في الآونة الأخيرة أفكر بأمر! وهو ياتُرى لو تزوجت وأنا رجلٌ أبني حياتي بشكل ممنهج ولدي خطط للوصول إلى مستوى معيشي معين، وكوني أزعم أني إنسان له منهجية في رؤية الحياة وله مبادئه ومستوى عيشه ونظرته للأمور، فهل ستضع زوجتي يدها بيدي أم أنها ستفتر.
على سبيل المثال، أرغب أن أبني حياتي المادية لأصل إلى رقم معين، وهذا لاشك يتطلب الكثير من الجهد سواء العملي أو التجاري للوصول إلى ذلك الرقم، وللوصول إليه يتطلب الأمر نوعاً من التوفير المعقول والذي بالتأكيد في الوقت نفسه لن يكون عائقاً لحياة عائلية مكتفية وربما أكثر، ولكن دون تبذير أو إسراف أو كماليات أكثر من المطلوب.
لماذا أريد أن أصل لرقم معين!؟ ربما كثير من الزوجات لايفهمنَ ذلك ولا يطربهن ذلك التبرير، لأنه على ماقد يبدو أن الرجل يفكر كثيراً في أمر المستقبل بينما ترغب المرأة أن تتمتع بكل مابيديها ما أمكن إلى ذلكَ سبيلاً (وهنا لا أعمم)، نرجع لسؤالي لماذا أريد!؟ ببساطة أولاً لكي أظمن أن أبنائي سيعيشون في مستوى مادي جيد يساعدهم على الاكتفاء ويحقق لهم احتياجاتهم ومطالبهم ويعينهم على أن يتعلموا بأفضل المدارس بعد أن يكبرو، ولذلك أنا أوفر، لماذا أريد!؟ لكي أبني بيتاً يحوي زوجتي وابنائي دون أن يضطروا يوماً إلى أحد، لماذا أريد!؟ لأني أريد أنه في حال وقوع أزمة احتاج معها مالاً وفيراً سواء لي أو لزوجتي أو لأبنائي أو لأهلي يكون الأمر ميسراً، لماذا أريد!؟ لأنني قد أكون يوماً بلا وظيفة بلا تجارة بلا وطن لسبب أو لآخر لاقدر الله، لماذ أريد!؟ لأن هناك أسباب أخرى وكثيرة.
هذا التفكير قد لا تقبله كثير من الزوجات، وليس لديهم النفس الطويل لهذه الرحلة، ويتطلب هذا إيمان تام من المرأة للوصول إلى تلك النقطة، سنضطر أحياناً إلى أن نركز على الأولويات كثيراً، سنضطر أحياناً إلى أن نحرم انفسنا قليلاً من المتع من السفر سنضطر إلى التركيز على الاجتياجات.
حينما لاتؤمن الزوجة برحلتك هذه، فإنها بالتأكيد ستفتر وستضيق من هذا الوضع القائم، والذي هو أولاً وأخيراً هدفه مصلحة الزوج والزوجة والأبناء.
ياترى هل قلقي في محله أم أنا مخطئ، أم أن الأمر يعتمد على أمور أخرى!؟
أريد من الجميع الحديث بصراحة وبواقعية وبمعرفة في طبيعة المرأة، دون تعبيرات جاهزة مثل إذا المرأة حبتك بتصبر، إذا المرأة قدرتها واحترمتها بتصبر إلخ...
المنهجية هي باختصار:
استقطاع نسبة من الدخل للحفظ أو الاستثمار
ابقاء نسبة تكفل الاحتياجات والمتطلبات الخاصة للبيت وللزوجة وللأبناء
عدم العيش برخاء مبالغ فيه.
عدم التركيز كثيراً على المظاهر.
ميزانية محددة في السنة وتقسم على الشهور ولكي تراعي العائلة مسألة الانفاق والتوفير ولا يطغى الاستهلاك على المبلغ المحدد.
هذه المنهجية لايمكن أن يكون للحرمان فيها شيء، من الممكن أن يلبس الجميع ملابس جميلة ومميزة من الممكن لها أن تتيح للجميع السفر لأي مكان يريدونه من الممكن أن تجعلهم يأكلون مايشتهون، من الممكن أن يبقى البيت مرتباً وأنيقاً إذا حافظوا على المحددات التي ذكرتها قبل قليل.
ماحفزني لهذا الموضوع هو تغريدة للتو قرأتها حيث تقول:
قيل :
إخلاص المرأة
يقاس عندما لا يملك الرجل أي شيء
وإخلاص الرجل
يقاس عندما يمتلك كل شيئ.
وبصفتي رجل وأدعي أني أعرف بني جنسي، أقول أن الثانية التي تتعلق بإخلاص الرجل صحيحة مئة بالمئة، ماذا عن النساء هل يؤمنّ بالمقولة الأولى عن المرأة!؟ والذي بالطبع يعكسها قلقي وتخوفي، فأنا أملك ولكن يدي ليست مبسوطة كل البسط كما أنها ليست مغلولة إلى عنقي.