسيهٌ *** فقلت: لا, غير ليلى ليس يرضيني
فلو جمعتم جمال الكون أجمعه *** في شخص أخرى وقد جاءت تناجيني
لكنت كالصخرةِ الصماءِ عاطفةً *** وقلت هذا جمالٌ ليس يعنيني
إن العيون التي بالوقت تضحكني *** هي العيون التي بالهجر تبكيني
وقد استنكر أحد الشعراء تصرفات بعض الرجال حينما يضربون زوجاتهم فقال:
رأيت رجالاً يضربون نساءهم*** فشلت يميني حين أضرب زينبا
وزينب شمس والنساء كواكب *** إذا طلعت لم تبق منهن كوكبا
وقد بعثت هذه الأبيات في رسالة لزوجتي الحبيبة بعد أن عدّلت فيها وغيرت, فقلت:
رأيت رجالاً يضربون نساءهم*** شلّت يميني إن ضربت الغالية
وغادة شمس والنساء كواكب *** إذا طلعت لم تبق منهن باقية
وقبل الختام أقول: لابد أن يكون الحب بين الزوجين متبادلاً, لأن الحب من طرف واحد لا يكفي, بل هو سبب من أسباب انفصال الزوجين عن بعضهما كما هو حال مغيث وبريرة رضي الله عنهما, فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن زوج بريرة كان عبداً يقال له: مغيث, كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي, ودموعه تسيل على لحيته, فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس:
(يا عباس! ألا تعجب من حب مغيث بريرة, ومن بغض بريرة مغيثاً)؟. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لو راجعْتِهِ)؟ قالت: يارسول الله! تأمرني؟ قال:
(إنما أنا أشفع). قالت: لا حاجة لي فيه.
وفقكم الله لكل خير.
أبو ناصر22
الخميس 20/6/1431ه – 3/6/2010م