من يتحمل فساد الابناء - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الفتاوى الشرعية الفتاوى الشرعية والدينية وخاصة فتاوى الأسرة والمجتمع

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-2007, 02:08 PM
  #1
أم اثير
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم اثير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,398
أم اثير غير متصل  
من يتحمل فساد الابناء

هل تتحمَّل أسرةُ شخصٍ شريرٍ ذنوبَ هذا الشخصِ، أو أن كل إنسان يتحمل تَبِعَةَ أخطائه؟



تبين كثير من الآيات مسئولية الإنسان عن أخطائه ، فهو وحده الذي يتحمل المسئولية ما دام حرا بالغا عاقلا ، ولا يعني ذلك أن الآباء معفون منها فما دام الأبناء تحت رعايتهم فهم مسئولون عن التربية والتقويم .

يقول فضيلة الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهرـ رحمه الله ـ :

إن الله ـ تبارك وتعالى ـ هو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين، ولا يقبل الظلم لأحد من عباده؛ ولذلك جعل كل شخص مسؤولاً عن أعماله، مُحاسَبًا عليها، ما دام بالغًا قادرًا حرًّا مكلَّفًا، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على ذلك بوضوح وجلاء، منها قوله تعالى في سورة البقرة: (واتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا) (الآية:123). وقوله في سورة الأنعام: (وَلَا تَكْسِبُ كَلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا) (الآية:164) وقوله في سورة النحل: (يَومَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا) (الآية:111).

وقوله في سورة المدثر: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (الآية:38). وقوله في سورة الانفطار: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا) (الآية:19)، وقوله في سورة عبس: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (الآيات:34ـ37). وكذلك كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوله لأهله: "يا آل محمد، لا يأتيني الناس بالأعمال وتأتوني بالأنساب، اعملوا فإني لا أُغْني عنكم من الله شيئاً"، وكان يقول لابنته فاطمة: "يا فاطمة بنت محمد، اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئًا".

ولكن هذا لا يتعارض مع أن الوالد يجب عليه أن يربي أولاده، وأن يُهذبهم ويصونَهم قدر طاقته من الانحراف، فإذا أَهْمل في ذلك أو قصَّر كان آثمًا، وتحمَّل تبِعَة ما يُسيء به أولاده ما داموا في رعايته وفي حاجة إلى عنايته. وكذلك إذا كان هناك فردٌ من أسرة، وتستطيع أسرته أن تصدَّه عن الانحراف أو الأذى، وتيسَّر لها أسبابُ ذلك ولم تفْعل، فإنها تكون مُقصِّرة وتتحمَّل تبعة هذا التقصير والإهمال، والله ـ جل جلاله ـ يقول: (والعَصْر. إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (سورة العصر)، والتواصي هو تبادل الوصية والنصح ليهتدي الجميع، وإذا كان هذا شيئًا لازمًا بين الأمة عامة، فهو ألْزم بين الأقارب وأفراد الأسرة الواحدة.

وكذلك يقول الله عز وجل: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2) والتعاون على البر والتقوى أمر واجب بين جميع المؤمنين، وهو أشد وجوبًا بين أفراد الأسرة الواحدة.

وإذا كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "مَن رأى منكم منكرًا فليغيرْه بيده، فمَن لم يستطعْ فبلسانه، فمَن لم يستطع فبقلْبه، وذلك أضْعف الإيمان".

ولعلَّ ربَّ الأسرة هو أول مَن يَجِب عليه العمل بهذا الهدْي النبوي مع أولاده وأفراد أسرته في حدود طاقته واستطاعته، والقرآن الكريم يقول: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة:286).

والله أعلم .
__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:01 PM.


images