فتور العلاقة الزوجية ليست نهاية المطاف
الفتور غالباً قد ينشأ لعدة أسباب كأن يصدم الشخص بالطرف الآخر أو أن يدخل الملل إلى حياة الزوجين من البداية لعدم انسجامهم ووصولهم إلى الإحباط بسبب ذلك أو قد ينشأ نتيجة صمت الرجل وعدم تعبيره عن مشاعره بالطريقة التي ترضى بها الأنثى أو بكثرة حديث الزوجة عن نفسها وعن عيوبه دون مراعاة لنفسية الزوج خاصة انه اعتاد على جو آخر فيجب من كلا الطرفين مراعاة الطرف الآخر ومحاولة القبول به مهما كانت الظروف...
دوماً ما نبحث عن حل عندما توجد مشكلة، ولكن قبل إيجاد الحل لابد من معرفة أسباب فتور العلاقة الزوجية:
أولها: أن الزوج كتوم بطبعه ولا يحب الحديث عن مشاعره بشكل عام ولا يستطيع البوح بها بالطريقة الصحيحة هذا في حال وجود تلك المشاعر فعلاً أما في حال عدم حبه للطرف الآخر لا يستطيع الكذب أبدا قد يجامل في كل شيء إلا كلمات الحب، وخاصة في حال احترامه لزوجته وهناك دراسة قام بها بعض علماء النفس إلى إن عدم بوح الرجل بمشاعره يعود إلى انه لا يرغب في الكذب خاصة تحت الضغط فالرجل لا ينطق بكلمة الحب إلا إذا كان متأكدا من حبه بنسبة 98%، وقد أثبتت الأبحاث أن ذلك يرجع في بعض الحالات إلى الخجل أو رفض الإعلان المباشر لكونه ابتذال للحب لذلك ينبغي على المرأة أن تفهم الرسائل وتحل شفرة المشاعر الصادرة عنه دون تصريح. هذا ويوصي علماء النفس المرأة الذكية بعدم محاولة انتزاع الاعترافات من الرجل لأنها ستكون غير حقيقية في الغالب.
فقط استخدمي حاستك السادسة وكوني واثقة من نجاحك.
ثانياً: إذا لم يكن بين الزوجين حوار خارجي واضح ومباشر ، وكلاهما يضمر في نفسه ما لا يستطيع مناقشته مع الآخر ويعيش متكلماً مع نفسه فقط فهذا ضرره كبير كما يقول دكتور جاسم مطوع، لأنه وبعد فترة من الزمن يكتشف الزوجان أن كل واحد منهما يعيش خصوصياته فقط لا يشاركه فيها أحد، وبمفرده يأخذ القرار وبنفسه ينفذه ، وتدور في ذهنيهما أسئلة أشدها : لمَ تزوجت، بماذا أفادني الزواج ؟ وبالتالي تبدأ الأسرة بالتفكك، وهذا حافة الخطر.
ثالثاً: الملل الذي يصيب بعض الأزواج، بعد مرور لحظات على علاقتهما، خاصة في الشرق، فإن الاعتقاد هو إن أكثر الفترات حساسية، هي أول سنتين، إلى حد أن البعض لا يفاجأ عند سماعه خبر حدوث طلاق بين زوجين في هذه الفترة، لكن رغم شيوع هذه الفكرة، وسابقتها، فهي ليست قاعدة، بدليل أن هناك العديد من قصص الطلاق تحدث بعد عشر سنوات، وربما بعد خمسة عشر عاما. صحيح أن الأمر كان يثير بعض الدهشة ويطرح الكثير من التساؤلات في الماضي، لكن الخبراء توصلوا إلى أنه ممكن والسبب بكل بساطة هو فتور العلاقة الزوجية، الذي تتجلى أعراضه في عدة أشكال :أحيان يكون السبب الزواج عن حب ومعرفة غير شرعية سبب كبير لان كلا الطرفين يظهر أما الآخر بصورة ملاك وبعد الزواج يحدث ما لا يحمد عقباه عندما تسقط الأقنعة ويعرف كل منهما الآخر عكس كل ما سبق فالحب بعد العشرة غير الحب قبل الزواج، فحب العشرة يدوم لأنه مبني على قناعة كل منهما بالآخر أما حب ما قبل الزواج قابل للانهيار من أول لقاء لهما معاً لأنه غالباً أحلام يعيشها كل منهما سرعان ما يستيقظ منها، إلى جانب عدم قناعة الأهل غالباً بمثل هذه العلاقات الخارجة عن العرف والدين، فسرعان ما يصيب الفتور العلاقة بين الزوجين ويشعر كل منهما بتغير الطرف الآخر عنه ويعيشون مشاكل ومشاحنات يومية لا تنتهي مما يوتر المنزل ويجعل كل منهما يبحث عن بديل والحل هو الطلاق في هذه الحالة.
رابعاً: تراكمات ناتجة عن مشاكل ومشاحنات قديمة يمكن تفاديها بكل بساطة بعمل جلسة مصارحة كما سبق وذكرنا كل مره في الأسبوع والشهر حتى لا تظل تلك التراكمات عائق في حياتهما.
خامساً: عدم حل المشاكل التي قد تنشأ ومحاولة إنهائها بكلمة اعتذار من احد الطرفين دون الوصول إلى حل مما قد يجعلها تتكرر دون القدرة على الحديث من جديد وإشعال المشكلة أو الوصول إلى حل وهذا يجعل المأساة تتكرر دوماً إلى مالا نهاية.
سادساً: عدم شعور أحدهما بالآخر وإحساسه به ومشاركاته مشاعر الحزن والفرح وإهماله له وهو في أمس الحاجة له، وعدم الحفاظ على أسراره وإطلاع الغرباء عليها، وعدم احترام كل منهما للآخر مما يشعر الآخر بالندم على كل ما يقدمه ويؤثر عليه سلباً مما يجعله يتصرف بنفس الطريقة.
سابعاً: عدم التنازل والشعور بأن الحق له دوماً وعدم شعوره بالذنب حتى وإن كان هو المخطيء.
ثامناً: كثرة المسؤوليات وعدم القدرة على تحقيق المتوقع منه والواجبات التي عليه مما يجعل الطرف الآخر يتذمر مما يؤثر عليه سلباً بأنه مقصر ولا فائدة منه وغالباً يفضل الانسحاب، وفي هذه الحالة يجب من الطرف الآخر مراعاة ظروفه وعدم إشعاره بالذنب والصبر عليه ومساعدته، هذا في حال انه قد بذل كل ما بوسعه.
الأسباب عديدة والحلول بأيدينا فيجب دراسة المشكلة بمعرفة أسبابها ووضع حلول افتراضيه وتطبيقها وبالتالي سنشعر بالراحة لان الانفصال ليس هو الحل بل هو بداية لرحلة شقاء أخرى.
منقول بتصرف