الحياة مع الله ’’’ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مقاطع مرئية وصوتية المقاطع الدينية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-2013, 08:30 PM
  #1
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
الحياة مع الله ’’’

[FONT="Comic Sans MS"][SIZE="5"][CENTER][COLOR="Indigo"]بسم الله الرحمن الرحيم
[img]http://im32.***********/iF6je.jpg[/img]



- إنَّ الفقه في أسماء الله الحسنى باب شريف من العلم ، بل هو الفقه الأكبر ،
وهو يدخل دخولاً أوَّليًّا ومقدَّما في قوله صلى الله عليه وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) متفق عليه
،


- وهو أشرف ما صرفت فيه الأنفاس ، وخير ما سعى في تحصيله ونيله أولو النهى والرشاد ، بل هو الغاية التي تسابق إليها المتسابقون ، والنهاية التي تنافس فيها المتنافسون ، وهو عماد السير إلى الله ، والمدخل القويم لنيل محابِّه ورضاه ، والصراط المستقيم لكل من أحبَّه الله واجتباه .

- وكما أن لكل بناء أساسًا فإنَّ أساس بناء الدِّين الإيمانُ بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته ، وكلّما كان هذا الأساس راسخا حمل البنيان بقوة وثبات ، وسَلِم من التداعي والسقوط .



قال ابن القيم رحمه الله (( من أراد علوَّ بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدَّة الاعتناء به ، فإن علوَّ البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه ، فالأعمال والدرجات بنيان وأساسها الإيمان ، ومتى كان الأساس وثيقا حمل البنيان واعتلى عليه ، وإذا تهدَّم شيء من البنيان سهل تداركه ، وإذا كان الأساس غير وثيق لم يرتفع البنيان ولم يثبت ، وإذا تهدم شيء من الأساس سقط البنيان أو كاد))




- فالعارف همَّته تصحيح الأساس وإحكامه ، والجاهل يرفع في البناء عن غير أساس فلا يلبث بنيانه أن يسقط
قال تعالى { أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم } [ التوبة : 109 ]
.



- فالأساس لبناء الأعمال كالقوة لبدن الإنسان فإذا كانت القوة قوية حملت البدن ودفعت كثيرا من الآفات ، وإذا كانت القوة ضعيفة ضعف حملها للبدن وكانت الآفات إليه أسرع شيء .


- فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان فإذا تشعث شيء من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس .


** وهذا الأساس أمران :


الاول: صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته ، والثاني : تجريد الانقياد له ولرسوله دون ما سواه .


فهذا أوثق أساس أسَّس العبد عليه بنيانه ، وبحسبه يعتلي البناء ماشاء الله )) .










- ولذا كثرت الدلائل في القرآن الكريم المرسخة لهذا الأساس المثبتة لهذا الأصل ، بل لا تكاد تخلو آية من آياته من ذكر لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا ؛ مما يدل دلالة واضحة على أهمية العلم بها والضرورة الماسة لمعرفتها ، كيف لا يتبوء هذه المكانة المنيفة وهو الغاية التي خلق الناس لأجلها وأوجدوا لتحقيقها


فالتوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله نوعان :


1· توحيد المعرفة والإثبات ، وهو يشمل الإيمان بربوبية الله والأسماء والصفات .


2· توحيد الإرادة والطلب ، وهو توحيد العبادة .



دل على الأول قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } [ الطلاق :12 ] .



ودل على الثاني قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات :56 ] .

في الأولى خلق لتعلموا ،
والثانية خلق لتعبدوا
فالتوحيد علم وعمل .


