أما سميرة وما أدراكم من هي سميرة
سميرة الصبر
سميرة الإيمان
سميرة الجمال
سميرة .. قصة صبر حقيقية ..
تزوج أبوها من أمها .. وبعد أن أنجباها وصار عمرها أربع سنوات تطلقا ..
احتفظ أبوها بها وأمها تزوجت .. لكنها أيضا لم تكن بعيدة المسافة عنها ..
كان منزل الزوج الجديد لا يبعد عن المنزل الذي تسكنه ابنتها مع أبيها ..
لم يسمح لها أبوها أن تبقى عند أمها بحكم زواجها ..
كان لها طفولة تبكي وإن لم يكن آنذاك ينقصها شيء من الماديات ، يوم أن
تلعب مع الأطفال ويعتدي عليها أحد منهم لا تملك إلا أن تتنحى في جهة
وتجلس على قدميها وتثني ساعدها ومرفقها على وجهها " ثم تبكي " ..
لا أم تذهب إليها وتشتكي لها ولا أب حاضر ينصرها ..
كانت صحتها هزيلة ، وعيونها بريئة حزينة ، ترى الأطفال يلتفون حول
أمهاتهم يأكلون ويضحكون وهي " وإن شاركتهم " لا ترى في أعين
أمهاتهم حنان الأم الحقيقي عليها ..
أبوها شديد في طبعه ، فظ غليظ وبه سفه ، عندما يغضب تهتز أركان البيت
من شدة صوته ، وإذا عاقب لا يعرف إلا ثلاثة .. إما الحبس وإما السوط
وإما البندقية " وقد فعلها مرات مع أبنائه الذكور " ، كان لا يناديها حين يناديها
إلا يابنة " اسم أمها " ، يعيرها به وفي الوقت نفسه يذكرها بمن ظلت وما زالت
تنتظر رؤيتها إلى اليوم وقد بلغت من العمر 23سنة.. عل الله أن يكتب لها أن تراها دوما بجانبها ..
أبوها متزوج من أخرى قبل أمها .. عجوز هرمت لكنها تشبه زوجها في الطبع والشدة ..
تتأمر عليها وكأنها خادمة .. اطبخي .. اغسلي .. نظفي .. لم لم تفعلي ..
وما من شكر ولا مكافأة ولو بكلمة طيبة .. كم من مرة ضربتها وحبستها ..
كم من مرة " جحدت " خدمتها لها .. . وما يقوم بالبيت كله إلا هي عظم الله أجرها ..
إخوتها كثر ، وأشبهوا أبويهم في كل شيء ، كم ضربت على أيديهم وكم خدمتهم رغم هذا ..
أغلبهم متزوجون ولا يخدمهم في كثير من الأحيان إلا هي ، وليتهم يكافئونها .. إن سافروا
للتنزه والعمرة لا يأخذونها معهم ولا يسألون عنها .. وكأنها ليست أختا ويجمع بينهم وبينها
دم أبيهم .. ورغم هذا كله .. لم تكف عن خدمتهم وعون زوجاتهم في كل ما يريدون ..
بلغت الآن الثالثة والعشرين ، ويحدثني من يعرفها عن صبرها وإيمانها وعلاقتها بالله ،
كلامها طيب لا يمل سامعه من سماعه وتحب العون والخير لكل أحد ، محتشمة في لباسها
وجميلة في خلقتها ..
على الرغم من كل ما قاست من أبيها وزوجته وإخوتها عفا الله عنهم ، إلا أنها
حينما تجد من يتكلم في قسوتهم عليها تردعهم وتزجرهم وتقول :
لم أر منهم إلا كل خير !! ..
وإذا قال لها أبوها .. اذهبي مع إخوتك هناك إلى .......
تقول : ومن يبقى عندك يا أبي ويخدمك أنت وعمتي ؟
على الرغم من أن " في مجتمعهم " من هو في سنها يعد متأخرا عن الزواج ..
إلا أن والدها وعمتها السبب في تأخرها .. يرفضون بحجة أو أخرى .. وهي تعلم ..
وفوق هذا .. عندما يحثها أحد أن تدافع عن حقها في هذا ..
تقول : إنشاء الله بعد سنة أو سنتين ..
أصلا أنا لا أريد الآن ..
إن تزوجت وذهبت .. من لأبي يقوم بشؤونه ..
هنيئا لك يا سميرة .. هنيئا لك الصبر .. هنيئا لك عظيم الأجر ..
هنيئا لك برك بوالديك ، هنيئا لك الخلق ، هنيئا لمن تكونين له ، هنيئا
للأمة نماذج من مثلك .. وأبشرك يا سميرة
" إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
أسعدكم الله ورزقكم بأحسن مما تتمنون وأكمل مما تأملون.
__________________
رب اغفرلي ولوالدي
سبحان الله بحمده
سبحان الله العظيم
عزيزي القارئ : إن كل ما أكتبه ليس لي فيه أدنى فضل .. بل الفضل لله
ثم لوالدي وأناس قد قرأت لهم أو تحدثت إليهم .. من أجل هذا ليس لك أن
تستأذنني في نقل ماتراه مناسبا وصالحا للنقل إلى أي منتدى وأي مكان
ومن غير أن تشير حتى إلى إسمي .. لكنني أتبرأ إلى الله إن كان فيما نقلت
أي زلل مني لم أدركه والله يغفر لنا ولك.