لمحاربة الملل الجنسي ...
لاحظنا دوما بالاونة الاخيرة .. تذمر بعض الازواج بالشكوى الدائمة بالملل
الذي يصيب بعض الازواج بحياتهم الزوجية .. وعدم شعورهم بالاستمتاع
أو الارتياح أو الاكتفاء الجنسي مع شريك حياته.. والذي ربما يصل إلى
الرفض الجنسي التام الذي يشكو فيه أحد الطرفين الآخر، أو ربما شكا
صاحب الرفض نفسه .. مما يعانيه من محاولته إرضاء الطرف الآخر ..
وهو لا يستطيع أن يؤدي ذلك كواجب مفروض وممقوت يتمنى لو لم يتم. ..!!
اذن .. لماذا يصيب الملل الحياة الجنسية بعد فترة من الزواج .. ؟
إذا كان هناك حب حقيقي بين الزوجين فأكيد سيكون كل لقاء بينهما دوما
متجديدًا لهذا الحب.. خاصة ان كان هناك حوار وتفاهم بين الزوجين فسيعرف
كل طرف منهما وماذا يريد الطرف الآخر منه وسيحرص بالطبع على إسعاده
وسيكون الطرفان حريصين على أن يجددا حياتهما الجنسية في كل مرة
بشيء جديد مبتكر ومثير.. فإذا سقطت الحواجز بين الزوجين .. وسقطت
معها الكثير من المفاهيم حول الجنس لتحول الجنس إلى مادة للتقارب
بين الزوجين.. لو أخلص كل منهما في الأداء .. ما أصاب الملل الحياة الجنسية !!
- الحب الحقيقي بين الزوجين والعلاقة الجنسية:
يقول كل من "ماستر وجونسون" هما أول من قالا بأن العملية الجنسية تتم في العقل أولاً
قبل أن تتم بين الأجساد، وكانا يقصدان أن الحضور النفسي والعقلي والتصورات الفكرية
عن الجنس أثناء العملية الجنسية هي التي تهيئ النجاح لإتمام العملية الجنسية الواقعية
بين شريكي الحياة.
فإننا نقول: إن الزواج بين النفوس والقلوب يتم أولاً .. ثم يتم الزواج في أرض الواقع ..
وأن العملية الجنسية كجزء من الزواج إذا لم تتم بين النفوس والقلوب أولاً فستتحول
إلى عذاب متبادل يعذب فيه كل طرف الآخر بدلاً من أن يمتعه؛ لأن تزاوج القلوب
والنفوس يحول الجنس إلى لغة للتعبير عن الحب بين الزوجين.. يعبر فيها كل طرف
للآخر بلغة الجسد عن حبه عندما تعجز لغة الكلمات عن التعبير أو استكمالاً للغة
العيون أو تسهيلا للغة الآمال والأحلام والأفعال.
فعندما تشق الأفعال التي يفعلها كل شريك من أجل إرضاء شريكه تأتي هذه اللحظات
وهذه اللغة.. " لغة الجسد " حتى تدفع الأفعال لأن تستمر وتتواصل..
الجنس هنا ليس وظيفة أو أداء واجب أو تخلص من احتقان أو من رغبة جسدية فائرة..
إنه عودة كل جزء من الجسم إلى توأمه .. وكل خلية إلى خليتها التوأم في جسد
الشريك الحبيب حتى تهدأ الخلية أو الجزء من الجسم القلق نتيجة غياب توأمه
لالتقائه به، إن كل جزء يربت كل جزء.. إن كل خلية تنكح كل خلية، لقد عاد الجسدان
إلى طبيعتهما الأصلية جسدًا واحدًا قد انفصل إلى رجل وامرأة مزقتهما الحياة ليلتقيا
في هذه اللحظة الحميمة يعبر كل منهما عن شوقه ولهفته لغياب نصفه الآخر في
انشغالات الحياة.
إنهما يضمان بعضهما البعض، ويحتضن كل واحد الآخر.. حضن لهفة واشتياق عند اللقاء..
