أحياناً نشعر أننا أبعد ما نكون عن هذا الأمر .. .. ننظر بحزن وشفقة .. وربما ترفع لمن يقع في أمور تخالف العرف ، وربما الشرع نقول في أنفسنا كيف وقعوا بها .. ألم يكن لهم أعين يبصرون بها .. ألم يكن لهم قلوب يفقهون بها ؟؟ أنا فتاة في العشرينات من عمري .. سأكملها قريباً .. قريباً جداً !! انتهيت من دراستي الاكاديمية قبل سنة في يوم ما قبل وقبل أربعة أشهر بالتحديد أفقت على أن العمر مضى .. وتشرط أهلي في من يتقدم قد جعلهم يدبرون .. أردت أن آخذ بالأسباب فالزواج وإن كان رزق إلا أن الرزق يجب معه الأخذ بالأسباب .. سجلت لأول مرة في موقع زواج .. وهكذا تكون البدايات .. كان أول شخص يأتيني كما كنت أبحث عنه غير أنه متزوج ولديه طفلين .. بذات درجة الدراسة .. بذات العمل .. بذات الروح .. بذات الشخصية .. هل تعرفون شعور أن لكل شخص توأم مشابه .. هكذا كنت أرى ( فلان ) توأمي الذي ساقه الله ليضيع حزن فقد شخص من أهلي ويجلب فرح لمستقبلي .. وولد صالح يناديني بأمي .. كنت أرفض أن أكون زوجة ثانية .. حتى وجدت هذا الشخص .. حتى سكوتي يفهم سببه .. كنا على الإيميل .. سألته عن سبب زواجه من أخرى .. أجاب : بأنها دواعي الفطرة لدى الرجل وأن زوجته تحبه وتقوم بكل طلباته .. وأن شرع ربنا يحلل له إلى أربع .. وأن والده ومجتمعه بأكمله قد مروا بتجربة التعدد بنجاح .. تقدم لي في ذلك الوقت شخص وعائلتي مباشرة رفضته لأنه بالثانوية .. وأخبرته بتقدم الخاطب ولم أخبره برفض أهلي حتى يتعجل الخطبة .. قال لي بكل حزن : لا أمنعك من نصيب أتاك ، وأنا والله لولا ديون أثقلتني ودراستي التي شارفت على إنهاءها والدور الذي سأبنيه لك لتقدمت الآن حالاً .. أخبرته بعد أيام أن العريس قد تم رفضه ولم أذكر سبباً . أمضينا في المحادثات مدة ثم جاءت إجازته ( في منتصف الفصل ) فقال لي أن قريته لا يوجد بها نت .. ( وهذه أول مرة حتى أعرف أنه يسكن قرية وليس مدينة .. ولا أنكر أنني صدمت ) .. لم أكن أخبرته منذ البداية عن اسمي ولقبي وكل شيء عني حتى أتأكد منه .. لذلك لم أغضب كثيراً .. التمست له عذر عدم اخباري أنه من قرية لأنني أنا نفسي قد خبأت عنه تفاصيل مهمة حتى أتأكد من صدقه .. ولأنه ربما خبأ عني هذا الأمر لأنه خاف برفض ابنة المدينة العيش في قرية نائية . طلب مني أن يكلمني في الجوال – أثناء فترة مكوثه هناك – حتى لا يقطع التواصل .. وافقت .. وكان يكلمني يومياً .. رغم أنه فتر كثيراً .. للعلم عندما تعرفنا في الموقع لم تكن زوجته معه بل كانت في القرية لمرض والدها .. قلت له : يعني أن الزواج بثانية لم يطرأ في بالك إلا لعدم وجود أهلك قربك . فحلف بالله أيماناً أن الفكرة كانت في عقله منذ زمن ، وقال أنه يحبني كما أحبه وأن الزواج إن كان أمراً يدور في فكره منذ مدة إلا أنني جعلته واقعاً حياً ، أخبرته بعد شهر عن كل شيء لأنني وثقت فيه .. قال لي : لم يزدني الأمر إلا حباً لك وتمسكاً بك أكثر كزوجة ، والله يحرم علي النساء من بعدك .. أخبرته قبل أسابيع أنني أريد خطبة وملكة لأن ضميري غير مستريح لهذه المكالمات ، عرفاً لا يرضاها المجتمع ، وشرعاً الإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس ، وأنا أكره أن يعرف أحد بهذا الأمر .. قلت له أن الخطبة لن تعيق ديونه .. وعقد القران لن يوقف دراسته .. وفي أثناء هذه المدة يستطيع أن ينتهي من جميع إلتزاماته المادية والمعنوية .. جاءني بعد مدة فقال لي : أنني قلت لأهلي ( رغم أنه كان حذر