في سنن الترمذي كتاب الطهار باب ماجاء في كراهية الاستنجاء باليمين
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ
شرح تحفت الاحوذي بشرح جامع الترمذي
قَوْلُهُ : ( نَهَى أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ ) أَيْ بِيَدِهِ الْيُمْنَى تَكْرِيمًا لِلْيَمِينِ , وَالنَّهْيُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُطْلَقٌ غَيْرُ مُقَيَّدٍ.
, وَقَدْ جَاءَ مُقَيَّدًا فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بِلَفْظِ لَا يَمْسِكَنَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَهُوَ يَبُولُ , وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْهُ إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَأْخُذَنَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ , قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ : بَابٌ لَا يُمْسِكُ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ إِذَا بَالَ , قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : أَشَارَ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ إِلَى أَنَّ النَّهْيَ الْمُطْلَقَ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ بِالْيَمِينِ كَمَا فِي الْبَابِ قَبْلَهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُقَيَّدِ بِحَالَةِ الْبَوْلِ , فَيَكُونُ مَا عَدَاهُ مُبَاحًا , وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَكُونُ مَمْنُوعًا أَيْضًا مِنْ بَابِ الْأَوْلَى لِأَنَّهُ نَهَى عَنْ ذَلِكَ مَعَ مَظِنَّةِ الْحَاجَةِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ.
وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرْحه : لَا فَرْق بَيْن حَال الِاسْتِنْجَاء وَغَيْره , وَإِنَّمَا ذُكِرَتْ حَالَة الِاسْتِنْجَاء فِي الْحَدِيث تَنْبِيهًا عَلَى مَا سِوَاهَا ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ الْمَسّ بِالْيَمِينِ مَكْرُوهًا فِي حَالَة الِاسْتِنْجَاء مَعَ أَنَّهُ مَظِنَّة الْحَاجَة إِلَيْهَا فَغَيْره مِنْ الْأَحْوَال الَّتِي لَا حَاجَة فِيهَا إِلَى الْمَسّ أَوْلَى اِنْتَهَى
وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ وَإِذَا شَرِبَ فَلَا يَشْرَبْ نَفَسًا وَاحِدًا
( فَلَا يَمَسّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ ) : أَيْ حَال الْبَوْل تَكْرِيمًا لِلْيَمِينِ فَيُكْرَه بِهَا بِلَا حَاجَة تَنْزِيهًا عِنْد الشَّافِعِيَّة وَتَحْرِيمًا عِنْد الْحَنَابِلَة وَالظَّاهِرِيَّة
__________________
قــُـــــرَّ ة