يزيدها اشتعالا .. أنهما مضطران للانفصال بعد قليل حتى يعودا جسدين يؤدي كل منهما
وظيفته.. فيحاول كل منهما أن يشبع قدر الإمكان من الآخر، ولكنه يعلم أنه سيشتاق
إليه بمجرد أن ينفصل عنه .. ولذا فإنهما لا يريدان أن ينفصلا .. لذا فإنهما حتى وإن تم
القذف.. حتى وإن وصلت المرأة للذروة يجدان أنفسهما في لحظة تالية وقد احتضن
بعضهما البعض في شعور غريب بالارتياح ناتج عن هذا الحب الذي شعر به كل منهما
ناحية الآخر .. عندما عبّر كل جزء وكل خلية عن حبه لنصفه أو توأمه الغائب.. وهنا
سيصرخ الأزواج والزوجات أين لنا بهذا الحب ؟.. فسنقول:
من لم يفلح في أن يجعل شريك حياته يحبه .. ومن لم يسعى إلى حب شريك حياته
بأفعاله وأقواله وهمساته ولمساته .. ثم يأتي باحثًا عن المتعة بين الأجساد ..
فهو قد أضاع السعادة الحقيقية، أو قل حسنة الدنيا.
فما الذي يجعله يتصور أنه سيحصل على متعة الأجساد أو سعادة الأجساد؟
لقد أضاع سعادة النفس؛ فلماذا يبحث عن سعادة الجسد؟ باختصار وبدون إطالة:
الجنس بلا حب عذاب وحيوانية.. الاستغناء عنها أفضل من البحث وراء سراب ووهم.
- الحوار والتفاهم مهم جدا للقضاء على الفتور الزوجي ..
هل فكر زوج من الازواج بسؤال زوجته عما يمتعها وعما يثيرها
وعما تريد أن تفعله من أجلها؟.. هل فعلت ذلك قبل الجماع؟..
وهل أكملت حوارك معها بعد الجماع في ما هي أكثر المواقف قد أمتعها اليوم؟
وهل سألتها عن مشاعرها؟ وماذا وكيف وصلت للذروة اليوم؟..
وهل سألتها أثناء الجماع عن وصولها للذروة من عدمه؟
وهل نظرت إلى تعبيرات وجهها لتعرف ما يدور داخلها وما يسعدها أو يؤلمها؟
إن الزوجة تخاف أن تعبر عن رغبتها في وضع معين أو معرفتها بصورة معينة من
الممارسة أو الإثارة خوفًا أن تثير شكوك زوجها.. في مصدرها للمعرفة.. أو للممارسة
السابقة لمثل هذا الأمر فتفضل أن تسكت وهي لا تحصل على متعتها وقد تظل كذلك
طول عمرها.. وربما لا تدرك ما معنى الوصول للذروة أو لو علمت فإنها تخجل أن تطلب
من زوجها أن يفعل ما يوصلها لها.. أو أن يصبر عليها حتى تصل لذروتها لأن بعض النساء
يتأخرن عن الرجال..
ونتيجة لذلك يصيبها الألم والقلق النفسي لعدم إشباع رغبتها .. وتكون نتيجتها نوع من
العصبية في التصرفات، وعدم القدرة على التكيف مع أحداث الحياة والسخط على كل
شيء وفي بعض الأحيان أعراض جسمية مثل الصداع أو الآلام المتنقلة في الجسم
وهي ببساطة لا تستمتع أثناء لقائها الجنسي مع زوجها الذي تحبه .. لأنها تخجل
أن تخبره بذلك .. لأنه عيب أن تطلب أن تحصل على متعتها لأن كبت المتعة يتم
تعميمه من المتعة الحرام إلى كل المتعة حتى الحلال منها..
اذن على كل منهما فتح قلبه للاخر بان ..
يسأل كل طرف الآخر عما يمتعه .. عما يؤلمه .. عما يريده .. عما يثيره ..
عما يشعر به قبل وأثناء وبعد الجماع... كي يهجر الملل حياتهما وتتحول
الى تجديد .. واثارة .. ومتعة عند كل لقاء بينهما ..
منقول
الاشراف / عفوا يجب ذكر كلمة منقول فى اسفل الموضوعات المنقولة واذا للحرص على حفظ حقوق الغير .. وشكرا