أكد بيان جديد أصدرته منظمة الصحة العالمية مؤخرا, أن تلوث الهواء داخل المنزل وخارجه والمياه الملوثة غير الآمنة والتسمم بالرصاص والجروح والإصابات الرضية هي أبرز الأسباب وراء وفيات الأطفال في أوروبا, وأفاد هذا البيان أن الأطفال هم الأكثر تأثرا بالتهديدات والمخاطر البيئية التي تسبب وفاة واحدة من بين كل ثلاث من الأطفال الأوروبيين الصغار, فكيف الحال بأطفالنا في عالمنا العربي وأنياب التلوث تحيط به من كل جانب في حياته اليومية. وأوضح التقرير الجديد الذي صدر عن جامعة أودين ومعهد الطفل في إيطاليا, بعنوان "العبء البيئي للمرض", أن 34 في المائة من الوفيات بين الأوروبيين منذ الولادة وحتى سن 19 عاما, ترجع إلى خمسة عوامل رئيسية, أهمها هو الجروح والإصابات غير المقصودة, وخصوصا في حوادث الطرق الشائعة في دول أوروبا الغربية, لذا من الضروري الالتزام بعدم شرب الكحول عند قيادة السيارات وإبطاء السرعة في المناطق المأهولة والأحياء السكنية وغيرها هناك في أوربا مشكلتهم تكمن في شرب الكحول ولكن في بلادنا أطفال صغار لم يتجاوزوا 15 ربيعا تراه يقود السيارة بالسرعة المرعبة يسابق الموت. وأشار التقرير إلى أن الحرائق والغرق والتسمم هي أسباب متكررة لوفاة الأطفال في دول أوروبا الشرقية ضمن حدود كايرجيزستان وجيرانها, أما في بلادنا فالتسمم بالتغذية حدث ولا حرج خاصة من المعلبات المخزنة ومنتهية الصلاحية أو المطاعم المعدومة الرقابة من قبل الجهات المعنية كما يقتل التلوث الجوي فيها حوالي 13 ألف طفل تحت سن الرابعة سنويا, أما تلوث الهواء المنزلي الناتج عن استخدام الوقود الصلب, فيقتل أكثر من 50 ألف طفل تحت سن الرابعة سنويا في أوروبا, لذا فمن الضروري توعية المواطنين بضرورة استخدام الوقود السائل أو الغازي بدلا من الصلب لإنقاذ أرواح أكثر من تسعة آلاف طفل بريء سنويا. وتمثل المياه الملوثة أحد أكثر العوامل القاتلة للأطفال في أوروبا الشرقية والوسطى, لأنها تعرّض الأطفال لخطر الأمراض وأهمها الاسهالات والالتهابات المعوية الفتاكة. أما تلوث الماء في عالمنا العربي المشكلة العضال فالخزانات الجوفية ملوثة ومياه بحارنا ملوثة, وآبارنا الزراعية أهلكتها الأسمدة الكيميائية والكثير من الملوثات الذي لا يتسع لذكره هنا, ومن المقرر أن يناقش وزراء 52 دولة التقرير الجديد الذي يعتبر أول تقييم رئيسي للتأثير العام للبيئة على صحة الأطفال في أوروبا, ضمن المؤتمر الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية عن الصحة والبيئة, على أن يتبنى هؤلاء الوزراء خطة العمل الأوروبية حول البيئة والطفل بعد انتهاء المؤتمر. وهنا نقف هل المهتمون بالبيئة العربية أو صحة الطفل العربي, وضعوا ضمن مناقشاتهم ومؤتمراتهم صحة الطفل العربي ضمن المنظومة البيئية سؤال يحتاج لإجابة ودراسة مستفيضة فالطفل هو رجل المستقبل فهل هيئنا له البيئة ألمثله ليكون رجل المستقبل؟
وقفة
كلام الكبير مع الطفل يكون بلغة واحدة وهو في الحقيقة بلغتين لمعنى عاجز في الطفل فالطفل قليل الصور الذهنية في إدراكه فيفهم من كلام الأول إذا فات قدرته عجائب وغرائب في لغة ليس فيها عجيب ولا غريب!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
جريدة البلاد الخميس 12/6/1425هـ
الكاتب د0فهد تركستاني