من إخبارهم حتى لا تعلم زوجته إلا قبل الزواج بأسبوع ) وواجهوني بالرفض وخصوصاً أمي واخواتي قائلين أنني لن أجد واحدة مثل زوجتي . فلما أحس بسكوتي قال : صدقيني لن يثنيني شخص من الزواج بك حتى لو رفضوا كلهم ، الأهم أن يقبل أهلك بي لأني متزوج .. لأنه يعلم مدى تشرط أهلي في المتقدمين . والآن نحن على مشارف إكمال شهرنا الرابع .. في كل يوم يمر علي أشعر أنني لا أستطيع العيش بدونه .. وأنه السبب الوحيد لبقاء الابتسامة على شفتي .. وفي نفس الوقت أشعر بالرعب .. أشعر بالرعب في أن يكون أيمانه وقسمه في التمسك بي واهية .. أشعر بالرعب في التفكير برفض أهلي له .. أشعر بالذنب في محادثتي له .. رغم أن رسولنا الكريم يقول ( لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح ) فأثبت أن هناك حب يستل سخائم القلوب .. فأما الحب فما أراه يعدل عن هذا الشخص .. وأما الزواج فوالله ما أحب على القلب من أن يكون اليوم وليس غداّ .. حتى مع لواعج الغيرة من زوجته الأولى .. بل من كل نسمة هواء تمر بجانبه !! أعلم أن التأنيب في أعينكم .. والزجر مملوء في أفواهكم .. لكني أحتاج النصيحة الصادقة .. فلا أحد يعلم عن ذلك طيلة هذه الأربعة الشهور إلا ربي .. ثم أنتم الآن .. احتاج النصيحة منكم .. احتاجها بصدق |
يشهد الله كم ارتحت من هذه الكلمات .. كنت احتاجها للتذكير والتنبيه لك جزيل الشكر .. وخالص الدعاء في ظهر الغيب أن يهبك سعادة الدارين أختي لحظة ويبارك لك في عمرك وعلمك وعملك وطاعاتك . يشهد الله علي أنني عند دخولي هذا الموقع كنت أظن أنني فعلاً سأجد أناس يريدون التعجيل في الزواج كما أريد ، وأنني بدلاً من أن أكون وراءه في التعجيل بالزواج ، يكون هو ورائي ويريد أن يتمم هذا الأمر . والله أنا بعد هذه الأربع الشهور ندمي لا يحصى ... أحسست أن هذا القلب الذي كنت أدخره لشخص يستحقه أنه يذهب هباء . هذه الأربع شهور أختي لحظة قلت له فيها مرتين أنني لا أريد اتصلا ولا رسائل وأنا من كنت أعود .. حتى أصبح دعائي لربي : ( اللهم إن كنت تعلم في غيبك أن هذا الشخص غير جاد فانزع حبه من قلبي ) . سألته مرة ثانية بالأمس عن سبب دخوله لهذا الموقع وقد تبقى له فصل دراسي ثم فصل للبحث فقال لي كما أخبرتك ، قلت كان يكفيك شهر ، شهران حتى ترى من تصلح لك .. قال : نعم ربما أنا تعجلت بتسجيلي في الموقع لأن فكرة الزواج من أخرى مسيطرة علي لها فترة . احتديت معه بالأمس وقلت له : الرجل لا يوقفه إن أراد شيء حتى رفض أهله !!! قال لي : إن كنت تريدين أن أتقدم لك وأخطبك بدون أن يأتي أحد من نساء أهلي أفعل وحتى قبل رمضان . وهذا الشيء أن طبعاً لا أرضاه لنفسي ولا لعائلتي أشعر معه أن الأمر صار مسيار أكثر منه شرعي وإشهار .
|
لا أستطيع .. فقط يومان مدة تركي وأنا من أرجع للكلام معه .. وأنا أعلم أنه بدأ يلاحظ ذلك .. يلاحظ تعلقي الشديد به .. فأصبح أن تركته يوم .. ثم رجعت أبحث عنه .. يتركني يوم ولا يسأل أصبحت الأيام بالنسة لي كبعضها والله لا أريد أكلاً ولا شرباً ولا حتى لقاء أي إنسان ولا الجلوس مع أهلي إن صد عني نمت وإن أقبل كلمته وتحادثت معه بكل شوق ثم إذا انتهيت من مكالمته نمت مرة أخرى حياتي كلها أصبح هو محورها أشعر أن العشق الذي كنت استغرب من حديث الناس عنه قد بُليت بأشده لا أحتاج إلى نصيحة فقط .. أشعر أحيناً أنني أحتاج لأحد يضربني كف على وجهي لأستيقظ مما أنا مغيبة فيه
|
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|