قنبلة موقوتة تهدد بتحطم الحياة الأسرية؟؟؟؟؟؟؟؟؟
العلاقة الزوجية الجنسية السيئة..
من الأمور التي ليس عليها خلاف بأن المشاكل الجنسية تتداخل مع المشاكل الاقتصادية، وكذلك مع الرضا عن الحياة الزوجية. وكذلك فإن المشاكل والعلاقات الجنسية تتأثر بشكل كبير بالثقافة الاجتماعية، والتي تلعب دوراً كبيراً في تحديد دور كل طرف في العلاقة الجنسية. فدور المرأة والرجل في كل مجتمع يختلف عن المجتمعات الأخرى. ففي المجتمعات التي تتمتع فيها المرأة بحرية شخصية واستقلالية اقتصادية، وكذلك تتساوى في الحقوق والمسؤوليات مع الرجل، وجد أن هذا الأمر له علاقة على الحياة الجنسية للمرأة. فالمرأة عندما تُمارس حريتها الشخصية في اختيار زوجها ولا تخضع للابتزاز العاطفي غالباً ما يخضع لعوامل اجتماعية واقتصادية، قد يُسبب ذلك إحباطا للمرأة في حياتها بوجه عام ويؤثر سلباً على حياتها الجنسية.
وقد وجدت الدراسات الغربية التي قام بها كينزي وشيزر بأن الوصول إلى النشوة له علاقة مباشرة بالمستوى التعليمي والمستوى الاجتماعي. ولهذا كانت نتائج دراسات كينزي وشيزر تميل إلى أن الطبقة الاجتماعية لها دور في الحياة الجنسية والاستمتاع بالجنس عند كلا الطرفين؛ الرجل والمرأة.
وقد تمت الإشارة في الأبحاث المذكورة الى أن الرجل في الطبقة الدنيا (الطبقة العاملة في بريطانيا)، بأن الرجال لا يهتمون كثيراً بالمرأة أثناء ممارسة الجنس، وأن الرجال يصلون إلى عملية القذف خلال بضع دقائق بعد الاتصال، ولا يعير أهمية لأي مشاعر تجاه المرأة التي تشاطره. كذلك فإن التوقعات الجنسية بالنسبة للمرأة في الطبقات العاملة في بريطانيا مازالت كما هي في العصر الفيكتوري، حيث لا تتوقع المرأة استجابة أثناء الممارسة، وحتى لو حصل هذا فإن المرأة تحاول كبته، لأن هذا الأمر غير مرغوب بالنسبة للمرأة في الطبقات الدنيا (الطبقة العاملة)، سواءً من قبل المرأة نفسها أو شريكها..!! وهذا غاية في الغرابة، ولكن هذا ما يحدث، لذلك يُطلق العاملون في مجال الصحة النفسية الجنسية على هذه العلاقات الزوجية أو الجنسية (علاقات طراز العصر الفيكتوري). وتتربى المرأة في الطبقات الدنيا في بريطانيا على أن الجنس شيء للرجل ومتعته، وما على المرأة سواء أن تُقدم هذه المتعة للرجل.
هناك تطورات حدثت ولكنها تسير ببطء في مجتمعات الطبقات الدنيا (الطبقة العاملة) في بريطانيا، وقد يُثير هذا الاستغراب لدى من لا يعرف الطبقية في المجتمع البريطاني..! وأشهر هذه الدراسات، هي التي قام بها رين واتر (Rainwater) الذي أجرى دراسة مقارنة للجنس بين نساء من الطبقة العاملة، والطبقة المتوسطة، فوجد أن هناك فرقا في قبول الجنس بين نساء الطبقة الدنيا (الطبقة العاملة) ونساء الطبقة المتوسطة. وجد رين واتر بأن 20٪ من نساء الطبقة الدنيا يرفضن الجنس ولا يملن لممارسته، مقارنة ب3٪ من نساء الطبقة المتوسطة..!! وهذه نسبة مرتفعة، وفارق واضح في دور الفروقات الطبقية في التأثير على الحياة الجنسية عند النساء، وكذلك الرجال. ويعزو رين واتر هذه الفروقات إلى طريقة الزواج السائدة في الطبقة العاملة، وفي الطبقة المتوسطة. فحين يكون الزوجان