بطبيعة الحال العلاقات بين الجنسين لاتسلم من فتنة على أخف أحوالها ، وقد
جاءت الشريعة الغراء بسد كل باب يوصل إلى الفتنة .
هذا إن لم تتطور إلى تعاطي الحرام قولاً أو فعلاً كما يغص به الواقع .
نسأل الله أن يهدينا أجمعين لما فيه رضاه .
والأسباب في تمادي الشاب والفتاة في السير في هذا الطريق كثيرة .
وسأتطرق لجانب الاستغفال والخداع من قبل الشاب للفتاة وإيهامها بالزواج .
وهذه الطريقة استشفيتها وأنا أستمع لأحد المشايخ ، يتكلم حول هذه العلاقات
المحرمة .
قال ذلك الشيخ الداعية : اتصلت علي فتاة وقالت : يا شيخ إن شاباً يريد زواجي
و يخشى ممانعة والدي ورفضه !
وسبب ذلك التخوف أننا من عائلة كبيرة !
وهذه أعراف قد يتمسك بها والدي ويرفض تزويجي !!
قال الشيخ للفتاة : وهل يعرفني أبوك ؟
قالت : نعم ، وهو معجب بك .
قال : حسنا ... أنا أشفع لهذا الشاب عند أبيك .
طبعاً هذه الفتاة تظن أن الشاب سوف يطير من الفرح !
وأنها سوف تسلمه مفتاح كنز سعادته على قماش من حرير !
اتصلت الفتاة ولا تسل عن شدة فرحها حينئذ ، قالت له مُبشرة : هل تعرف الشيخ
فلان الفلان !
قال : نعم ، وأخذ يصف حبه له ! ( والله كما أقول لكم ) .
فأخبرته باتصالها بالشيخ وموافقته بالتوسط لجمع الشمل .
وما أن قالت هذه الكلمات إلا وعلت نبرة صوت ذلك الشاب قائلاً : أخبرتي الشيخ
؟!
أنتِ .... أنتِ وأخذ يسبها ويتهجم عليها بالألفاظ على عكس ما هو متوقع !
ثم كان هذا الاتصال هو آخر اتصال بينهما !
فسبحان الله !! مع أن الشيخ كان يريد التوسط بينهما بالخير ، وليس ليختبر صدق
الشاب من كذبه !!
لكن الله أراد فضيحة ذلك المخادع المتلاعب .
والطريقة الصحيحة والسليمة لمن من بينهما علاقة يبررونها بقصد الزواج
إن كانا صادقين فالخطوة الأولى هي ترك حركات المراهقين
وليخافا ربهما من التجاسر على انتهاك ما حرم الله .
ودور الشاب إن كان صادقاً في دعواه ، فليثبت ذلك بالتوقف عن هذا التصابي وما
يغضب الله و يطرق
البيوت من أبوابها .
ودور الفتاة أن تقطع العلاقة تماماً فإن كان صادقاً تقدم وإلا فلا أهلاً ولا
سهلاً به .
فإن تظاهر لك أيتها الفتاة بأنه يريدك وهو ينتظر تحسن الظروف ومجئ الوقت
المناسب .
فقد يكون يستدرجك ليطيل الوقت معك ليس إلا !!
فاحسمي الموقف وقولي له . إذا جاءت تلك الظروف لك أن تطلبني من أهلي
أما قبل ذلك فلا ديني يسمح ولا شيمتي ترضى .
وهو إن كان صادقاً فسوف يوفي بوعده وإن كان كاذباً فقد سلمتي من شره .
أما لو وضع عقبة ( مثل صاحبنا في القصة ) أو عقية مشابهة لها عندها اعرضي عليه
أن تستعينن ( أنتِ ) وتكلمين أحد المشايخ خاصة ممن له مكانة وقبول عند الناس
أو غيره من أهل الفضل والصلاح ، وعندها سيتبين شأنه .
مع أنه يكفيك أن تقولي له أيضاً : إذا تخلصت من تلك العقبة لك أن تتقدم لي
عندها .
لكني أتيت بهذه القصة لأبين مدى ابتزاز بعض الشباب واستغفالهم لبعض الفتيات !
وفي نهاية حديثي هذا أقول لأناس يتخذون الأعراض تسلية وقضاء شهوة من الشباب
أو الفتيات ؛ أقول لهم أن وراءكم يوماً فيه الحساب شاق وأهوال يومه لا تطاق ،
فالتوبة التوبة قبل يوم مجئ يوم الحسرة ، ولا يغرنكم إمهال الله لكم فقد قال
صلى الله عليه وسلم :
" إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "
منقول للفائده