السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا عضو جديد بينكم بعد مراجعتي مرارا لهذا المنتدى احببت ان اكون بينكم واتمنى ان اكون خفيف الظل وقبولا منكم وذو فائدة ولو بسيطة لكم لما وجدته من فائدة كبيرة لي منكم وشكرا لكم
وهذا اول موضوع لي بينكم وهي وجهة نظر قد تعجبكم وقد لا تجدونها صحيحة لكن هي للنقاش وتهم بشكل كبير الاخوة والاخوات المتزوجون .
ان الحب حالة لا يمكن ان تكون مثالية مدى الحياة فهناك حالتان من حالات الحب, الحب المستقر الهاديء الذي يوصل للزواج عادة وتشكيل اسرة هادئة وجميلة الا انه لا يمكن ان يبقى تصاعديا مدى الحياة فالخط البياني لهذا الحب لا يستمر بالارتفاع فلا بد من ان يصل الى نقطة يستقر فيها ويتحول الى خط مستقيم موازي لخط الارض لذلك نجد ان من يبحث عن الحب المتوقد الهائج الثائر يلجؤون دوما الى النوع الاخر من الحب وهو ما تمثل في (الدنجوان )الذي يغير الشريك بشكل دائماً لإدراكه انه لا يمكن ان يبقى متوقدا في حبه مع نفس الشريك لذلك تجده يبحث عن الحب ولا يبحث عن شريك وهذه المعظلة في الحب تبقى دائمة وموجودة رغم شغفنا لحالة الحب وتغزلنا في حالة الحب الا انه لابد من الوقوف امام الحب ومعرفة المعظلات الموجودة بداخله .
وربما العرب القدامى كانو اكثر ادراكاً لحالة الحب فالعشاق العذريين ادركوا هذه الحالة لذلك هم كانو يبحثون عن الحب وليس المحبوب وكانو كاذبين في تصويرهم انهم عشاق مساكين والظروف باعدت بينهم وبين من يحبون فقيس على سبيل المثال كان ابن عم ليلى وكان من الشكل الطبيعي ان يتزوجها لولا انه لم يتغزل فيها امام الناس وكان يدرك انه بذلك سوف يخسرها ولكنه كان يتعمد ذلك ليبقى يشعر بالحب وبالشوق وبحاجته للوصول الى ليلى مع علمه ان حبه سوف ينتهى بوصوله الى ليلى ويتحول الى زوج عادي لكنه لم يرد ذلك . كذلك جميل وبثينة كان ممكن ان يعيشا حياة طبيعية وعادية علماً ان جميل من اسياد القوم وكان ممكن ان يتزوج بثينة واربعة معها ولكنه ادرك انه بزواجه منها كان سينتهى كعاشق ويتحول الى زوج لذلك كان يتعمد البعد بالصحراء للوصول اللى حالة الشوق والهيام والحاجة الماسة للوصول الى المحبوب .
وقد صورت العرب العشق هذا على انه حب عذري طاهر في حين انه للأسف لم يكن سوى حبا للذات وانانية مفرطة ودخل العرب بتناقض غريب حين كانو يصوروا حالة الغزل بين جميل وبثينة على انها حالة جميلة حتى بعد زواج بثينة كان جميل يلتقيها ويبيت معها والتاريخ يصور ذلك على انه مغامرة عاطفية جميلة وممتعة في حين انها في الواقع حالة من حالات الزنى والعياذ بالله وحالة من حالات الخيانة الزوجية وللاسف قرأنا عن زوج جميلة على انه دميم وقبيح وثقيل الظل لا يمكن تحمله مع انه المسكين ليس اكثر من زوج مخدوع تخونه زوجته في بيته.
هذه حالة الحب العذري التي وصلتنا ولكن يبقى الحب حالة انسانية موجود بكل اشكالها واطيافها واولا واخيرا الحب حاجة وجودها طبيعيا قد لا يزيد الكثير لكن غيابها نقصا فظيعا لا يمكن تحمله واولا واخيرا الحب يتطلب طرفان فمن لا يدرك ذلك لا يصل الى الحب .
مع تحياتي