السلام عليكم بعد زواجها تطمئن المرأة على حياتها، لكن هل يكفيها ويحقق طموحها لقب «حرم فلان»، ام ان هناك خصوصيات اهم واعمق عليها ان تعمل بجهد للمحافظة عليها، مثل دوام الانسجام والاحترام والرومانسية وصمود المودة والرحمة امام مشاكل الحياة اليومية وتفاصيلها المعقدة؟ الفوز «بظل راجل» ليس الهدف الوحيد، فالمرأة الطموحة اليوم تريد زوجا وأخا وصديقا وشريكا تعيش معه شهر عسل يدوم العمر كله، تقول الباحثة في علم النفس نايلة الاحمر، وتتابع: لكن شهر العسل هذا لا يأتي بشكل عفوي ولا اعتباطي، بل علينا ان نؤسس له ونرسي قواعده ونعمق جذوره ليكون حصنا منيعا امام غزوات الزمن. هذه الاسس قد تكون ملموسة او غير ملموسة، لكن على المرأة ان تدرك حيثياتها وتعي تفاصيلها لتعيش براحة تدوم بدوام حياتها مع زوجها. فليبتعد عنك بعض النساء يركزن على ضرورة بقاء الزوج بجانبهن ويعتبرن انغماسه مع اصدقائه في اوقات فراغه انانية منه وعدم مبالاة بها وبمشاعرها. «هذا خطأ»، تقول بات لف مؤلفة كتاب «كيف تجعلين حبك يدوم؟»، والحقيقة ان قيام كل منكما بالتنزه والتسلية مع اصدقائه بعيدا عن الآخر يدل على قوة العلاقة بينكما وثقة كل منكما بنفسه وبالطرف الآخر. ومتى توفرت هذه الثقة فلن يحتاج اي منكما لأن يلتصق بالآخر طوال الوقت، تتابع لف، ثم تنصح بضرورة ان يمضي كل منكما بعض اوقات فراغه بمعزل عن الآخر، فرابط الحب والزواج بينكما لا يعني ان كلا منكما يمتلك حياة الآخر. وتعلق: تخيلي لو انكما تمضيان كل ايامكما بجانب بعضكما البعض، فكيف سيتسنى لكما ان تتعرفا على الامور الجديدة والمثيرة، وان تجددا علاقتكما من خلالها؟ ابتعدي عنه قليلا ولاحظي كيف ستشتاقين للجلوس معه والاستماع الى ما جرى معه اثناء غيابه عنك. لا تكرهي صمته ان تقنعي زوجك بضرورة تبادل الاحاديث والقاء النكات كلما جلست بقربه امر جميل جدا، ولكن هل فكرت بجمال الصمت والسكون وانت تتناولين معه القهوة او تتنزهين بجانبه قرب شاطئ البحر؟ تتساءل نايلة الاحمر، وتجيب: الحقيقة انه اذا استطاعت المرأة ان تمارس الصمت كما الرجل ولم تستجب لغريزة الثرثرة فستقلل من امكانية حدوث اختلاف في الآراء او جدال حول أمر ما، وستكسب احتراما وانسجاما اكثر من زوجها، بل وستشعر براحة عميقة لوصولها الى مرحلة الاكتفاء والاشباع. فوجودها بقرب زوجها يكفي لأن يشعرها بذاتها ويعزز الحيوية في علاقتها به. زمان الأول تحول تقول خبيرة العلاقات الاسرية شيري ستيفن ان المرأة بشكل عام تحتاج دائما الى تأكيد من زوجها بأنه ما زال يحبها ويريدها وانها كانت وستبقى المرأة الوحيدة في نظره، لكن هذا ما يحصل في البداية فقط، اذ تكشف احدى الاحصائيات النفسية ان كلا من الرجل والمرأة يعيشان في مرحلة «الرومانسية والانسجام العميق» خلال السنة والنصف السنة الاولى من زواجهما، ثم يتحول انسجامهما الى عادة معيشية تؤجج نارها الثقة والاحترام المتبادلين، وعلى المرأة ان تقتنع بذلك، من دون ان يدخل عليها زوجها بين وقت وآخر بباقة من الورد او هدية مجوهرات. فهو ان ساعدها في عمل البيت او تدريس الاولاد او تحميمهم فهذا يعني انه ما زال يهتم لأمرها ويقدر تعبها ويريد راحتها، وهذا برأي ستيفن اهم بكثير من لعب دور «روميو» في غير زمانه ومكانه. لا بأس أن نظر إلى غيرك حتى لو كان زوجك يحبك كثيرا ويخلص لك اكثر، فهذا لا يعني ان يصبح اعمى امام الآخرين، تقول نايلة الاحمر، وتضيف: على المرأة ان تكون واقعية. فالنظرة الى الآخرين امر عادي وطبيعي، وهناك الكثير من الجميلات على الشاشة او في مراكز العمل او الاماكن العامة وان نظر زوجك اليهن، فذلك لا يعني انه لم يعد يحبك، والافضل ان تنزعي الفكرة من رأسك، لأنها تدل على غيرة حمقاء، وتعززي ثقتك بنفسك، لأنه زوجك وانت قلبه وعقله لك ومعك. والافضل ان تعلقي بذكاء امامه انك «لو خضعت لنفس عمليات التجميل التي خضعت اليها تلك المرأة التي ينظر اليها لبدوت اجمل منها»! ماذا لو ساءت الأمور بينكما؟ المشاكل في الزواج ملح الحب، تقول الاحمر، كل شريكين يختلفان ويتخاصمان، ثم يتصالحان ويعودان كالسمن على العسل. لذا تنصح المرأة بمواجهة زوجها في اي مشكلة قد تعترض طريقهما، لكن السلامة في ان لا تترك وراء مواجهتها تلك عواقب وخيمة. فالمواجهة ليست في اشهار كل انواع الاسلحة وفرض رأي طرف على الآخر، بل المناقشة بعدل واحترام وتبادل الآراء والخروج من النقاش بأدب ونسيانه بسرعة. واياك ان تهملي ما يزعجك، لكي لا يتراكم فيما بعد ويتحول الى مشكلة مزمنة يصعب حلها، الافضل ان تنظري الى المشاكل بعقلانية لتجدي لها مع زوجك حلا بناء يضعك واياه على الطريق الصحيح ويقربك منه اكثر. فتور علاقتكما لا يعني نهايتها حتى افضل الازواج واكثرهم سعادة يقعون احيانا في فخ الفتور العاطفي. وهذا يحدث لاسباب عدة اهمها تعب الايام وتعقيدات المعيشة التي تصعب يوما بعد آخر ازاء طلبات الاسرة واحتياجاتها المتزايدة. وتعلق لف ان الفتور العاطفي بين الازواج يعتبر جزءا مهما من حياتهما العاطفية ولا بد لأي زوجين من المرور به. وان كانت المرأة تظن بأنه نهاية للانسجام والحب بينهما، فالفتور لن يظهر عندها في قلة جلوسه بقربك فقط، بل في كل شؤونه العاطفية والاسرية وبكل تفاصيلها. والافضل ان تنظري للفتور كتصاعد وهبوط العملات الاجنبية ولا تفكري بأنك السبب، بل فكري بتعب العمل وكثرة المصاريف والانشغال بهموم العائلة. وهذه امور ستنتهي آجلا أم عاجلا وسيعود لعلاقتك بزوجك بريقها الاساسي. منقول مع اخلص التمنيات للجميع بحياة زوجية سعيدة رولا |
||
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|