بسم الله الرحمن الرحيم
[SIZE="5"]مهما كانت معانات الطفل ومتاعبه فإنه يضل حُلُمَ كلِ أُنثى...,
فهي تنتظر في شوق طفلاً يملأ حياتها سعادة وبهجة....,
ومع طول ترقّبها وانتظارها...,
يأتي الفرج ليطرق بابها...,
فما إِنْ يتحرك الجنين في بطن أمه حتى يتحرك معه قلبها..,
حيث تراها طوال التسعة أشهر تتحسسه وتترقب تحركاته..,
وما إن يكتمل نموه وخلْقه؛ حتى يبدأ الجنين في التحرك..,
مُدافعاً الظلمة..,
ليخرج إلى نور الحياة...,
ومع طول تحركه المؤلم.., وطرقه المميت...
لم يلبث حتى يجد الجنين نفسه بين يدي أُمه...
ليُطلق في وجهها صرخات البكاء..,
فتلقمه ثدي الرحمه وحليب الحنان....,
إنه قلب الأُم.....!
في تلك اللحظة وفي فترة الحضانة ينصرف قلب الزوجة وقد أصبحت أمّاً إلى ذلك الطفل الرضيع, فتسقيه من نبعِ حنانها وعطفها..,
ومع انشغالها بالمولود الجديد ومطالبه؛ تأخذها براءة الطفولة من حيث لاتشعر؛ إلى أن تنسى ذلك الحب والوُد الذي كانت تُظهره لزوجها قبل فترة الحضانة..,
(وخاصةً إذا كان هذا المولود أول طفلٍ لها), حيث يكون استغراقها معه أكثر وأطول..!
وكأنها بتصرفها هذا تقول لزوجها: (لقد انتهى الآن عهد الحب وجاء عهد الإنشغال بتربية الأولاد..!)
ومن هنا تبدأ المشكلة..!!
حيث انه وقبل فترة الحضانة يتنعم الزوج بأنواع من الينابع الدفّاقة من الحب والعطف و الحنان والتودد الجميل من زوجته..,
ثم يُفاجأ الزوج بتلك الينابيع وقد جفت..!
وتوقفت فجأةً....!
وكأنها أصبحت حُلُماً.."
حينها يصاب الرجل بصدمة نفسيّة, يفضل فيها العزلة والإنفراد, ويُحدث هذا التصرف أيضاً ردة فعل عكسيّة, فقد يكتم الزوج حبه ومودته بعد أن كان يظهرها لزوجته, وقد يُظهر لها نوعاً من العناد والتعنت, يصل في بعض الأحيان إلى حد الإهانة والإستحقار, كردة فعل على تصرفها الذي قد يكون أحياناً بريأً,إذا لم يطل استغراقها وتناسيها..
لذلك تتغير بعض حياة الأزواج والزوجات من أول طفل لهما, حيث يبدأ الحب بينهما في التضاؤل.., ويبدأ الملل يسيطر على حياتهما شيأً فشيأً..,
وكأن الطفل جاء ليفرّق بينهما..!
بعد أن كانا عصفورين يرفرفان معاً على شجرة الحب..,
ومن هنا يأتي دور المرأة وذكاؤها في التعامل مع زوجها.., فكما أنها تسقي طفلها الحليب الدافئ الذي لايحيى إلا به, فإنها كذلك لاتحرم زوجها من قطرات من الحب والحنان والتي لا تصفو الحياة إلا بها..."[/SIZE]
[SIZE="3"][COLOR="Black"][SIZE="6"]أخوكم سـرُ القَـلم[/SIZE][/COLOR][/SIZE]