دراسة: أسباب "عنّة" ليلة الدخلة نفسية غالباً ولا تدعو للقلق
189 مليون رجل في العالم يعانون من الضعف الجنسي
صحة الرجل ... أسباب "عنّة" ليلة الدخلة نفسية غالباً ولا تدعو للقلق
أسباب “عنّة” ليلة الدخلة نفسية غالباً ولا تدعو للقلق أشارت إحصاءات المؤتمر الرابع لأمراض الضعف الجنسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي عقد بالقاهرة مؤخرا إلى أن حوالي 189 مليون رجل في العالم يعانون من الضعف الجنسي وهي إصابة تؤثر في حياتهم الاجتماعية وفي شركائهم في الحياة. شارك في المؤتمر علماء في مجال الضعف الجنسي وأمراض الذكورة من جامعات الولايات المتحدة واليونان والسعودية ومصر، حيث ناقشوا آخر ما توصلت إليه الأبحاث في مجال الصحة الجنسية للرجال والسيدات.
القاهرة - “الصحة والطب”:
وأوضحت أبحاث المؤتمر أن الضعف الجنسي من الناحية الطبية هو عدم القدرة على الانتصاب، وقد يكون التأثير النفسي لذلك مدمرا، فالرجل الذي يعاني من الضعف الجنسي غالبا ما يتملكه الشعور بالذنب والحرج، ويجد صعوبة في الحديث عن الوضع حتى مع شريكته في الحياة.
وتشير دراسات المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة إلى أن هناك فرقا بين الضعف الجنسي والعجز الجنسي “العقم”، موضحة أن مصطلح الضعف الجنسي هو تعريف أكثر تحديدا من مصطلح العقم الذي يمكن أن يشمل أيضا مشكلات أخرى مثل تلك المرتبطة بالغريزة الجنسية أو القذف أو اللذة الجنسية.
وقد أثبتت الدراسات التي تناولها المؤتمر وجود علاقة بين عمر الرجل واحتمال إصابته بالضعف الجنسي، حيث أوضحت أن 11% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 49 سنة مصابون بالضعف الجنسي، و18% من الذين تتراوح أعمارهم بين 50 59 سنة، و38% من الذين تتراوح أعمارهم بين 60 69 عاما، و57% من الذين تتجاوز أعمارهم 70 سنة كما أثبتت أن احتمال تطور حالات الضعف الجنسي تزداد مع تقدم السن.
واشارت الابحاث المقدمة للمؤتمر إلى أن القليل من الرجال هم من يمضون في حياتهم بدون التعرض في مرحلة من المراحل لمشكلة الضعف الجنسي المؤقت أو المستمر، حيث يتعرضون من وقت لآخر لعدم القدرة على تحقيق أو الإبقاء على الانتصاب، وعادة ما ينتج هذا عن الإجهاد والتعب والقلق أو للاستهلاك المفرط للكحول.
كما أشارت الأبحاث إلى أن هذا الأمر لا يدعو للقلق، لكن ما يدعو للقلق هو أن يترك المجال لاستمرار المشكلة أكثر بسبب التخوف من الفشل، حتى يصبح الرجل مشغولا ذهنيا بتجارب سابقة غير ناجحة تمنعه من التمتع بإثارة مشاعره الجنسية المرتبطة بالتحضير الجنسي وهذا بدوره يؤدي إلى فقدانه الشهوة الجنسية ويحدث ضعف جنسي. ومن المتعارف عليه أن غالبية حالات الضعف الجنسي 80% تكون بسبب عوامل جسدية وليست نفسية.
وأوضحت الأبحاث أن العوامل النفسية مرتبطة بالقلق من الأداء والمشاعر السلبية للصراعات الداخلية أو الاكتئاب، بينما تشمل العوامل الجسدية مشكلات تشريحية وعصبية ومشاكل في الغدد وتناول المخدرات أو مضاعفات متعلقة بالدورة الدموية.
