الضربة القاضية للحياة الزوجية.. من المسؤول عنها - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المطلقات والأرامل والمتأخرات يعتني بالمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-2005, 05:32 PM
  #1
وجه الخير
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية وجه الخير
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 10,270
وجه الخير غير متصل  
الضربة القاضية للحياة الزوجية.. من المسؤول عنها

بسم الله الرحمن الرحيم





يعتبر نظام الأسرة النظام الأمثل للاستقرار النفسي والمادي بين الزوجين كما يعد الأساس الأكثر صلاحية لتنشئة اجتماعية ونفسية سليمة للطفل.


وإذا كان الأصل الثابت في نظام الأسرة هو الزواج، فإن انحلال رابطة الزوجية بالطلاق وغيره أمر طاريء يتسم ببعض السلبيات.

منع الطلاق على سبيل الإطلاق
وقد حفلت الشرائع المتباينة بالعديد من الأحكام لحماية نظام الأسرة، كما حفلت أيضاً بالعديد من الأحكام لمواجهة سلبيات انحلال رابطة الزواج، فبعض الشرائع عمد إلى منع الطلاق على سبيل الإطلاق، إلا من خلال ظروف قهرية استثنائية، وبعض الشرائع الأخرى عمدت إلى الترغيب عن الطلاق، ووضع الأحكام لتحجيم معدلاته، مع وضع الضمانات القانونية والمجتمعية لضبط السلبيات الناجمة عنه.

وتنص الشريعة الإسلامية على أن تكون نية الزوجين عند انعقاد الزواج أن يكون هذا الزواج على سبيل التأبيد.

والطلاق وإن كان من المباحات، فإنه ( أبغض الحلال)، ومن ثم فهو محاط بعدد من الضمانات ذات الطابع الديني، بحيث يكون الخروج على هذه الضمانات نوعاً من الإثم.
فكما ترغب الشريعة الغراء في الزواج وتحض عليه، فإنها ترغب عن الطلاق، وتعتبره- في بعض الحالات- إثماً وإن كانت تجيزه من الناحية القانونية- على تفصيل- يعرفه علماء الفقه الإسلامي والأصول.

يعتبر الطلاق واحداً من الأنظمة الفرعية ضمن نظام أكبر وهو نظام الأسرة يتأثر بما يلحق هذا النظام الأكبر وبخاصة من حيث نوعية وحجم الآثار الاجتماعية المترتبة عليه، إن الطلاق في الأمصار العربية الإسلامية كانت آثاره السالبة تحديداً تكاد أن تُحتوي عن طريق شيوع نظام الأسرة الممتدة، وعلى الأخص بالنسبة لحضانة الأطفال عند انحلال رابطة الزواج، فالأسرة الممتدة سواء من ناحية الأب أو من ناحية الأم، كانت تلعب دور مظلة الحماية والدفء لهؤلاء الصغار، حتى إن تزوج كل من الأب والأم مرة أخرى.

وعلى الرغم من بُعد الصغير عن أمه تحديداً عند الطلاق وزواجها من آخر غير الأب، وما ينجم عن هذا الحرمان من تأثيرات نفسية وتربوية، فإن الحماية المسبغة من جانب الأسرة الممتدة عليه، سواء من طرف أسرة الأب من ناحية وأسرة الأم من ناحية أخرى، يعوض ولو جزئياً هذا الصغير المضار بالطلاق، من النواحي الوجدانية والنفسية والتربوية والاجتماعية.

فإذا عمدنا إلى المقارنة مع الأوضاع الراهنة- في عمومياتها – لوجدنا، أن هذه الحماية التقليدية التي كانت تسبغ في الماضي على الصغير، تتقلص حالياً نادرة تعد من قبيل الاستثناء، وهي حالات مصيرها إلى زوال هي الأخرى في الغالب.

مقارنة لأوضاع التشرد
من هنا يمكن لنا أن نفسر عدم وجود إشارات واضحة في السابق، إلى ظواهر مجتمعية سلبية مما نعاني منها في مجتمعاتنا الراهنة، مثل تشرد الأحداث، وقد يكون من المفيد- هنا- أن نقارن أوضاع التشرد – حالياً- بين المناطق الحضرية من جهة والمناطق الريفية والبادية من جهة أخرى، إذ يبدو – لنا- أن ثمة علاقة سببية بين تقلص ظل الأسرة الممتدة في الحضر وبين جنوح الأحداث والتشرد، بعكس الحال في الريف وفي البادية، حيث العلائق الأسرية قوية نسبياً، وما يزال نمط الأسرة الممتدة يغلب على الجماعة، فإن ظاهرة تشرد الأحداث في هذه المناطق الريفية منعدمة تماماً أو تكاد.

المجتمع يعتبر الطلاق مسؤولية المرأة وحدها
كما تجدر الإشارة إلى بعد هام آخر يعتور الطلاق وينجم عنه في مجتمعاتنا الراهنة، ولم يكن هذا البعد ذا خطر في الماضي، ألا وهو ما يلحق – حالياً في الغالب- بالمطلقة من ظلال قاتمة تكاد أن تبلغ حدود الوصمة الاجتماعية فهي امرأة قد فشلت في زواجها، حتى ولو كان الفشل بسبب الزوج فالمجتمع يركز على الفشل كنتيجة ويعتبر المرأة هي المسؤولة الوحيدة عنها، ومن ثم تعود المرأة المطلقة تجر أذيال هذا الفشل المنسوب إليها ( دون جريرة منها أحياناً)، تعود إلى منزل أسرتها الأصلية كعضو لحقت به هزيمة كبرى، ومن ثم تستحق درجة من المهانة واللوم على نحو أو آخر.

بمعنى آخر، فإن المطلقة في مجتمعاتنا الراهنة، قد كتب عليها- في الغالب- أن تقضي باقي عمرها في حال نفسية تتسم بالقلق وبالتوتر وبالجفاف، فإن هي تزوجت مرة ثانية، فإن زواجها الأول الذي انفصمت عراه بالفعل، قد يسبب لها مشاكل معقدة مع الزوج الثاني، وبخاصة إن كانت أماً لأطفال من الزواج الأول، سواء سمح لها بحضانة أطفالها أم لا. فكلا الأمرين مُر، والتمزق النفسي يكاد يفتك بكيان هذه المرأة التعيسة!

والغريب أن هذه الوصمة الاجتماعية لا نكاد نرى لها أصلاً أو تأصيلاً في ثقافتنا العربية الإسلامية العتيدة، فالشريعة الغراء والتقاليد الإسلامية، تحض على الزواج بإلحاح، ولم نعرف طوال تاريخ الأمة الطويل مثل هذه الوصمة الاجتماعية، التي تلحق- في الغالب- بالمرأة المسلمة حالياً، ونحن نعلم أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد تزوج من نساء سبق لهن الزواج كما تزوج من أرامل مات عنهن بعولتهن.

ونجزم بأن هذا الشعور الغريب إنما هو ناجم من التأثر بالثقافات الغربية وغير الإسلامية التي تجرم الطلاق وتذم المطلقات وتحرم الزواج من مطلق أو مطلقة أو أرملة.



نقلته والله من وراء القصد
__________________





 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 PM.


images