بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
1- يتشكل الإنسان بدنياً ونفسياً من سليلة موروثه الجيني من آدم عليه الصلاة والسلام وحواء رضي الله عنها إلى التقاء أبويه لإنسالهما له.
2- يخرج للدنيا مثل جهاز الحاسب الجديد فيتم برمجته من الأم (حسب موروثها النفسي وظروف نشأتها وتربيتها) بملفات وكذلك الأب ومن حولهم والمجتمع والمدرسة والأصدقاء.
3- ومن الطفولة تظهر شخصيته الجينية من حيث القوة والضعف والقيادية والتبعية وما بينهما ومن حيث الذكاء والذاكرة وغيرها فيتم ربط هذا الطفل وهذه الطفلة بمن سبقها من السبسلة الوراثية بعبارات (هذي على عمتها فلانه وهذا على جده فلان وهذي بنت فلانه ما تعرفينه .. وهذولا آل فلان كذا هم وغيرها ) من العبارات على هذا المحور.
4- مع تفاعل الأقران يظهر زعيم أو زعيمة اللعبه والتي تتولى أو يتولى إدارة الجميع في الأنشطة ومن يتبعه في ذلك ثم الانتقال لمرحلة المراهقة ويتجاوز ذو الشخصية القوية الكثير من الصدمات التي تربك من حوله ممن هم أدنى من ذلك.
5- عندما يجمع الشاب والشابة في الزواج يكون لدينا عنصرين بشريين يحملات ناتج سلسلة وراثية وبرمجيات أسرية ومجتمعية ويبدأ التفاعل البدني والنفسي وكأننا وصّلنا جهازي حاسب ويحدث تفاعل من حيث قوة وسرعة كل معالج وقوة الذاكرة ودرجة معالجة المواقف وينكشف كل جهاز للآخر.
6- يحدث من هذا التفاعل تضارف بين الجهازين في كيفية معالجة ملف من الملفات.
بداية موضوع الدرس
1- تكون الزوجة ذكية متوازنة قيادية النزعة واضحة الرؤية هي أس العلاقات في الغالب في كل مراحل حياتها وواثقة مما تفعل وتقول وترى غير ذلك خلل وتأخير وعدم إدراك ويكون الزوج دون ذلك أقل ذكاء ذو شخصية تابعة ويتأثر ويقف عند التفاصيل وغير واضحة له الرؤية ولكن هو القائد (الزوج والقوامة والمكانة الاجتماعية والأسرية (وللرجال عليهن درجة) الآية.
2- هنا ندخل في عدة صور كالتالي:
- الزوج يبحث عن قيادة نتيجة ما تأثر به من تربيته وظروف نشأته فيستمتع بالرجلة ويدع القيادة لها. ومن ذلك العبارة المشهورة فيبعض الأسر (رجل فلانه ) وليس ب(أبو فلان أو فلان).
- زوج نشأء بتميز (ذكر بعد بنات أو ولد الزوجة الصغيرة أو يتيم الأم عند الجدين الزائدين في الحنان) فهذا لا يحسب حساب غير رغباته وما يحب ويتعارض معهذه الزوجة القوية الشخصية بكل شيء ويسبب لها التوتر المتضاد.
- الزوج عاقل ونشأ في أسرة وظروف متوازنة وورث الهدوء وإن كان أقل ذكاء وشخصية تابعة فهذا يستمتع بالرحلة ويدع القيادة لها ويتلطف في طرح وجهة نظره وقيادته فيحرج هذه الزوجة حيث إنه لا يستفز قدراتها.
- زوج عاقل رحيم متوازن منطقي ونزعته ليست قيادية ولكنه مدرك لمسؤوليته فيقود الرحلة ويراجع قيادته على ضوء ما يصدر من هذه الزوجة القوية من تعديل لخطط القيادة ويحترم ذكاءهاوشخصيتها.
- زوج نشأ في أسرة وظروف من شخصية قوية قاهرة ضغطته فإن كانت الأم فيفرغ ردة فعله منها بمضادة زوجته القوية الشخصية تعويضا لشخصية والده في نفسه ويعكس كل إيجابيات وحماس زوجته إلى سلبيات.
- وإن كان الأب هو ذو الشخصية القوية القاهرة له فهو يعجب بزوجته القوية الشخصية ويدور في فلكها تعويضاً لوالدته ذات الشخصية التابعة أو المغلوب على أمرها.
كيف تتعامل الزوجة القوية الشخصية مع زوجها:
يظهر من العرض السابق لحالات الأزواج وما يتفرع منها وما يشابهها من شخصيات غير قوية اختلاف طريقة التعامل مع هذا الزوج أو ذاك وسأوضح الأسس العامة للتعامل مع القيادة الأسرية التي تعين الزوجات وخاصة قوية الشخصية:
1- للقائد رؤية ومكانة وقدرات وصلاحيات يحق لها ممارستها وفق رؤيته لذا لا يمكن تهميشه أو إلغاؤه ولو ارتاح لذلك فلا بد من تفعيل قيادته وإعانته والمحافظة على مكانته وهيبته حماية للأسرة من المجتمع وللقدوة في الذرية.
2- ليست القيادة وصناعة قرارات الأسرة للأذكى ولا للأقوى في المبادرة للتصرف ولا لمن يملك المال بل هي للزوج الأب حيث أعطاه الله عز وجل هذه القيادة وسيحاسبه عليها.
3- اختلاف القدرات والسرعة في الذكاء والتفكير والقدرة على صناعة أوفر وأدق القرارات يجب أن يوظف لإعانة القائد بشكل اقتراحات أو ما رأيك لو فعلنا كذا كما (بينته الابنتين الكريمتين في موضوع هل للصدر الحنون صدر حنون؟؟؟؟).
4- عن طريق الحوار والتفاهم الهاديء الصريح الواضح المباشر يتم ترقية ذهن الزوج من قبل الزوجة القوية الشخصية وتوسيع مجال رؤيته فعندما تتحدث هي عن فكرة فتكون بكلمات قليلة بحدود عشرين كلمة تقريبا لسرعة تبلور الفكرة عندها وهو عندما يتكلم يحتاج لعددكبير من الكلمات ليوضح وجهة نظره بحدود خمسين كلمة تقريباً وينتج عن ذلك عدم إدراكه مغزى كلامها ومللها من إطالته للتوضيح وهنا (تنعقد الشوش) كلمة سعودية عامية تعني بداية سوء الاختلاف مع بداية الغضب وسرعة الحوار وارتفاع درجة حرارته.
5- هنا طريقة جميلة لمعادلة فرق الشخصية بينهما فتسرد له كلمات بقدر فهمه وتساعده على الاختصار ليتفاهما بشكل مريح.
6- افتراض حسن النية وصفاءالقلوب والمودة والرحمة بين الزوجين يساعد على حسن التفاعل الزوجي ولا يفتح باب لشياطين الجن والإنس في تفريق هوة الفجوة بين الزوجين.
7- يبقى من الزوجين مساحة للتشاد والتضاد هي ملح وبهارات الحياة الزوجية (بس لا تكثرتنحاس الطبخة ).
تلميحة.
استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه رضي الله عنهن في أمور تخص الأمة في الدين والسياسة وعمل برأيهن ولم يؤثر ذلك عليه صلى الله عليه وسلم في رؤيته لنفسه ولم ينتقصهن أو رفض السماع والمشورة ومقابل ذلك حسن تلطفهن رضي الله عنهن في إبداء الرأي ولا عجب فهو الرحمة المهداة وهن الطاهرات المطهرات في بيت النبوة الكريم.