أن هذا الأمر هو قمة التتويج لمشاعر الحب والمودة . وأذكر أني قرأت للإمام ابن الجوزي في كتابه ( صيد الخاطر ) بتصرف : ثم إني نظرت فيه - أي في الجماع - ثانية فوجدت فيه ما يخفى على معظم الناس، وهو أن الإنسان إذا أحب شخصاً وتعلق قلبه به أحب بعد ذلك قربه فتجده يأنس بالجلوس معه بالقرب منه فإذا زادت محبته وتعلقه بالمحبوب إقترب منه حتى لم يلتصق مجلسهما - فإذا زادت لوعة الشوق ضمه إليه والصق خده بخده - فكأنه يريد أن يدخله بين أضلاعه وداخل وجدانه - فإذا صاح قلبه بطلب الحبيب أرسل رسولاً وهو القبلة فإذا لم تنطفئ ناره أدخل لسانه إلى فمه - فكأنهما يمتزجان ويبدأن الإنصهار ليصبحا جسداً واحداً - عندها تتعانق أرواحهما فيكون الجماع تعبيراً عن إمتزاجها. والله أعلم.
__________________
لغير جمالكم نظري حرامُ وغير كلامكم عندي كِلامُ ( الكِلام هو التعب والشدة )
وعمر النسر منكم بعض يوم وساعة غيركم عامٌ وعامُ
أحب بأن أكون لكم جليساً وتنصب لي بربعكم خيامُ
إذا عاينتكم زالت همومي وإن غبتم دنا مني الحِمامُ ( الحِمام هو الموت )
فداووا بالوصال مريض هجر يهيم بكم إذا سجع الحَمامُ