[COLOR="Indigo"]بحول الله وقوته ستكون لنا هنا وقفات في العيش في ظلال اسماء الله ومعانيها..
وستكون هناك مراجع يتم الاقتباس منها ليكون العلم على نور وبصيرة..
[COLOR="Red"]

ومن هذه المراجع كتاب :فقة الاسماء الحسنى لعبدالرزاق البدر



التعديل الأخير تم بواسطة *سر الحياة* ; 25-06-2013 الساعة 08:37 PM
رد مع اقتباس
قديم 25-06-2013, 08:44 PM
  #2
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

إنه الله ’’’


رد مع اقتباس
قديم 25-06-2013, 08:47 PM
  #3
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

تأمّــــــــــــــــــــــــــــل ’’’’

رد مع اقتباس
قديم 25-06-2013, 08:53 PM
  #4
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

فضل العلم بأسماء الله وصفاته’’’’
إن العلم بأسماء الله وصفاته علم مبارك، كثير العوائد، غزير الفوائد, متنوع الثمار والآثار، ويتجلى لنا فضل هذا العلم, وعظيم نفعه من خلال أمور عديدة، أهمها ما يلي



أولًا: أن هذا العلم أشرف العلوم وأفضلها, وأعلاها مكانةً, وأرفعها منزلةً, وشرف العلم من شرف المعلوم، ولا أشرف وأفضل من العلم بالله وأسمائه وصفاته الواردة في كتابه العزيز وسنة رسوله الكريم-صلى الله عليه وسلم-, ولذا فإن الاشتغال به والعناية بفهمه, اشتغالٌ بأشرف مطلوب وأجلِّ مقصود.



ثانيًا: أن معرفة الله والعلم به تدعو إلى محبته, وتعظيمه, وإجلاله, وخشيته, وخوفه, ورجاءه, وإخلاص العمل له, وكلما قويت هذه المعرفة في العبد, عظم إقباله على الله, واستسلامه لشرعه, ولزومه لأمره, وبُعْدِه عن نواهيه.
ثالثًا: أن الله-سبحانه وتعالى- يحب أسمائه وصفاته, ويحب ظهور آثارها في خلقه, وهذا من لوازم كماله, فهو-جل وعلا- وِتْرٌ يحب الوتر, جميل يحب الجمال, عليم يحب العلماء, جواد يحب الأجواد, قوي, والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف, حييٌّ يحب أهل الحياء, توَّاب يحب التوابين, شكور يحب الشاكرين, صادق يحب الصادقين, محسن يحب المحسنين, رحيم يحب الرحماء, وإنما يَرحم من عباده الرحماء.
سِتِّير يحب من يستر على عباده, عفُو يحب من يعفو عنهم, بَرٌّ يحب البر وأهله, عدْل يحب العدل, ويجازي عباده بحسب وجود هذه الصفات وجودًا وعدمًا, وهذا باب واسع يدلُّ على شرف هذا العلم وفضله.


رابعًا: أن الله خلق الخلق وأوجدهم من العدم, وسخَّر لهم ما في السموات وما في الأرض ليعرفوه وليعبدوه, كما قال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} [الطلاق : 12>,
وقال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*ِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [الذاريات:56-58>،

فاشتغال العبد بمعرفة أسماء الله وصفاته، اشتغال بما خلق له العبد، وتَرْكِه وتضييعه إهمال لما خلق له, ولا ينبغي لعبد فَضْل الله عليه عظيم, ونعمه عليه متوالية, أن يكون جاهلًا بربه, معرضًا عن معرفته سبحانه.

خامسًا: أن أحد أركان الإيمان الستة, بل أفضلها, وأجلها: الإيمان بالله, وليس الإيمان مجرد قول العبد: آمنت بالله من غير معرفته بربه؛ بل حقيقة الإيمان: أن يعرف ربه الذي يؤمن به, ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته, حتى يبلغ درجه اليقين, وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه, فكلما ازداد معرفة بأسمائه وصفاته, ازداد معرفه بربه, وازداد إيمانه, وكلما نقُص نقَص.
فمن عرف الله, عرف ما سواه, ومن جهل به, فهو لما سواه أجهل،
قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر : 19>، فمن نسى الله, أنساه ذاته ونفسه ومصالحه وأسباب فلاحه في معاشه ومعاده.




