جدتي الحاجه (اّمنه) والعجوز (ألزبث إرك)
قرأت في هذا المنتدا وتحت عنوان (ملكه...) وفيه, كيف ان احد الأجنبيات تغبط أحدى العرائس العربيات وهي في شهر العسل في احد الدول الأجنبيه وتصفها بالملكه لما رأت ما هي فيه من تيه ودلال وعناية من عريسها بها , فذكرني ذلك بتجربه شخصيه مررت بها وذلك عندما كنت أدرس في احد الدول الأجنبيه وهي أيرلندا الجنوبيه على وجه التحديد فقد كنت أسكن مع عائله أيرلنديه وكانت تتكون من الزوجه وهي بالأربعين من عمرها وولدان وبنت صغيره وزوجها الذي لا يهش ولا ينش كما يقال وكنا في بعض الأحيان نجلس ونتناقش وكانت الزوجه دائما تطرح موضوع تعدد الزوجات في الأسلام ووضع المرأه بشكل عام عند العرب والمسلمين والذي هو من وجهة نظرها وضع مزري وكنت أدافع بكل ما أوتيت به من معرفه ومفردات اللغه اللأنجليزيه ولكن ذلك لم يكن يجدي معها نفعا وكنت أشعر أنها تحاول أغاضتي عمدا والحقيقه أنها كانت لا تخفي حقدها أثناءالنقاش . المهم في أحد الأيام بدأت أشعر أنا والجيران بأن هناك رائحه كريهه نشمها كل ما دخلنا العماره وخرجنا منها وتزداد الرائحه انبعاثا من الشقه المقابله لنا ولما أزداد الأمر سوءا قلت لصاحبت المنزل(معزبتي) أن الأمر لايطاق فيجب عليها أن تبحث عن حل وبالفعل نظرت من منور العماره وقالت أن العجوز ألزبث جارتنا في الشقه المقابله لم تطفئ النور منذ ثلاث أيام ولم تسمع لها حركه فقامت على الفور بالأتصال برجال ألأمن والدفاع المدني لأنها لا تعلم عن أبناء هذه العجوز شيء وبالفعل حضر رجال الأمن وقاموا بأقتحام الشقه ووجدو العجوز ميته علي مقعدها لا أحد حولها الا قطتها كانت تموء وتدور حولها والتي هي أكثر وفاءا ممن هم من دمها ولحمها والتلفاز شغال وكان المسخ مايكل جاكسون يتنطط به كالشيطان ,أهالني المنظر جدا جدا وتسائلت أين أبنائها وكيف هجروها في هذا السن, تموت كالناقه الجرباء وحيده لم يعلم أحد بموتها ألا بسبب رأئحة جثتها المتعفنه,ألم تظمهم يوما الى هذا الجسد عندما كان حيا ألم ترضعهم يوما من ثديها ألم تبلي هذا الجسد في صباها لتربيتهم ألم...ألم... . نعم كان لها اربعة أبناء كل واحد منهم كان يعيش في مدينه عرفت ذلك عندما عادوا لاحقا بعد دفنها الى شقتها حيث قمت بتقديم واجب العزاء ولم يكن موجودا ألا ابنائها وبعض أصدقاء العائله والأقارب وعندما بدءوا بتقديم الخمور عن روح المرحومه تسللت الى غرفتي ورميت نفسي على سريري وعادت بي الذاكره الى أربعة عشرعاما ألى الوراءالي الليله التي توفت بها جدتي الحاجه أمنه رحمها ألله وتأملت بالمفارقه العجيبه بين الحادثتين وحمدت الله عز وجل على نعمة الأسلام وتذكرت كيف كان يحيط بها ثلاثة عشر أبن وأبنه وثمان وسبعون شخصا من أحفادها وحفيداتها ناهيك عمن يحضر من أقاربها والذين لم ينقطعوا عن زيارتها طيلة فترة مرضها الأخير قد يستغرب بعض القراء ذلك ولكن هذه هي الحقيقه حيث اننا كنا نعيش في مجتمع بدوي تجتمع فيه العائله الكبيره دائما في الافراح والاتراح في بيت الجد أو في بيت الأبن الأكبر أذا كان الوالد متوفى . في ليلة وفاتها كانت في بيت والدي أبنها الأكبر الجميع حولها لم يغب احد لعلمهم أنها كانت في حالة نزاع ,كان الجو مشحون بالسكينه والوقار البعض كان يقرا القراّن والبعض ألاّخر كان يتضرع الى الله عز وجل لها بالدعاء وأذا ما أفاقت من سكرات الموت كان الجميع يقفون وينظرون الى حيث تنظر الكل كان يرغب بأن ينال أجر طلبها الأخير وكانت تنظر الى من حولها بعين الرضى والطمأنينه ولسان حالها يقول الحمد لله خلفت وربيت ولم يذهب تعبي سدا وغطت غطتها الاخيره وسلمت روحها الى بارئها وهي مبتسمه نعم أقسم بالله كانت مبتسمه........ وكانت وصيتها الوحيده أن تدفن بجوار والدها ووالدتها. أفقت من ذكرياتي وهممت بالذهاب ألى صاحبت المنزل الحاقده والتي أسكن عندها وأروي لها كيف ماتت جدتي لعلها تفيق من وهم حضارتها الزائفه ولكني تراجعت وقلت لنفسي لا دعها تموت كما مات العجوز إلزبث إرك لأنها لا تستحق ان تموت كما ماتت الحاجه اّمنه والتي لم ينقطع بّرنا لها حتى بعد وفاتها بسنين وحتى كتابة هذه الكلمات دعوت ابنائي لقراءة الفاتحه على روحها الطاهره.
وهكذا أختي الملكه فأن المرأه المسلمه ملكه ليست فقط وهي عروس وفي شهر العسل بل حتى وهي عجوز وعلى فراش الموت,,,,