إن بعض الرجال ممن يستمرئون العلاقات غير الشرعية خارج نطاق الزواج، ولا يجدون في الزواج رادعًا عن استمرارهم في هذه العلاقات التي كانوا يقيمونها قبل الزواج.. بعض هؤلاء الرجال يحتاجون إلى نار تلسعهم وصدمة تفيقهم من غيهم الذي هم فيه سادرون.. إن الرجل من هؤلاء ما دام مطمئنًّا على استقرار بيته، وأن الأمر لن يتعدى مشكلة عادية ينهيها بالوعود بانتهاء العلاقة، وأنها مجرد نزوة لن يعود لها.. فليس لديه مانع أن يعيد الكرة؛ لأنه لا يشعر بالخطر.. إن هذا الزواج المتعدد العلاقات يحتاج إلى وقفة قوية تهز أركان البيت يشعر معها بالرغبة في التوقف عما يفعل، بل وأن يتوقف فعلا عن هذا السلوك الشائن.
الأمر يحتاج إلى ذكاء وحسن تصرف؛ بحيث يتم تصعيد الموقف بطريقة محسوبة توصل رسالة للزوج أن البيت واستقراره في خطر؛ حيث تكون الوقفة هذه المرة بطلب الانفصال؛ لأنك أدركت أن الأمر لا يتعلق بنزوة عابرة، بل بسلوك مستديم متكرر وإصرار لا يصلح معه استمرار الحياة الزوجية.
ولا مانع أن يكون ذلك بالتنسيق مع الأهل.. أهلك وأهله.. أهلك بأن يتدخلوا أيضًا بحساب من أجل الضغط عليه والتهديد بالانفصال، وأهله بالحديث مع العقلاء منهم سواء كان أباه أو أمه أو إخوانه أو أخواته ممن يستطيعون الحديث معه بعقل وهدوء، وتوصيل رسالة له أن بيته في خطر وعلى وشك الانهيار، وتكون رسالتك قوية صارمة، ولكن لا تتعدى حدود الأدب أو تجعل الآخرين يخطئونك.
لا بد أن يأتيه الضغط من كل الأطراف، وتصله رسالة قوية بخطر سلوكه على مستقبل بيته، وليكن معلومًا لديك أنه إنذار أخير لن يصل إلى التنفيذ في هذه المرة؛ بل هو المحاولة الأخيرة التي تعلن له أن هذا سلوك غير مقبول من زوجة صغيرة تجتهد في إرضاء زوجها، وليكن أيضًا جزءا هاما من الرسالة أن يبين أي نقاط للقصور في هذه الزوجة تجعله يسلك هذا السلوك.
إنها سياسة حافة الهاوية التي نصل بها على نقطة التأزم حتى يفيق هذا الرجل، ولكن الأمر يحتاج إلى هدوء وذكاء وحسن تصرف وفهم لطبيعة الموقف حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة.
استعيني من أهلك بمن تثقين في عقله، واجعلي الجميع يقف في صفك، وأوصلي رسالتك بقوة، وستكون النتيجة طيبة بإذن الله تعالى، ونحن معك في انتظار النتائج.