سادسًا: أن العلم به تعالى أصل الأشياء كلها, حتى إن العارف به حقيقة المعرفة, يستدل بما عرف من صفاته وأفعاله على ما يفعله, وعلى ما يشْرَعه من الأحكام؛ لأنه سبحانه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته, فأفعاله دائرة بين العدل والفضل والحكمة, ولذلك لا يشْرَع من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده, وحكمته, وفضله, وعدله، فأخباره كلها حق وصدق, وأوامره ونواهيه كلها عدل وحكمه, ولهذا فإن العبد إذا تدبَّر كتاب الله وما تعرَّف به سبحانه إلى عباده على ألسنة رسله من أسمائه وصفاته وأفعاله, وما نزَّه نفسه عنه مما لا ينبغي له ولا يليق به سبحانه،
وتدبَّر أيامه وأفعاله في أولياءه وأعداءه, التي قصَّها على عباده, وأشهدهم إياها؛ ليستدلوا بها على أنه إلههم الحق المبين, الذي لا تنبغي العبادة إلا له, ويستدلوا بها على أنه على كل شي قدير, وأنه بكل شي عليم, وأنه شديد العقاب, وأنه غفور رحيم, وأنه العزيز الحكيم, وأنه الفعال لما يريد, وأنه الذي وسع كل شي رحمة وعلمًا, وأن أفعاله كلها دائرة بين الحكمة والرحمة, والعدل والمصلحة, لا يخرج شي منها عن ذلك.
فإذا تدبر العبد ذلك, أورثه –ولا ريب– زيادة في اليقين, وقوة في الإيمان, وتمامًا في التوكل, وحُسن الإقبال على الله-عز وجل-.
سابعًا: أن معرفة الله, ومعرفة أسمائه وصفاته تجارة رابحة, ومن أرباحها:
* سكون النفس.
* وطمأنينة القلب.
* وانشراح الصدر.
* وسكنى الفردوس يوم القيامة.
* والنظر إلى وجه الله الكريم.
* والفوز برضاه, والنجاة من سخطه وعذابه.
والقلب إذا اطمأن بالله وحده, ربًا وإلهًا ومعبودًا ومليكًا, وأن مرجعه إليه، حَسُنَ إقباله عليه, وجدَّ واجتهد في نيل محابِّه, والرغباء إليه, والعمل بما يرضيه.
ثامنًا: أن العلم بأسماء الله وصفاته هو العاصم من الزلل, والمقيل من العثرات، والفاتح لباب الأمل, والمعين على الصبر, والواقي من الخمول والكسل, والمرغِّب في الطاعات والقُرَب، والمرهِّب من المعاصي والذنوب, والسُلوان في المصائب والآلام, والحرز الحامي من الشيطان, والجالب للمحبة والتواد, والدافع إلى السخاء والبذل والإحسان, إلى غير ذلك من الثمار والآثار. [COLOR="DarkSlateBlue"]فهذه جمله من الأسباب العظيمة، الدالة على فضل العلم بأسماء الله وصفاته, وشدة حاجة العباد إليه، بل ليس هناك حاجة أعظم من حاجة العباد إلى معرفتهم بربهم, و خالقهم, ومليكهم, ومدبر شؤونهم, ومقدر أرزاقهم, الذي لا غنى لهم عنه طرفة عين, ولا صلاح لهم و لا زكاء إلا بمعرفته وعبادته والإيمان به وحده سبحانه .

ولهذا فإن حظ العبد من الصلاح، واستحقاقه من المدح والثناء، إنما يكون بحسب معرفته بربه سبحانه، وعمله بما يرضيه، ويقرِّب إليه من سديد الأقوال وخالص الأعمال

التعديل الأخير تم بواسطة *سر الحياة* ; 25-06-2013 الساعة 08:57 PM
رد مع اقتباس
قديم 26-06-2013, 12:49 AM
  #5
انثى ابكت القمر
عضو مميز
 الصورة الرمزية انثى ابكت القمر
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 1,795
انثى ابكت القمر غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

الله يبارك فيك استمري وفقك الله
__________________
[COLOR="Indigo]اللهم اجعل حبك وحب نبيك احب الي من نفسي واهلي والماء البارد يارب ارضى عني وارضني يارب* ارجوا من كل من اسأت اليه ان يسامحني بالنسبة لي مسامحة الجميع
[\COLOR]
رد مع اقتباس
قديم 26-06-2013, 02:29 AM
  #6
كرهت الانتظار
قلم وفي
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 164
كرهت الانتظار غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

ما شاء الله تبارك الله رزقك ربي رضاه والجنة ، دائما متميزة أختي "سر الحياة " كتاباتك تنم عن عقلية فذه وقلب صادق صافي أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك.
__________________
إن حظي كدقيقٍ فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاةٍ يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
رد مع اقتباس
قديم 26-06-2013, 08:49 AM
  #7
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

(آثار أسماء الله الحسنى ومقتضياتها في الخلق والتكوين)

.. إنّ مِن أجلّ المقامات وأنفع الأمور التي تُوجِب للعبد الرفعة وتعينه على حسن المعرفة بالله وتحقيق محبته ولزوم الثناء عليه، النظر والتأمُّل في اقتضاء الأسماء الحسنى والصفات العليا لآثارها من الخلق والتكوين، وأن العالم كله بما فيه من سموات وأرض، شمس وقمر وليل ونهار، وجبال وبحار، وحركات وسكنات، كل ذلك من بعض آثارها ومقتضياتها، فهي كلها تشير إلى الأسماء الحسنى وحقائقها، وتنادي عليها، وتدلُّ عليها، وتخبر بها بلسان النطق والحال، كما قيل:



تأمل سطور الكائنات فإنها ** من الملك الأعلى إليك رسائل
وقد خُطَّ فيها لو تأملت خَطَّها ** ألا كل شيء ما خلا الله باطل
تشير بإثبات الصفات لربها ** فصامتها يهدي ومن هو قائــل

فلستَ ترى شيئًا أدلُّ على شيء من دلالة المخلوقات على صفات خالقها ونعوت كماله وحقائق أسمائه، وهذا من أجلِّ المعارف وأشرفها.

وكلّ اسم من أسماء الله –سبحانه- له صفة خاصة، فإنّ أسماءه أوصاف مدحٍ وكمالٍ، وكلّ صفة لها مقتض وفعل إما لازم أو متعدّ، ولذلك الفعل تعلّق بمفعول هو من لوازمه، وهذا في خلقه، وأمره، وثوابه، وعقابه، وكلّ ذلك آثار لأسماء الله الحسنى ومُوجِبَاتها، ويستحيل تعطيل مفعوله عن أفعاله، وأفعاله عن صفاته، وصفاته عن أسمائه، وأسمائه وصفاته عن ذاته، ولهذا جاء في القرآن الكريم الإنكار على من عطَّله عن أمره ونهيه، وثوابه وعقابه، وأن قائل ذلك نسب الله إلى ما لا يليق به وإلى ما يتنزَّه عنه، وأن ذلك حكمٌ سيءٌ ممن حكم به عليه، وأن من نسبه إلى ذلك؛ فما قدره حق قدره، ولا عظَّمه حق تعظيمه، كما قال تعالى في حق منكري النبوة وإرسال الرسل وإنزال الكتب:
{وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} (الأنعام: 91)،





وقال تعالى في حق منكري المعاد الثواب والعقاب: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (الزمر: 67)،

وقال في حقِّ من جوَّز عليه التسوية بين المختلفين، كالأبرار والفجار والمؤمنين والكفار: {ًامْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (الجاثية: 21)،

فأخبر أن هذا حكمٌ سيءٌ لا يليق به، تأباه أسماؤه وصفاته، وقال سبحانه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (المؤمنون: 116)،
أي: تعالى عن هذا الظن والحسبان الذي تأباه أسماؤه وصفاته، ونظائر هذا في القرآن كثيرة، ينفي فيها عن نفسه خلاف مُوجِب أسمائه وصفاته، إذ ذلك مستلزم تعطيلها عن كمالها ومقتضياتها.


أيها الإخوة . وعليه فإن من أنفع ما يكون للعبد في هذا الباب مطالعة مقتضيات الأسماء الحسنى، والـتأمُّل في مُوجِبَاتها، وحسن دلالتها على كمال مبدعها وعظمة خالقها، وأنه سبحانه أتقنها وأحكمها غاية الإتقان والإحكام: {مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ} (الملك: 3).

