التسمم المزمن للمورفين والهيروين:
يؤدي تناول المورفين أو الهيروين مع تكرار الجرعات إلى حدوث ما يسمى بالتسمم المزمن ويؤدي هذا بدوره إلى الأضرار الصحية التالي:
1- الجهاز العصبي: يؤدي المورفين أو الهيروين إلى ضمور الدماغ وإلى حدوث الجنون ونوبات من الهذيان ويقل الأكسجين المغذي للدماغ مما يؤثر على تغذيته ويفقد المدمن ذاكرته وتتبلد عواطفه ويفقد مقدرته العقلية تدريجيا حتى يصل ذلك إلى الجنون التام. كما يحدث التهاب في النخاع يؤدي إلى شلل كامل بالنصف الأسفل من الجسم مع فقدان التحكم في البول وفقدان المقدرة الجنسية كليا.
2- التهاب وتخثر الأوعية الدموية: يحدث انسدادات موضعية في الشرايين وتجلط وريدي وتمدد شرياني ونخر الأوعية الدموية بسبب حقن الهيروين في الأوردة.
3- إصابات الغشاء القاعدي للكلى: وتحدث هذه الظاهرة لمدمني الهيروين وخاصة الذين يتعاطونه عن طريق الحقن في الأوردة حيث يصاب الغشاء القاعدي للكلية وتحدث ترسبات كثيفة فيه فيؤدي ذلك إلى فقدان الزلال(الهلام) في البول بكميات كبيرة. كما ينخفض مستوى الزلال في الدم ويصحب ذلك أوديما في الجسم وهذه الظاهرة تعتبر خطيرة لأنها تؤدي إلى الفشل الكلوي التام.
4- الهيروين والجنس: يسبب المورفين والهيروين ضعفا جنسيا عند المتعاطي حيث وجد أن المورفين يسبب نقصا كبيرا في إفرازات الهرمونات المنبهة للغدة التناسلية والتي تفرزها الغدة النخامية وتظهر على المتعاطي من الذكور، آثار أنوثة، وذلك بسبب الزيادة النسبية لهرمون الأنوثة (الاستروجين) في جسمه والنقص في كمية هرمون الذكورة (التستسترون).
5- المرأة والهيروين: يقل إفراز الهرمونات المنبهة للغدة التناسلية فيؤدي ذلك إلى اضطراب في الدورة الشهرية وإلى انخفاض أو انعدام الرغبة الجنسية لدى المرأة. وإذا حملت المرأة المدمنة أدى ذلك إلى حدوث الإجهاض أو ولادة أطفال مشوهين أو ينزل الطفل ميتا وقد يصاب الجنين بالاختناق ونزيف دموي بالمخ، كما قد يصاب بأمراض الغشاء الشفاف في الجسم الزجاجي للعين. وقد يسبب ادمان الهيروين انخفاض سكر الدم وكالسيوم الدم في الجنين والتسمم الدموي الميكروبي بالاضافة إلى اعاقة نمو الجنين في الرحم. ومن الأمراض الخطيرة التي تصيب الجنين بسبب أدمان الام للهيروين مرض الصفراء أو اليرقان الذي يتميز بارتفاع نسبة الصبغة الصفراوية في دم الجنين وقد يؤدي هذا الخلل إلى وفاة الجنين. والجنين يدمن الهيروين الذي ينتقل إليه من دم الأم عبر المشيمة، بحيث تظهر أعراض الحرمان على الطفل المولود في اليوم الأول بعد ولادته وتشمل هذه الأعراض الصراخ والرعشات وفرط الاستجابة للمؤثرات الحسية وزيادة معدل التنفس وزيادة التبرز والعطش والتثاؤب والتقيؤ كما يصاب بالحمى. وإذا كانت الأم تتعاطى الهيروين خلال فترة الرضاعة فإن المخدر يصل إلى جسم الرضيع عن طريق اللبن حيث يسبب له اضطرابات مرضية، كم يصاب الطفل بأعراض الحرمان إذا لم تتحقق رضاعته لأي سبب من الأسباب من لبن الأم.
6- تأثير الهيروين والمورفين على الغدة الكظرية: يسبب الهيروين والمورفين نقصا في إفراز الغدة الكظرية، وخاصة هرمون الكورتيزون، فيؤدي ذلك إلى انخفاض في ضغط الدم وإلى الشعور بالوهن والإحساس المستمر بالدوخة والإرهاق البدني.
