أريد زوجتي طاهية ماهرة
ومربية فاضلة تعرف تربي أبنائها بمفردها فليس لدي وقت لتربيتهم فأنا مشغول
وجميلة ذات جمال أخاذ
تحسن تدبير المنزل من كنس ومسح وتنظيف
وبشوشة في كل وقت
وأريدها دلوعة غنوجة تدللني وتهتم بي من رأسي لأخمص قدمي
وغنية حتى لاترهقني بمصاريفها
مهلا
على رسلك
يا من تريد الكمال في زوجتك
أما سمعت قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )
إذن لا يوجد على ظهر هذه الأرض امرأة كاملة
فلو نشدت امرأة الكمال في زوج المستقبل يقترض أن لا يعاب عليها لأنه كمل الكثير من الرجال أما النساء في حاضرنا فلا
أخي الزوج
لن تكتمل الزوجة من كل جانب ولن تكون الحياة الزوجية خالية من العيوب والمنغصات أبدا ، فالحياة عموما ليست كاملة الجوانب ، ولن يكتمل حسن الزوجة إلا في جنات النعيم ، ويأتي أطباء النفس والدراسات الحديثة، ليؤكدوا أن المثالية في الحياة الزوجية ، أكذوبة، خرافة ولن تتحقق .
يأتي الزوج من عمله فيجد بيته نظيف ومرتب
وزوجته المسكينة أمام الغاز تطبخ وتنفخ وطفلها الرضيع بين يديها
وبدل أن يقول الله يعطيك العافية, يقول لها أين الملابس الفلانية ؟
أخرجيها من الخزانة
ولماذا الطعام مازال على النار
أنا جائع ولا استطيع الانتظار
وبعد أن يبدل ملابسه ويتناول طعامه
تبدأ المسكينة في تنظيف الأواني والبيت
ويذهب هو لفراشه ليرتاح والويل للزوجة إن سمع صوت احد الأطفال
كأنها ليست تعبة مثله بل أكثر
فهي من الصباح الباكر توقظ أطفالها وتحضر لهم وجبة الإفطار وتجهزهم للمدرسة
ثم تبدأ في تنظيف وغسيل ووووو
هذا ما يحث في بعض البيوت
من بعض الأزواج
أين هم من بيوت رسول الله فقد كان بأبي هو وأمي له إحدى عشرة زوجة وليست زوجة واحدة
وحقق صلى الله عليه و سلم السعادة لكل منهن و ذلك لأنه عرف كيف يتعامل مع المرأة و توغل في أعماق نفسها الرقيقة و أخذ يناجيها بدفء العاطفة و يعينها على العمل لدينها ودنياها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرًا فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه، فإذا ذهبت تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً ".
وقال بأبي هو وأمي في رواية أخرى(إن المرأة خلقت من ضلع. لن تستقيم لك على طريقة . فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج . وإن ذهبت تقيمها كسرتها . وكسرها طلاقها)
فانظر كيف جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الوصية بهنَّ وبيان حقيقتهن، ليكون ذلك أدعى إلى قبول وصيته، لأنه إذا كان طبعها العوج، فإن من الواجب على الرجل أن يصبر عليها ولا يؤمل أن تكون مستقيمة على الصراط، فإنها تصير إلى ما جُبِلت عليه ولا بد، ولذلك كان طلب استقامتهن على النحو الأعدل مثار تعجب الشعراء حتى قال بعضهم:
هي الضِّلَعُ العوجاء لست تُقيمها
ألا إنَّ تقويم الضُّلوع انكسارُها
لم يجعل بأبي هو وأمي من هيبة النبوة ووقارها حاجزا منيعا بينه وبين زوجاته بل أنسهن بمرحه وملاطفته
قالت عائشة كنت اشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب واتعرق العرق (أي اللحم المختلط بالعظم )وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في ) رواه مسلم
وقد قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة (وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة، حتى اللقمة التي ترفعها إلى فيّ امرأتك )
وكم لذلك من أثر نفسي على الزوجة. وإني أسألك أيها الأخ.. أيها الرجل.. ماذا يكلفك مثل هذا التعامل؟
لا شيء إلا حسن التأسي والاقتداء وطلب المثوبة وحسن التعاون وبناء النفس فالملاطفة والدلال والملاعبة مأمور أنت بها شرعا بما تفضي إليه من جمع القلوب والتآلف .
فمن كمال إيمان الرجل وتمام دينه حسن خلقه مع زوجته:"إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله"
وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذه الوصية كلما حانت الفرصة ، ففي خطبة حجة الوداع أفرد لها جانبًا كبيرًا من خُطبته العظيمة حيث قال صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ....."
ومع تلك المعاشرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتهجها مع أهله أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن -: رحمة ورأفة وعطفاً وتلطفاً، إلا أنها لم تكن على ذلك الحال في جميع الأحوال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حكيمًا يضع كل تصرف في مكانه اللائق به، فحيث كانت تلك العشرة أجدى وأولى انتهجها، وإذا كان التأديب والزجر والهجرة هو الأجدر اتخذه ,فلست ادعوا إلى الإفراط في دلال المرأة وتركها تفعل ما تشاء حتى وان خالفت دينها والزوج يقف موقف المتفرج .
فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل مسئول عن الحفاظ على دين زوجته
موضوعي موجه لكل زوج ينشد الكمال في زوجته وهم والحمد لله قليل
ليس لكل الرجال فأغلبهم إن شاء الله كرماء لطفاء مع نسائهم
اسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا