التسجيل للمتزوجين والمقبلين على الزواج؟؟؟؟
مدرسه للسعاده الزوجيه
تُعد مدرسة السعادة الزوجية والتي قامت بتأسيسها الدكتورة هبة قطب المتخصصة في تدريس الطب الشرعي والسموم بكلية الطب جامعة القاهرة بمصر، الأولى من نوعها في العالم العربي،
وقد أنشئت منذ خمس سنوات، فهي مدرسة بالمعنى الحقيقي لها فصول ومحاضرين وطلاب علم، فقد أصبحت هناك ضرورة لتعليم فن صناعة الحب بين الزوجين كما تؤكد الدكتورة هبة.
فن صناعة الحب
وعن بداية فكرة إنشاء المدرسة تقول الدكتورة هبة:
كانت الشرارة الأولى للفكرة منذ خمس سنوات عندما كنت أعد رسالة الدكتوراة في الطب الشرعي، وكانت عن الاعتداءات الجنسية ( الاغتصاب ) فكان عليّ أن أدرس أولاً العلاقة الطبيعية بين الأزواج، ثم أقارن بينها وبين الاعتداء، ولم أجد هذا التخصص في أية جامعة في الشرق الأوسط، بالرغم من أن هذا العلم ( sexology ) بدأ في أمريكا منذ أوائل الستينات عندما كان الهدف هو كيفية الوصول بالمواطن الأمريكي لأقصى قدرة على الإنتاج، ووجد العلماء أن الفشل في العلاقة الجنسية يؤدي إلى تأثير نفسي سيء، يؤثر بدوره على الأداء في العمل وفي معدلات الإنتاج بعد ذلك.
فالعلم يؤكد أنه إذا كانت العلاقة الزوجية الخاصة بين الزوجين سوية وسعيدة يمكنها أن تجعل باقي الوقت العادي الذي يقضيه الزوجان في حياتهما سعيداً، وتسوده المودة والرحمة، والعكس صحيح أيضاً.
وكيف جاءت فكرة إعطاء دروس خاصة في العلاقة الزوجية؟
د.هبة: كانت البداية عندما حكى لي أستاذ أمراض النساء والتوليد بالجامعة عما تشكو منه مريضاته، وأنه لا يجد الوقت الكافي لإرشادهن إلى أسباب شكواهن تعود لمشكلات في العلاقة الزوجية الخاصة، فعرضت عليه أن نبدأ معاً في إعطاء هذه الإرشادات لهؤلاء المريضات، وعندما نجح أول برنامج بدأت السيدات ينشرن الفكرة، وبدأنا نستقبل أزواجاً وزوجات يشكون من هذه المشكلات في جلسات خاصة، وخصصنا برنامجاً آخر مدته ست محاضرات للمقبلين على الزواج من الإناث: لتعريفهن بالعلاقة الزوجية الصحيحة، والأخطاء التي تقع فيها الزوجات بسبب حصولهن على معلومات خاصة من صديقات أو أمهات.
وبهذا تحصل الفتاة المقبلة على الزواج محاضرة خاصة بكيفية دخول الحياة الزوجية دون ذكريات مؤلمة.
مشكلة السنة الأولى
وما أكثر المشكلات تكراراً بين الأزواج؟
د.هبة: يمكن أن نصنف المشكلات المتكررة حسب مراحل الحياة الزوجية، فمشكلات المرحلة الأولى من الزواج تتمثل في الشكوى من أعراض ( الضيق العصبي للحوض أو المهبل ) وهي شكوى شبه عامة؛ بسبب الهلع الذي تدخل به الفتاة للحياة الزوجية، فينعكس ذلك على عضلات الحوض لا إرادياً بسبب اعتقاد الفتاة أنها مقبلة على شيء مؤلم حسبما قيل لها من صديقاتها أو قريباتها اللاتي عادة ما يبالغن في هذا الشيء ولا يقلن الحقيقة أحياناً إن سارت الأمور بشكل عادي خوفاً من الحسد!
أما المرحلة الثانية للشكاوى المتكررة: فهي مرحلة ما بعد الولادة، حيث تشعر أنها لم تعد جذابة بالنسبة لزوجها مثلما كانت قبل، وينعكس هذا على حالتها النفسية.
وإذا جئنا للمرحلة الثالثة: فهي مرحلة التعود على العلاقة الزوجية التي قد تداهم الزوجين بعد عشر سنوات تقريباً من الزواج، وربما أقل حسب كل حالة، حيث تتحول هذه العلاقة إلى علاقة وظيفية يؤديها الزوجان دون أي شعور بالمتعة، ومرحلة انعدام المتعة هذه مرحلة خطيرة في العلاقة الزوجية وتدق ناقوس الخطر فيها، ولأنها تشير إلى أن الحياة اليومية أخذت الزوجين بحيث لم يعودا يخصصا وقتاً خاصاً لتبادل الكلام اللطيف الخاص بينهما، حتى إن كان الكلام يدور حول يوميات كل منهما، وما حدث لكل منهما طوال يومه أو في العمل، وعندما تصل الأمور لهذا الحد، أنصح الزوجين بتخصيص وقت خاص لهما يومياً لتبادل هذه المشاعر وهذا الكلام، وتخصيص يوم أسبوعي، وأنصح الزوجة التي يأخذها عملها لفترات طويلة أن تقلل من هذا الوقت وتدخره للبقاء مع زوجها لفترة أطول، وأؤكد على الزوجين أن يحاربا من أجل هذا الوقت الذي يخصص لتبادل العواطف.
د.هبة: هذه أيضاً مرحلة مهمة من مراحل الشكاوى المتكررة، وفكرة سن اليأس هذه نريد أن نزيلها من ذهن أية سيدة، فهي فقط مرحلة تنقطع فيها الدورة الشهرية حماية من الله سبحانه وتعالى من أن تنجب المرأة في هذه السن؛ لأن الحمل والولادة وتربية الأطفال عبء لا تقوى عليه السيدة في هذه السن، وأغلب الشكاوى في هذه المرحلة تأتي من الأزواج أي أن زوجاتهم قررن الامتناع عن العلاقة الزوجية بحجة أنهن كبرن في السن، وأنها عيب، وهذا غير صحيح، فقد أباح الله أن تستمر هذه العلاقة بين الزوجين إلى ما شاء الله، ولو كان فيها خطأ أو أية مشاكل لمنعنا الله عنها في هذه السن.
نود التعرف على المحاضرات التي يتضمنها برنامج السعادة الزوجية.
د.هبة: المحاضرة الأولى تتضمن تعريفاً بالعلاقة الزوجية الخاصة، ومراحل تطور جسم الرجل والمرأة حتى مرحلة البلوغ.
والمحاضرة الثانية شرح لعظمة الخالق في تكامل الأعضاء بين الرجل والمرأة، والشق الوظيفي لكل منهما.
أما المحاضرة الثالثة فتتضمن ( فن صناعة الحب) أو كيفية ممارسة هذه العلاقة الخاص، والفرق بين الممارسة الصحيحة والممارسة التي تعتبر مجرد وظيفة خالية من الإحساس والمشاعر، ومن ( المداعبة والملامسة والتقبيل) التي شرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: ( وقدموا لأنفسكم).
ثم نتناول في المحاضرات التالية الجزء الوظيفي في العلاقة وإفرازات الغدد، ثم ( المرحلة المظلومة) وهي مرحلة ما بعد انتهاء الممارسة، وعادة لا يهتم بها الكثيرون، وقد يخرج الزوجان مباشرة للحياة العادية أو الاستغراق في النوم أو الذهاب لتناول الطعام أو أخذ حمام، وهذا خطأ كبير، فالعلاقة الخاصة علاقة هرمية تتدرج إلى أعلى بالتدريج، ويجب أن تنهي بالتدرج أيضاً، حتى لا يفقد جمالها.
ولهذا ننصح الزوجين بأن يستمرا في الحديث اللطيف لمدة ربع ساعة أو عشر دقائق على الأقل بعدها، يتبادلان فيها المشاعر الجميلة.
منقول