بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعيش بين جنبات مجتمعنا ورود تتفتح كل حين بدون وقت محدد لتستقي ما تصل إليه رغباتها الجامحة لري أغصانها المتعطشة
من كل الينابيع التي تستهوي شهية تلك الورود ولكن هذه الورود ليست نباتا كمايظن البعض إنما هي كائن بشري نعرفه تمام المعرفة
بل هو أحد فئات المجتمع ويمثل أحد أساساته المتينة على المدى البعيد فهو وردة قد نطلق على حياتها وردة طويلة الأجل
فعند التساؤل ماالمقصود بهذه الوردة سأقول صارخا إنها الطفل فهو كالورد في الصفاء والنقاء ولابد من إسقائه مياه الينابيع الصافية ليتفتح علينا بمايسر النفس ويشرح الصدر
نعم الطفل وردة يجب رعايتها والحفاظ عليها من الشموس الحارقة ولست قاصدا لتلك الشمس التي تتوسط كبد السماء إنما قاصدا لشموس بني الإنسان
فالطفل يرى في الكبير قدوة يقلدها تماما في كل الحركات والسكنات فيالحظه الطيب لو كانت قدوته من أهل التقى والصلاح فستدوم هذه الوردة طول حياتها متفتحة بالود والنقاء
تثري كل مكان تصل إليه ولكن ماهي النتيجة لو اقتدى هذا الطفل بشخص ليس من ذلك في شيئ فسيصبح كوردة تفتحت وطلبت ماء زلالا فأسقيت ماء معكرا بكل الأوساخ
فماتت على حين غرة في مقامها وآثرت الذبول ففي الحقيقة قد لايكون الوالد أو الأم هو قدوة الطفل فقد يقتدي بأحد المشاهير من نجوم الفن أو الرياضة أو نحوها
فما النتيجة لوكان هذا النجم لايأبه بتصرفاته الغير مسؤولة تجاه جيل جعل منه قدوتهم فكيف سينشأ جيل وقدوته كل قصات الشعر قد زينت جوانب رأسه من كل حدب وصوب
وملابسه من كل أنواع الماركات العالمية التي بها من الفحش مالا يرضاه ديننا الحنيف والأدهى أن يكون هذا النجم له من الأبناء من هم في عمر من اقتدى به
فكيف ستكون نشأتهم لو قلدوا أباهم الذي أصبح كتفاحة فاسدة تفسد كل فاكهة تختلط بها من بنات جلدها لينتشر وباء التعفن إلى مكان لايعلمه إلا الله
وعندها ستأتي حتما مقولة شهيرة تفيد بأنه لن يصلح العطار ماأفسده الدهر وحتى ذلك القدوة لوتدارك نفسه وحاول معالجة خطأه بعد تفشيه في أقرب المقربين له وهم أبناءه
فسيتعب ويجهد كثيرا لأنه حينها سيكون الشق أكبر من الرقعة وعندها لاينفع البكاء على اللبن المسكوب وهنا أستثني فئة من مشاهير المجتمع حملت على عاتقها نشر القيم والأخلاق الحميدة فهي فئة تستحق كل الشكروالثناء
فلو جعل كل شخص ذو مكانة اجتماعية في مجتمعه مخافة الله أمام عينيه لردعته عن كل فعل قبيح ولعاشت ورود المجتمع في مأمن من كل آفة تعجل بذبولها دون وجه حق