وكلّ اسم من أسماء الله الحسنى يقتضي آثاره من الخلق والتكوين:
* فاسمه الحميد المجيد يمنع ترك الإنسان سدى مهملًا معطلًا لا يؤمر ولا ينهى، ولا يثاب ولا يُعاقب، وكذلك اسمه الحكيم يأبى ذلك.

* وكذلك اسمه الملك واسمه الحي يمنع أن يكون معطَّلًا من الفعل، بل حقيقة الحياة الفعل، فكل حي فعَّال، وكونه سبحانه خالقًا قيومًا من موجبات حياته ومقتضياتها.

* واسمه السميع البصير يُوجِب مسموعًا ومرئيًا.

* واسمه الخالق يقتضي مخلوقًا.

* وكذلك الرزاق واسمه الملك يقتضي مملكةً، وتصرفًا، وتدبيرًا وإعطاءً ومنعًا، وإحسانًا وعدلًا، وثوابًا وعقابًا.

* واسم البر المحسن المعطي المانع ونحوها تقتضي آثارها وموجِباتها.

* واسم الغفار التواب العفو يقتضي وجود جناية تُغْفَر، وتوبة تُقْبَل وجرائم يُعْفَى عنها، وهكذا الشأن في جميع أسمائه.


أيها الإخوة .. ومن تأمَّل في سريان آثار الأسماء والصفات في الأمر والعالم؛ هداه إلى الإيمان بكمال الرب سبحانه في أسمائه الحسنى وصفاته العليا وأفعاله الحميدة، وأنه سبحانه له في كل ما قضاه وقدَّره الحكمة البالغة والآيات الباهرة والتعرُّفات إلى عباده بأسمائه وصفاته، واستدعاء محبتهم، وذكرهم له، وشكرهم له، وتعبُّدهم له بأسمائه الحسنى.
إذًا كلّ اسم له تعبُّد مختصّ به علمًا ومعرفةً وحالًا، ولا يتحقق شيء من هذا إلا بمثل هذا النظر والتدبر النافع في كل اسم وما يقتضيه، وأكمل الناس عبودية المتعبِّد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، فلا تَحْجُبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر:


*كمن يَحْجُبه التعبُّد باسمه القدير عن التعبُّد باسمه الحليم الرحيم.

*أو يَحْجُبه عبودية اسمه المعطي عن عبودية اسمه المانع.

*أو عبودية اسمه الرحيم والعفو والغفور عن اسمه المنتقم.

*أو التعبد بأسماء التودُّد والبرِّ واللُّطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء ونحو ذلك.

وهذه أيها الإخوة ؛؛ طريقة الكُمَّل من السائرين إلى الله، وهي طريقة مشتقة من القرآن الكريم، قال الله –تعالى-: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: 180)،

والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبُّد، وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظِّهم من عبوديتها، وهو -جلَّ وعلا- يحب أسمائه وصفاته، ويحب ظهور آثارها في خلقه، فإن ذلك من لوازم كماله،
๑۞๑ الحياهـ مع الله ๑۞๑‏


وفتح سبحانه لعباده أبواب معرفته والتبصُّر بأسمائه وصفاته، فدعا عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين:

أحدهما: النظر في مفعولاته، فإنها أدل شيء على أسمائه وصفاته.

والثاني: التفكُّر في آياته وتدبرها.

