[CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
لـمّا كان عقد الزوجية هو الجامع الأول بين رجل وامرأة غريبَين لايعرف بعضهم بعضاً؛ كان لابد
لهذين القلبَين المتباعدَين من حلقة وصل تربط بينهما (ربطاً وثيقاً)؛ يصدق عليه بناء حياتهما, وإلا
فما عسى أن ينفع عقد النكاح بلا تآلف القلوب...لذلك كان (الحب) هو الجسر الوحيد الممتد الذي
يصل بينهما, وتبدأ حياتهما معاً منه.
وعندما يجمع الله بينهما, وتبدأ الأيام الأولى ويبدأ ما يسمى (بشهر العسل)..
يندفع بعض الأزواج والزوجات بجهلٍ منهم ربما أو بحماسٍ زائدٍ إلى التعبير عن الحب؛ولكن...بالشكليات..والشكليات فقط..!
ولعلهم بذلك قد استفتحوا أول صفحةٍ في حياتهم بعد <بسم الله الرحمن الرحيم>
أو حتى بدون البسملة.,
بعنوان (ألف ليلة وليلة)..؟!
وإليكم القصة...
حيث يبدأ كثيرٌ من الأزواج والزوجات حياتهم بالإغراق في السفريات وكثرة الذهاب والإياب والإنغماس في الماديات إلى حد أنهم ينهمون نهمَ الجائع المتعطش, وكأن الرجلَ لم يرى امرأةً قط, وكأن المرأةَ لم ترى رجلاً قط,ويصبح الزوج في هذه الأيام مطيعاً لزوجته أشد الإطاعة حاذفاً من قاموسه الخاص؛ حرف (لا) فكلُ شئٍ عنده (نعم).
والزوجة أيضاً تكون مذعنةً لزوجها أبلغ الإذعان فلا تخالفه الرأي أو حتى تُحدّث نفسها بذلك,فكلاهما مشتركانِ في السباحةَ معاً؛ في أوحال الطاعة المصطنعة.
ناهيك أيضاً عن الإسراف في إضاعة المال فيما لا طائل من ورائه...
كل ذلك وغيره من الأمور الشكليّة يتم في الأشهر الأولى من الزواج..؟!
وهذه أشبه بطعنة في حياتهما,ولكنها طعنة من الخلف لن يشعران بألمَها إلا إذا تقدمت بهم الأيام..!
فبعد أن تتجه حياتهما إلى الركود والإستقرار,وتتجه أيضاً إلى المسؤولية الملقاة على عاتقهما؛
ويبدأ الملل يحط رحاله فيهم,وتتفاقم معه المشكلات والتي لن يملكوا أمامها سِوا أن يقفوا منها موقف العاجز..
فسوف تنقلب حياتهما رأساً على عقب..!
ولاغرابة في الأمر..
فكل ذلك يرجع إلى حياتهم التي بدأت بحبٍ شكلي متهالك, ليس فيه للحب الحققي أيُ معنى..
فلايستطيع أحد منهما أن يُبادل الحب للآخر بنفس المستوى الذي كان يقدمه في الأيام الأولى, بل يرى نفسه عاجزاً عن ذلك..وهذا دليل قاطع على أن الحب الذي بُني أساساً على شكليات فإنه لايدوم,فكثيراً ما تزعزعه رياح الملل بل قد تقتلعه من جذوره..!!
وترى كثيراً من هؤلاء أيضاً عندما تتقدم بهم السنين, يتباكون على أيامهم الأولى من الزواج ويعتقدون أنها هي الأيام التي حوت الحب الحقيقي وأنها الأيام الوردية التي لن تعود أبداً..!
ولم يعلم هؤلاء أن جوهر الحياة بين الزوجين في تقدم الحياة بينهما, فكلما تقدم بهم العمر وتراكمت عليهم المسؤليات إزدادا حُبّا وقربا وتواصلاً لأنهما يعلمان حينها أنه لايمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر.
فما أجمل الحب وهو يأتي من طبيعته الصافية,وما أجمله من نهرٍ عذبٍ جرى ماؤه يَرِدُه كل من عرف حقيقته,
فالماء سر الحياة,وللحياة سرٌ آخر هو الحُـب,فالماء قد يفقِدُه كل من أسرف فيه وكذلك الحب..
فيا تُرى هل الحب الذي نتعايش به هو الحب الحقيقي؟!
أخوكم
سـرُ القـلم
[/CENTER]