عن معاوية بن حيدة- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح لا تهجر إلا في البيت " .
وقال صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ".
أصبحت النفقة من الأمور التي يكثر فيها الجدل بين لزوجين وقد يتولد عنها خلاف عائلي يؤدي إلى إزعاج دائم يكدر صفو الحياة الزوجية.
. ولتعلم المرأة بعض الضوابط في موضوع النفقة:
(1) التأكيد على أن يكون مصدر النفقة حلالا طيبا: وللمرأة دور في نصح وتذكير زوجها بذلك إن علمت شبهة في كسب زوجها.
وقد كانت الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله: اتق الله، وإياك والكسب الحرام، فإنا نصبر على الجوع والضر، ولا نصبر على النار.
(2) التوسط في النفقة فلا إفراط ولا تفريط فلا يكون الزوج من الذين يغدقون الأموال على أهليهم بحيث تؤدي بهم إلى الإسراف والخيلاء وتدفعهم إلى التبذير والإنهماك في الملذات، ولا يقتر عليهم ويضيق عليهم بحيث تنقص عليهم ضروريات الحياة فتبلى عليهم الثياب، وتضمر أبدانهم من قلة الطعام وتجدهم يسألون الناس وهو قادر على كفايتهم قال تعالى: (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) .
مسألة:
إذا لم تحصل المرأة على النفقة الواجبة لها من زوجها فماذا تفعل؟
* تأخذ ما تحتاجه هي وولدها منه من غير علمه ودليل ذلك أن هند بنت عتبة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي، فقال صلى الله عليه وسلم: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " .
قال في المغني: "وفيه دلالة على وجوب النفقة لها على زوجها وإن ذلك مقدر بكفايتها وإن نفقة ولده عليه دونها مقدر بكفايتهم وإن ذلك بالمعروف، وإن لها أن تأخذ ذلك بنفسها من غير علمه إذا لم يعطها إياه "
__________________
. . اللهم كما سررته بنا في الحياة . . فسره بنا بعد الممات بصالح الدعاء . .