الأول تفكُّرٌ في آياته المشهودة,
والثاني تدبر لآياته المسموعة، وكل منهما بابٌ واسعٌ في معرفة الرب المجيد والإله الحميد، فسبحان من تعرَّف إلى خلقه بجميع أنواع التعرُّفات، ودلَّهم عليه بأنواع الدلالات، وفتح لهم إليه جميع الطرقات، ثم نصب إليه الصراط المستقيم، وعرَّفهم به ودلَّهم عليه؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيي من حيَّ عن بينة، وإن الله لسميعٌ عليمٌ
.
رد مع اقتباس
قديم 26-06-2013, 08:51 AM
  #8
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى ابكت القمر مشاهدة المشاركة
الله يبارك فيك استمري وفقك الله
شكراً لكِ أيتها الفاضـلة ’’’

ولكِ ضعف مادعوت’’’
رد مع اقتباس
قديم 26-06-2013, 08:52 AM
  #9
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرهت الانتظار مشاهدة المشاركة
ما شاء الله تبارك الله رزقك ربي رضاه والجنة ، دائما متميزة أختي "سر الحياة " كتاباتك تنم عن عقلية فذه وقلب صادق صافي أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك.

أسأل الله أن يغفر لي مالا تعلمين ’’’

ولكِ ضعف مادعوتِ أيتها الفاضـلة ’’’

ويُجزيكِ الفردوس الأعلى من الجنّة ’’’
رد مع اقتباس
قديم 27-06-2013, 06:05 AM
  #10
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

(أسماء الله تعالى كلَّها حُسنى)

بسم الله الرحمن الرحيم



لقد امتدح الله في القرآن الكريم أسماءه العظيمة، بوصفها كلها أنها حسنى، وتكرر وصفها بذلك في القرآن في أربعة مواضع:
*قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[الأعراف : 180>.
*وقال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}[الإسراء : 110>.


*وقال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى}[طه : 8>.
*وقال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الحشر : 24>.
ففي هذه الآيات، وصفٌ لأسمائه سبحانه جميعَها بأنها حسنى، أي بالغة في الحسن كماله ومنتهاه، وهي جمع الأحسن، لا جمع الحسن، فهي أفعل تفضيلٍ، معرَّفة باللام، أي: لا أحسن منها بوجه من الوجوه، بل لها الحسن الكامل التام المطلق لكونها أحسن الأسماء.

وهو المثل الأعلى في قوله سبحانه: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الروم:7 >، أي الكمال الأعظم في ذاته، وأسمائه، وصفاته، ولذا كانت أحسنَ الأسماء بل ليس في الأسماء أحسنُ منها، ولا يسدُّ غيرُها مسدَّها، ولا يقوم غيرُها مقامَها، ولا يؤدي معناها.

وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيرًا بمرادفٍ محض، بل هو على سبيل التقريب والتفهيم، لِكمالها في مبناها، ومعناها، ولحسنها في ألفاظها ومدلولاتها، فهي أحسن الأسماء كما أن صفاته –سبحانه وتعالى- أكمل الصفات.
والوصف بالحسنى وصفٌ لها كلَّها، فهي كلها حُسنى ليس فيها اسم غير ذلك؛ لأنها كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد.

فالله –تبارك وتعالى- لكماله، وجلاله، وجماله، وعظمته، لا يُسمى إلا بأحسن الأسماء، كما أنه لا يوصف إلا بأحسن الصفات، ولا يثنى عليه إلا بأكمل الثناء وأحسنه وأطيبه.
وأسماء الله إنما كانت حُسنى، لكونها قد دلت على صفة كمال عظيمة لله، فإنها لو لم تدل على صفة بل كانت عَلَمًا محضًا لم تكن حسنى، ولو دلت على صفة ليس بصفة كمال لم تكن حُسنى، ولو دلت على صفة ليست بصفة كمال بل إنما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح لم تكن حُسنى.


فأسماء الله جميعها دالة على صفات كمالٍ، ونعوت جلالٍ، للرب -تبارك وتعالى-، فهي حُسنى باعتبار معناها وحقائقها لا بمجرد ألفاظها، إذ لو كانت ألفاظًا لا معاني لها لم تكن حسنى، ولا كانت دالة على مدح وكمال، و لساغ وقوع أسماء الانتقام والغضب في مقام الرحمة والإحسان وبالعكس، فيُقال: اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت المنتقم، أو يقول: اللهم أعطني فإنك أنت الضار المانع، ونحو ذلك من الكلام المتنافر غير المستقيم.
ولهذا، فإن كل اسم من أسماء الله، دال على معنىً من صفات الكمال، ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر، فالرحمن مثلاً: يدل على صفة الرحمة، والعزيز يدل على صفة العزة، والخالق يدل على صفة الخلق، والكريم يدل على صفة الكرم، والمحسن يدل على صفة الإحسان وهكذا.
وإن كانت جميعها متفقة في الدلالة على الرب تبارك وتعالى.

