وعادوا إلى تلك المنازل من منى
ونالوا مناهم عندها وتنعموا
أقاموا بها يوما ويوما وثالثاً
وأذن فيهم بالرحيل وأعلموا
وراحوا إلى رمي الجمار عشية
شعارهم التكبير والله معهمو
فلو أبصرت عيناك موقفهم بها
وقد بسطوا تلك الأكف ليرحموا
ينادونه يـــــــــارب يـــــارب إننا
عبيدك لا ندعوا سواك وتعلـــمُ
وها نحن نرجو منك ماأنت اهله
فأنت الذي اعطي الجزيل وتنعمُ
بفضل الله وبحمد ونعمته وكرمه يسر الله لنا حج بيته الحرام
وأنعم علينا بأن وقفنا بعرفة وبتنا بمزدلفة ورمينا الجمار
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أن أقر أعيننا بتلك الشعائر
ونسألكم ياأخواني الدعاء بأن يتقبل الله حجنا ولايردنا خائبين خاسرين مطرودين
أيام رائعة قضيناها نتقلب في رحاب الله ووالله شعرنا وكأننا نتقلب في رياض الجنة
مجتمعين في مخيمات بها من التذكير والإرشاد والمواعظ والمحاضرات مايجعلك مشغول بالخير
ونحن جلوس من كل جنس وبلد وإذا بصوت قاريء شجيء يصدح في أرجاء الخيمة يقرأ آيات من سورة الواقعة
((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ
أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ
وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ
عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ
مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ
وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
وَحُورٌ عِينٌ
كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ
جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا
إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ
فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ
وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ
وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ
وَمَاء مَّسْكُوبٍ
وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ
لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ
وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ
إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا
عُرُبًا أَتْرَابًا
لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ
ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ
وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ))
تلك الآيات جعلتنا نبكي وكأن الخطاب موجه لنا وكأننا في تلك اللحظة في رحاب الجنة للروحانية الرائعة التي كانت تغمر المخيم بمافيه ومن فيه
نستيقظ على صوت أذكار الصباح من مكبرات الصوت ونقضي أوقاتنا بأصوات التلبية والتكبيرات من المكبرات
فجزى الله القائمين على المخيم خير الجزاء ففعلاً كان شعار مخيمنا (( راحة وروحانيــــة)) ....
ووالله كان شعار مطابق تماماً لما وجدناه من رعاية وإهتمام وكأننا في فندق خمس نجوم هذا من ناحية الخدمات والراحة.,....أما الروحانية فحدث ولاحرج ومهما وصفنا ماقدموا لنا من برامج وكتيبات وندوات ومحاضرات لن نفيهم حقهم
ولكن نقول لهم (( جزاكم الله الفردوس الأعلـــــــــى من الجنة))
والأن أبدأ بتقديم هديتي لكم وهي صور رحلتنا الروحانية في رحاب الله
سائلة الله بكرمه وفضله أن يبلغ كل من يتمنى الحج والعمرة عاجلاً غير آجل
والله كان الحج بفضل الله ثم بفضل خدمات حكومتنا الرشيدة من أروع مايكون سهل وسلسل ولايوجد إزدحامات إلا بسيطة في الباصات
حتى أن زوجي قال بإننا سنحج إذا أراد الله دائماً لروعة ماوجدناه هناك من راحة وروحانية
بسم الله نبدأ
ذهبنا بعد صلاة الفجر لمكتب الحملات لركوب الباصات المتوجهة للحرم
وقفنا للتفتيش عن التصاريح
وصلنا بفضل الله وطفنا بالبيت العتيق بسهولة ويسر وبدون إزدحام شديد
ثم سعينا في المسعى الجديد في الدور الثاني كان مريح وجميل وبارد وغير مزدحم كما ترون
هذه الصورة من عند بوابة المسعى المؤدية لخارج الحرم
ثم عدنا لركوب الباصات وانطلقنا لمنى وكلنا شوق ورغبة لرؤيتها
الخيام في الجبال
بتنا ليلتنا في منى ثم انطلقنا بعد الفجر متوجهين لأروع يوم في حياتي وهو ((يوم عرفة))
عندما وصلنا لعرفة توقفت الباصات عند بداية عرفة ولم تدخل ليسهل خروجنا من عرفات وقت النفرة لمزدلفة وكانت فكرة رائعة
خرج كل مشرف باص يتقدم مجموعته ويحمل بيده رقم الباص ويلتف حوله حجاج باصه ويسيروا خلفه إلى الخيمة في عرفة
وكان المنظر مهيـــــــــــب مهيـــــــــــب جليل عظــــــيم
الكل يمشي وقد اجتمعوا من كل حدب وصوب يسيروا في طريق واحد متجهين لعرفات وهم يلبون بصوت عالي (لبيك اللهم لبيك, لبيك لاشريك لك لبيك )
منظر تقشعر منه الأبدان وترتجف منه الأوصال وتخشع له القلوب وتدمع له العيون
تشعر وكأنك في يوم الحشر وكأنك سائر إلى لقاء الله وأنت تقول لبيك لبيك
وتخشى وتخاف وتبكي ان يردك الله ويقول (لالبيك ولاسعديك)
لدرجة زوجي لم يستطع متابعة التلبية وقال لي بصوت متحشرج بالبكاء لااستطيع ان ألبي فالموقف رهيب مهيب
هذه هي الجموع الملبية
ووصلنا للمخيمات وكان الجو روحاني رائع والخدمات شاملة كل شيء
وكانت عبارة عن خيمة كبيرة جدا رائعة وحولنا حوش كبير به كل الخدمات والمرفقات والوجبات الخفيفة طوال اليوم هذا غير الوجبات الرئيسية
وبعد العصر خرج الكثير يفترشون الحوش الخارجي والكل متوجه لله بالإبتهال والتضرع والتذلل بالدعاء والبكاء بأن يستجيب الله الدعاء وقد دعوت يومها لكل من طلب مني الدعاء من المنتدى ونسأل الله أن يتقبل حجنا ودعائنا....((قولوا آآآمين))
وبعد الغروب توجهنا لركوب الباصات إستعداداً للإنطلاق لمزدلفة وخرجنا وعيوننا تبكي على روعة هذا المكان الذي لانود مفارقته
إلى هنا أتوقف وسأكمل لكم بإذن الله قريباً رحلتنا
فقد أخذنا نصيبنا والحمد لله من هدية الحج من الزكام واليوم شعرت بتحسن ولله الحمد لذا تأخرت عليكم في التنزيل
أم جمانة
وأقول لكل من يسر الله له الحج
وأقول لكم جميعاً