لديهما هوايات مشتركة بينهما ليست جنسية، فإن ذلك ينعكس على حياتهم الزوجية ويُصبح الجنس أفضل إمتاعاً لكلا الطرفين، بينما عندما يكون هناك تفريق بين حياة الأزواج والزوجات، ولا يمارس الزوجان هوايتهما معاً فإن هذه التفرقة، وحياة الرجال الأزواج مجموعة منفصلة، وكذلك حياة الزوجات بعيداً عن الأنشطة التي يمارسها الرجال (أزواجهن)، فإن العامل المشترك هنا هو الجنس، لذلك لا يُصبح ممتعاً بالنسبة للمرأة، ولا تستطيع المرأة مشاركة زوجها فقط في الفراش والعملية الجنسية، وكما ذكر رين واتر فإن الزواج الذي ينفصل فيه الزوجات عن أزواجهن يكاد يكون هو السائد في الطبقة العاملة، وهذا ينعكس على عدم الرضا الجنسي عند الرجل ولكنه عند المرأة أكثر مرارة، ويُعتبر واجباً وليس ممارسة للحب، وإنما واجب زوجي تقوم به تجاه زوجها بغض النظر عمّا تُريد هي، وكذلك فإن الرجال في الطبقة العاملة لا يهتمون كثيراً بإحساس ومشاعر المرأة سواءً في الفراش أو خارجه؛ مثل المُداعبة أو أي أمر عاطفي، فكل الموضوع يتركز حول هذه العملية الميكانيكية وهي الاتصال الجسدي، وينتهي الرجل من العملية الجنسية بأسرع وقت ممكن.. ولا يُعتبر هذا أمراً غير عادي.. إذاً هذا هو ما تتوقعه المرأة، وهذا ما يُريده الرجل.. إفراغ الشحنة الجنسية دون أي مراعاة لمشاعر المرأة التي تُشاطره العملية الجنسية، لذلك لا غرابة في أن تجد النسبة العالية بين النساء من الطبقة العاملة مقارنة بالطبقة الوسطى قد تكون هذه المعلومات غريبة وربما تصدم بعضنا عن مجتمع مثل المجتمع البريطاني والذي نعتقد أن ليس لديها مشاكل جنسية، خاصة مثل التي ذكرتها في الفقرتين السابقتين، ولكن هذا واقع الأمر..!!
الطبقة الوسطى
الطبقة الوسطى في بريطانيا ربما تعيش حياة جنسية أكثر استقراراً عمّا يدور في الطبقة الدنيا. فالهوايات المشتركة بين الزوجين والحياة المختلطة بين الأزواج ومشاركة الزوجات أكثر هذه الهوايات، يجعل الجنس عاملا مُكّملا لبقية أنشطة الحياة التي يعيشونها في جو أكثر استرخاءً عمّا هو في الطبقة العاملة. لذلك فإن نساء الطبقة الوسطى يستمتعن بالجنس ويُشكل ذلك جزءاً من مُتعتهن المشتركة مع أزواجهن. لذلك عندما وجد كينزي بأن النساء في الطبقة الوسطى يصلنا للاورجازم بنسبة أكبر من النساء في الطبقات العاملة الدنيا. التعليم كما ذكر كينزي له دور مهم في تحسين وضع المرأة الجنسي، فالمرأة المتعلمة والتي تحمل شهادة عالية، غالباً ما تكون لديها فكرة أوسع وكذلك اختلاطها أثناء مراحل دراستها المختلفة، يُكسبها خبرة ومعلومات، وتستطيع أن تُحدد توقعاتها من الزواج والحياة الزوجية بما في ذلك الحياة الجنسية داخل إطار الزواج. المرأة المتعلمة أيضاً تستطيع الحوار مع شريكها في العملية الجنسية بطريقة علمية وعملية، وربما تدخل في التفاصيل الدقيقة والبحث مع شريكها عمّا يُريحها وعمّا لا تُفضله في ممارسة الجنس.
الحوار
الحوار ضرورة أساسية لحياة جنسية ناجحة، فعن طريق الحوار يستطيع الطرفان تحديد مواطن الضعف ومواطن القوة في علاقتهما، وعن طريق الحوار أيضاً تتفتح مواضيع أخرى قد تكون مصدر قلق وعدم ارتياح لأحد الطرفين.