وقالت الدراسات إن مشاكل الضعف الجنسي قد تنتج كأثر جانبي للتدخين، أو تعاطي الكحول أو استعمال بعض الأدوية مثل أدوية ضغط الدم أو مضادات الاكتئاب أو أدوية السرطان.
وتشير الأبحاث إلى أن هناك عوامل أخرى قد تزيد من احتمال الإصابة بالضعف الجنسي مثل ضيق أو تصلب الشرايين، مرض السكر حيث تصل نسبة تعرض حالات مرضى السكر للضعف الجنسي في الرجال إلى 50%، بالإضافة إلى اضطرابات عصبية مثل تصلب الأنسجة أو إصابة الحبل الشوكي، إصابة أو جراحة في الحوض، تناول الخمور والمخدرات والتدخين، وانخفاض مستوى هرمون التيستوستيرون في قليل من الحالات ومشاكل في الأوعية الدموية التي تؤثر في التدفق الطبيعي للدم من وإلى العضو الذكري مثل داء السكري وتصلب الشرايين.
ويقول الدكتور رضوان شبسيج سوري الأصل مدير شعبة طب المسالك البولية بأحد المراكز الطبية بنيويورك والأستاذ بجامعة كولومبيا الأمريكية ورئيس المؤتمر إن هناك ارتباطا بين الصحة الجنسية والصحة العامة عند الرجال، مشيرا إلى أنه حين تحدث اضطرابات جنسية فإن هذا يكون مرتبطا بالصحة العامة للشخص، حيث يمكن أن يكون مصابا بمرض السكر أو متاعب في القلب أو الشرايين التاجية.
وأضاف أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الاضطرابات الجنسية تعتبر علامات مبكرة للأمراض العضوية، موضحا أن التعرض للاضطراب في الانتصاب يمكن من خلاله التنبؤ بإمكانية إصابة الشخص بالسكر أو القلب مستقبلا.
وأشار إلى أنه قدم دراسة عن المتلازمة “إكسا” وهي الإصابة بمرض السكر والبدانة في البطن، حيث أظهرت الأبحاث أن الخلايا الشحمية في النسيج تفرز مواد تغير من كيميائية الجسم، وتحول هرمون الذكورة إلى هرمون الأنوثة.
وأوضح أن هناك دراسات تؤكد أن الضعف الجنسي يحدث في نفس الوقت مع متلازمة “إكسا” السكر والسمنة المفرطة في البطن أو بشكل مبكر عنها، وأشارت إلى أن الرجال الذين يعانون من البدانة في البطن يكون احتمال عدم الشفاء من الضعف الجنسي وتطوره أعلى، حيث إن البدانة خاصة في البطن من الأمور المهمة في صحة الرجال خاصة الصحة الجنسية، بالإضافة إلى تأثر الأوعية الدموية والقلب بها.
وواصل قائلا: إن الوظيفة الجنسية عند النساء تختلف عن الرجال، لكن هناك أوجهاً شبه قليلة، لكن الاختلافات تتمثل في أن الأبحاث العلمية أظهرت أن المرأة تهتم بالناحية العاطفية والعلاقة الزوجية، وأن الوظيفة الجنسية عندها هي جزء من العلاقة الحميمية مع الرجل.
وأوضح أن إحدى الدراسات في الولايات المتحدة أظهرت أن تدهور الصحة الجنسية عند النساء مرتبط بالتدهور الجنسي عند الرجال، وأن الاضطرابات الجنسية تصيب الزوجين معا، كما أشارت دراسة أخرى إلى أن تناول العقاقير التي تؤدي إلى تحسين الصحة الجنسية عند الرجال يؤدي إلى تحسينها أيضا عند النساء.
وأشار إلى إن أحدى الدراسات أوضحت أن هرمون الذكورة يوجد أيضا عند النساء لكن بكمية قليلة، لكن دوره عندهن هو الشعور بالشهوة الجنسية وأداء الوظيفة الجنسية، وتقل كميته في النساء مع تقدم العمر، مما يفسر ضعف الوظيفة الجنسية عندهن كلما تقدم العمر.