ولهذا فهي من حيث دلالتها على الذات مترادفة، ومن حيث دلالتها على الصفات متباينة، لدلالة كل اسم منها على معنى خاص مستفاد منه.
قال العلامة ابن القيم –رحمه الله-: أسماء الرب -تبارك وتعالى- كلها أسماء مدح، ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها، لم تدل على المدح، وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلَّها، فقال: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[الأعراف : 180>، فهي لم تكن حُسنى لمجرد اللفظ بل لدلالتها على أوصاف الكمال.
ولهذا لمَّا سمع بعض الأعراب قارئاً يقرأ: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم، قال: ليس هذا بكلام الله تعالى، فقال القارئ: أتكذب بكلام الله، قال: لا ، ولكن ليس هذا بكلام الله، فعاد القارئ إلى حفظه، وقرأ: والله عزيز حكيم، فقال الأعرابي: صدقت عزّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع. ولهذا إذا ختمت آية الرحمة باسم عذاب أو بالعكس، ظهر تنافر الكلام وعدم انتظامه. وعليه فإن دعاء الله بأسمائه المأمور بها في قوله تعالى: {فَادْعُوهُ بِهَا}، لا يتأتى إلا مع العلم بمعانيها، فإنه إن لم يكن عالماً بمعانيها، ربما جعل في دعائه الاسم في غير موطنه، كأن يختم طلب الرحمة باسم العذاب أو العكس، فيظهر التنافر في الكلام وعدم الاتفاق.
ومن يتدبرالأدعية الواردة في القرآن الكريم، أو في سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- يجد أنه ما من دعاء منها يختم بشيء من أسماء الله الحسنى إلا ويكون في ذلك الاسم ارتباط، وتناسب مع الدعاء المطلوب، كقوله تعالى: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة : 127>، وقوله: {ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين}[المؤمنون : 109>، وقوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}[الأعراف : 89>، وهكذا الشأن في عامة الدعوات المأثورة.

إن معرفة المسلم لهذا الوصف العظيم لأسماء الله تعالى، يزيد فيه التعظيم لها، والإجلال، والحرص، على فهم معانيها الجليلة، ومدلولاتها العظيمة، ويبعده عن منزلقات المنحرفين، وتأويلات المبطلين، وتخرَّصات الجاهلين.هذا ويمكن أن نلخِّص المعاني المستفادة والثمار المجْنية من هذا الوصف لأسماء الله فيما يلي:_

الأول: أنها أسماء دالة على أحسن مسمىً وأجلّ موصوف، وهو الله –تبارك وتعالى- ذو الجلال، والجمال، والكمال.
الثاني: أن فيها إجلالاً لله، وتعظيمًا، وإكبارًا، وإظهارًا لعظمته، ومجده، وكماله، وجلاله، وكبريائه –سبحانه-.
ثالثاً: أن كل اسم منها دال على ثبوت صفات كمال الله –جلَّ وعلا- ولذا كانت حسنى، وصفاته –تبارك وتعالى- كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة، ومصلحة وعدل.
رابعاً: أنها ليس فيها اسمًا يحتوي على الشر، أو يدلُّ على نقص، فالشر ليس إليه فلا يدخل في صفاته، ولا يلحق ذاته، ولا يكون شيء من أفعاله، فلا يُضاف إليه فعلاً ولا وصفاً.
الخامس: أن الله أمر عباده بدعائه بها، بقوله: { فَادْعُوهُ بِهَا}، وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة، وهذا من أجل الطاعات، وأعظم القُرب.
السادس: أن الله وعد من أحصى تسعة وتسعين اسماً منها، حفظًا، وفهمًا، وعملاً بما تقتضيه، بأن يدخله الجنة، وهذا من بركات هذه الأسماء.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM.


images