أخي reham .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد ..
فبداية أقول لك إن إبدأ الرأي في هذا الأمر صعب , لأنه يحتاج إلى إلمام بتفاصيل الموضوع ..... ولكني سوف أبين لك رأيي حسب اجتهادي, والذي أظن أنه المناسب .
أولاً: بالنسبة للشكل الذي تم به عرض الزواج , فهو برأيي يعبر عن إحدى اتجاهين :
1ـ أنه هذه المرأة بما أنها قد مرت بتجربة غير ناجحة , فإنها حريصة كل الحرص على عدم تكرارها , وهذا ما يدعوها إلى القيام بهذا الأمر . لأن المرأة في هذه الحالة ـ كما نعلم ـ تقل فرص الزواج بالنسبة لها , وبالتالي تقل فرص الاختيار أكثر فأكثر ...
2ـ انها امرأة جريئة , وإن كانت كذلك فجرأتها لم تنطلق عبثا وإنما لكي تنعم بزوج ملتزم وهذا مزية لها .
والذي آراه من خلال كلامك : الاحتمال الأول , وأنها رغم حيائها وحساسية الموقف لها , إلا أن ذلك لم يمنعها من السعي وراء الرجل الذي تراه صالحا , ملتزما ... ويدل على هذا الاستنتاج : أن سبب تركها لزوجها السابق هو عدم محافظته على الصلاة ـ حسب كلامك ـ ولاشك أن ذلك دال على التزامها وحرصها على الخير , كما اتضح ذلك من خلال تقصيكم عنها .
ثم إنها لم تقم بهذا الأمر مباشرة , وكذلك لم تختارك إلا لظنها الحسن بالتزامك , ولم تتجه لشخص غير متزوج ؟!
ثانياً : أما بالنسبة لتخوفك من طريقة عرض الزواج , فالذي آراه أنه ليس له مايبرره , فالأساس هو الدين والخلق , وهو ما لحظته أنت من خلال كلامك معها (( فاظفر بذات الدين تربت يداك )).
ثالثا : نظرة المجتمع لهذه الطريقة قد تكون غير مقبولة في الحالات المعتادة , لكن في وضعك الحال مختلف بالنسبة لك ولها ـ كما سبق ـ
ثم إن عرض الزواج على الذين يرجى فيهم الخير أمر معروف عند السلف , وهو وإن كان يتم عن طريق الولي , إلا أنه في حالتك ربما لم يتيسر لظروف ما .. ولا أعتقد أن ذلك هام ما دام أن الزواج إذا تم ـ إن شاء الله ـ سيقوم على الأركان والشروط الشرعية ..
وفي واقعنا أعرف حالات كثيرة تم فيها عرض الزواج بطريقة مشابهة , ولاتلتفت إلى نظرة المجتمع طالنا أن الأمر مشروع ...
ثم إن هذ ا أمر خاص لاأعتقد أنه سيترتب عليه شيء فيما بعد , إلا إذا أعلن وهو ما لا أعتقد أنه سيحصل ,,, وانظر أخي إلى الدافع ....
رابعا : عندي اعتقاد أن هذه المرأة بها صفة الحياء قوية , وهذا إحساس أتمنى صدقه , واعتمادي فيه على معرفتي بنماذج مشابهة .....
والحياء يختلف عن الخجل ....
خامسا : لا تنسى صلاة الاستخارة , فهي التي ستعينك على حسم هذا الأمر ـ بإذن الله تعالى ـ وتزوجها إن ترجح ذلك في قلبك .
سادسا : أما بالنسبة للحالة المادية , فاعلم أن السلف إذا ذاقوا الفقر تزوجوا ثانية وثالثة , ذلك أن الزواج مفتاح للرزق ...
وهذا ما جاد به قلمي , فإن كان صائبا فمن الله تعالى , وإن كان خطأً فمن نفسي والشيطان .......
اسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير والفلاح , وجميع المسلمين ...
والسلام عليكم ورحمة الله
أخوك / وليـــــــد