7- تأثير الأفيون ومشتقاته على الجهاز الهضمي: يسبب تعاطي أي من الأفيون أو المورفين أو الهيروين بالفم غثيانا شديداً وقيئاً متكرراً وخاصة عند تناول هذه المواد للوهلة الأولى ويرجع ذلك إلى أن هذه المواد تنبه المراكز المساعدة للقيء في النخاع المستطيل ومنطقة المستقبلات الكيماوية البادئة للقيء وتقل الشهية للطعام بسبب تقلصات المعدة والأمعاء كما يحدث امساك شديد.
8- تأثير مشتقات الأفيون على الجهاز البولي: يؤدي استخدام الأفيون أو المورفين أو الهيروين إلى احتقان المثانة وعدم القدرة على التبول والإحساس بالامتلاء السريع مع الرغبة في التبول ومع هذا لا يستطيع الشخص التبول بسهولة وقد يستدعي ذلك اخراج البول بواسطة القسطرة.
9- الجلد ومشتقات الأفيون: تكثر الالتهابات الجلدية وخاصة في الأوردة السطحية، ويؤدي الحقن تحت الجلد إلى وجود فقاعات جلدية، كما تكثر الخراريج والتهابات ما تحت الجلد، ويؤدي حقن مادة البنتازوسين (أحد بدائل المورفين) إلى ظهور قروح مزمنة خشبية الملمس تحت الجلد مباشرة .
التأثيرات غير المباشرة:
من الأضرار التي يسببها الهيروين أضرار غير مباشرة وذلك بسبب استعمال هيروين مغشوش بالمواد المعروفة مثل الكافئين والكنين والسكوبولامين ومسحوق الزجاج ومسحوق جماجم بني أدم وهذه المواد قد تكون ملوثة ببعض أنواع البكتريا أو الجراثيم وبالتالي تصل إلى الدم إذا أخذ الهيروين عن طريق الحقن بالإضافة إلى أن المدمنين عادة ما يستعملون الحقنة دون تعقيم والماء المستخدم في إذابة الهيروين المجهز للحقن قد يكون ملوثا فأحيانا يضطر المدمنون إلى أخذ الماء من سيفونات الحمامات العامة لأنهم يخشون أن يكتشف أمرهم إذا أخذوا الماء من صنابير الحمامات الخارجية والتي عادة ما تكون خالية من الناس. وتسبب الحقنة الملوثة التهاب الأوعية الدموية المصحوب بتخثر الدم، والتهاب بطانة القلب البكتيري (قد يؤدي إلى الوفاة) والتهاب الكبد الفيروسي، والتهاب المفاصل والتهاب نخاع العظام والالتهاب الرئوي (قد يكون مصحوبا بسدات رئوية ملوثة بالميكروبات وتقيحات رئوية ). ومن أخطر الإصابات التهاب سحايا المخ. والشلل النصفي، وشلل في عضلات الوجه، وفقدان القدرة على التعبير بالكلام أو الكتابة، كما قد يصاب المدمن بخراريج تحت الجلد وفي الكلية وفي المخ والكبد والطحال، وتسمم، الدم. كما قد ينجم عن استخدام الحقنة الملوثة الإصابة بأمراض خطيرة مثل الزهري والايدز، حيث عادة ما يتبادل المدمنون الحقنة وعند إصابة احدهم بفيروس الايدز أو الزهري أو الكبد الفيروسي فإنه ينقل هذا الفيروس إلى زملائه الذين يتبادلون نفس الحقنة. وفي السنوات الأخيرة أصيب العديد من مدمني الهيروين بمرض الايدز، حيث تشير الاحصاءات إلى أن 17% من حالات الايدز في أمريكا ناجمة عن حقن الهيروين، وتدل إحصائيات أخرى على أن نصف عدد الذين يحقنون بالهيروين في نيويورك يحملون فيروس الايدز أي أن حوالي 100000من المدمنين قد ينقلون العدوى لأفراد غير مدمنين وذلك عن طريق نقل الدم، وتبين الإحصائيات أن هناك 500000مدمن هيروين في أمريكا بالأضافة إلى 400000فرد قد يستعملون الهيروين بصفة غير منتظمة، كما تشير التوقعات إلى زيادة ملموسة في الإصابة بمرض الأيدز خلال الخمس سنوات القادمة. وقد تصاب المرأة الحامل بسبب حقنة المخدر الملوثة بأمراض ميكروبية تشكل خطورة على حياتها وحياة الجنين وتشمل هذه الأعراض التهاب الكبد والالتهاب الرئوي وتسمم الدم والتيتانوس والدرن والأمراض السرية مثل الزهري والايدز
منقوووووووووول