وأضاف أن هناك عقارا جديدا ظهر في أوروبا عبارة عن لصقة على الجلد مزودة بمادة “التيستوستيرون” الهرمون الذكري أثبتت الدراسات انه يحسن الوظيفة الجنسية عند النساء.
وقال إن المؤتمر تضمن دراسة عن الأسباب غير الهرمونية للاضطرابات الجنسية عند النساء، وحالات الألم عند بعضهن اثناء الممارسة، حيث أشارت إلى وجود تداخل كبير بين هذه الاضطرابات، وأوضحت أن علاج تلك الاضطرابات يتضمن علاج الحالة النفسية والعضوية مثل مرض السكر والقلب وعلاجات هرمونية.
كما أوضحت الدراسات أن السعادة الزوجية والجنسية عند النساء لها علاقة كبيرة بالنواحي الاجتماعية والاقتصادية في كل بلد، والعلاج يكون بعلاج النواحي النفسية والعاطفية والعلاقة بين الزوجين وبالأدوية المختلفة.
ومن جانبه، تحدث الدكتور ايرا شارليب أستاذ المسالك البولية بجامعة كاليفورنيا ورئيس الجمعية الدولية للطب الجنسي عما توصلت اليه الدراسات التي اجريت على عقاقير علاج الضعف الجنسي ومنها سياليس وفياجرا وما نشر عن تأثيراتها الجانبية من حيث امراض القلب والعيون، وقال انها عقاقير آمنة طالما كانت تحت اشراف الطبيب.
كما قدم الدكتور سعيد العطار استشاري المسالك البولية السعودية دراسة عن الضعف الجنسي “عشية ليلة الدخلة”، وعرف هذه الحالة بأنها عدم قدرة الرجل على الممارسة مع زوجته في الليالي الأولى من الزفاف.
وأظهرت الدراسة أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير على حدوث هذه الحالة ومنها: إذا كان الزوج يعاني من الضعف الجنسي قبل الزواج، حيث تكون هذه الحالة اشد بعد الزفاف.
وأوضحت الدراسة أن أغلب حالات الضعف الجنسي في ليلة الدخلة هي عبارة عن حالة نفسية أكثر منها فسيولوجية، سببها القلق النفسي والخوف من الفشل في الممارسة الجنسية وضعف الثقافة الجنسية، بالإضافة إلى الضغط النفسي على الزوجين في بعض المجتمعات لإتمام الممارسة الجنسية بنجاح.
وأشارت الدراسة إلى أن معالجة هذه الحالات ببعض الأدوية مثل “السياليس” تؤدي إلى النجاح في إتمام الجماع بين العروسين مؤكدا أن المهم هو العلاج المبكر ليستعيد الرجل الثقة بنفسه.
أما الدكتور ديميتروس هانزي كرستو أستاذ المسالك البولية بجامعة أرسطو باليونان ورئيس الرابطة الأوروبية للطب الجنسي السابق فقال إن الاضطرابات الجنسية خاصة الضعف الجنسي له تأثير سلبي في المتعة في الحياة وفي العلاقة الزوجية وفي الحالة النفسية، مشيرا إلى أن هذا كفيل بأن يدفع الشخص إلى الرغبة في العلاج والذهاب إلى الأطباء لتحسين الصحة العامة وتحقيق السعادة.
أضاف أن متلازمة “إكسا” هي عبارة عن مجموعة أمراض تأتي معا، وهي ظاهرة موجودة أكثر في الدول العربية خاصة دول الخليج مثل الإصابة بمرض السكر، ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والبدانة خاصة في البطن (الكرش)، مشيرا إلى أن الدراسات أظهرت أن هذه المتلازمة تسبب الاضطرابات الجنسية عند الملايين من الرجال خاصة ضعف الانتصاب. وأكد أهمية علاج تلك الأمراض لتحسين الصحة العامة والوظيفة الجنسية والوقاية من أمراض القلب.
ملحق الصحة والطب (جريدة الخليج )