الحوار الواعي بغية الوصول إلى نتيجة لمصلحة الطرفين هو الأهم، وليس الحوار من أجل أن يُخطئ أحد الزوجين الآخر. خلال الحوار الهادئ الهادف يمكن للزوجين أن يتوصلا إلى أكثر الطرق راحة لكل منهما، فثمة أحياناً أمور داخل العلاقة الزوجية والجنسية لا يستطيع شخص واحد تحديد ما الذي يُفكر به الطرف الآخر، وكذلك ما هي الأوضاع التي تُريح الشريك أثناء عملية الجنس، وكذلك ما هي الأوضاع التي تكون غير مريحة، وفي بعض الأحيان قد تُسبب الآلام، خاصة للمرأة. فبالمناقشة الهادئة يستطيع الزوجان حل كثير من المشاكل التي تحدث في غرف النوم، ويتعاونان على التغلب على بعض المشاكل التي قد يكون حلها سهلاً.
مجتمعنا
تكلمنا كثيراً عن هذه الأمور في الدول الغربية، ولكن ماذا عن مُجتمعاتنا؟
إن الجنس يُشكل واحداً من المشاكل الزوجية في حياة كثير من الأسر. فالحياة الجنسية السعيدة تُغطي كثيراً من الخلافات البسيطة التي تحدث يومياً بين الأزواج. بينما العكس، فالعلاقة الجنسية السيئة والتي لا تُريح المرأة ولا تُسعد الزوج، فإنها مثل القنبلة الموقوتة والتي يمكن أن تنفجر في أي لحظة لتُحطم الحياة الزوجية بكل سهولة ويسر..!! وهذا أمرٌ ليس نادرا أو غريبا، بل إنه كثيراً ما يحدث..! فالعلاقة الجنسية هي الشيء الوحيد الذي يكون خاصاً بين الزوج والزوجة.. فالرجل يستطيع أن يذهب ويسهر مع أصدقائه.. يلهو معهم ويتبادل الطرائف والنكات البريئة والبذيئة يحكي لهم عن عمله ومشاكله، وبحكم أننا مجتمع غير مختلط فإن الرجال يعيشون حياة منعزلة تكاد تكون تقريباً انعزالاً تاماً، وحياة الرجال مختلفة في جميع المناحي تقريباً، الذي يتسم بالعزلة التامة عن الحياة المختلطة بين الجنسين، ويتحدث الرجال فيما بينهم عن الجنس بشكل كبير، وربما بثوا مشاكلهم لزملائهم في العمل وأصدقائهم بما في ذلك مشاكلهم الزوجية، ومن خلال تجربتي الشخصية فإن الرجال يتحدثون عن الجنس بحرية وربما بصراحة وخاصة مشاكلهم، وغالباً يُغلّفون أسئلتهم بأن صديقا لهم لديه تلك المشكلة الجنسية، وغالباً ما يكون يروي قصته!! بينما لا يجرؤ على المصارحة في مناقشة مشاكله الجنسية، ويظل يعاني في صمت حتى يفقد الجنس متعته ويصبح روتيناً أو واجبا زوجيا يقوم به مثلما يقوم ببعض الأعمال الروتينية الأخرى، وهذا شيء قاتل للحياة الجنسية ضمن الزواج..!
المرأة
بالنسبة للمرأة فإنها أيضاً، في مجتمعاتنا لديها الجرأة في طرح مشاكلها الجنسية مع قريباتها المقربات جداً أو صديقاتها المتزوجات، ولكن ربما لا تتحدث بصراحة كافية، وطبعاً التفكير في زيارة متخصص في العلاج العائلي والزوجي أو المتخصصين في العلاج الجنسي، فهذا غير وارد إلا لدى فئة قليلة، وتحتاج إلى التشجيع من المقربين منها، ومشاركة الزوج الذي هو طرف رئيس في العلاقة والمشكلة التي تعيشها.
بعض النساء في مجتمعاتنا يعتقدن بأن الجنس هو شيء يتعلّق بالرجل، وأن وظيفتها كزوجة هو إرضاء حاجة الرجل دون النظر لحاجتها، رغم أن هذا الأمر هو شيء مُشترك ويجب على المرأة أن تفهم بأن الحياة الزوجية مُشاركة في كل أمور الحياة، والجنس كما أشرت سابقاً هو العلاقة الخاصة والتي لا يستطيع الزوج أو الزوجة أن يعيشا حياة زوجية سعيدة ما لم يكن الجنس عامل سعادة ومحبة وليس واجباً روتينياً يقوم به الزوجان دون الرغبة في الاستمتاع بهذا الأمر الخاص جداً.
إن الثقافة الجنسية مهمة جداً لكلا الزوجين، وأُصاب بدهشة كبيرة حينما أسمع معلومات جنسية مغلوطة وغير صحيحة تقود إلى عدم استمتاع الزوجين بهذه العلاقة الحميمة.
منقول بتصرف