بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بفضل الله وكما وعدتكم قمت بإعداد البحث الشامل عن موضوع التصنع حيث أني جمعت آراء الإخوة في موضوعي السابق
http://66n.com/forums/showthread.php...5&page=1&pp=10
نبدأ وبالله التوفيق:
يعتبر التصنع مرضاً اجتماعيا منتشراً بين الكثير من الناس هذه الأيام، فنرى أن الكثير من الناس يتظاهر بما ليس فيه سواءٌ كان ذلك مرتبطاً بالجانب المادي أو النفسي.
مظاهر التصنع:
كما ذكر آنفاً، فإن التصنع يكون بتظاهر الإنسان بما ليس فيه سواءٌ كان ذلك مرتبطاً بالجانب النفسي أو المادي، فقد يتظاهر الشخص أنه من أسرة غنية مثلاً أو أن يتصنع في طريقة كلامه كأن يستعمل الكلمات المنغمة والراقية، أو التصنع بالمشي والركازة والثقل الزائد، أو قد يتظاهر الشخص بأنه يتمتع بالسلطة والسطوة، أو أن يلجأ إلى الرياء في العبادات، والعديد من المظاهر الأخرى
وأذكر في هذا المقام قصة غريبة ذكرتها اختنا (ابيسة) لإنسانة كانت تدعي أنها طبيبة بشرية، بل وتجرأت بالتقدم للعمل في إحدى المستشفيات وهي فقط لديها شهادة في التاريخ!! وكانت تتقن دورها بدرجة كبيرة إلى أن جلس معه بروفيسور في جراحة القلب وقال من المستحيل أن تكون هذه طبيبة!!
حالة مستعصية!! أليس كذلك؟؟
أسباب التصنع:
لماذا يلجأ الفرد للتصنع؟؟
أجمعت الآراء على أن الفرد يلجأ للتصنع نتيجة ضعف في نظرته إلى ذاته وخوفه من مواجهة الواقع الذي يعيش فيه وقلة ثقته بالنفس، ويكون التصنع أيضاً نتيجة عدم إدراك الإنسان لقدراه وميزاته، فينشأ الفرد دون معرفة ما يميزه عن غيره ويرى ميزات الآخرين فيدفعه ذلك إلى تقليد الآخرين.
خطورة التصنع:
لو أدرك الشخص المتصنع خطورة التصنع لفكر ملياً قبل أن يسلك سلوكا متصنعاً، ذلك لأن السلوك المتصنع يولد لدى الآخرين نفوراً من الشخص المتصنع لأنهم يشعرون أنه كاذب، مما يدفعهم لتجنبه ويقلل من احترامهم له.
وأيضاً يبقى الشخص المتصنع خائفاُ من بناء علاقات متينة مع الآخرين خوفاً من أن يفتضح أمره بأن يكتشف الآخرون حقيقته التي يخفيها، ويحاول تجنب المواقف التي تلزم عليه الصراحة خوفاً من بيان حقيقته، مما يؤدي إلى نفور الآخرين منه.
أراء أخرى مهمة:
1- التصنع فطرة إنسانية تكون لدى الناس على درجات وعلاجها تهذيبها.
2- أشارت الأخت (عزة الإسلام) إلى نقطة مهمة وهي أن الإنسان يلجأ أحياناً للتصنع كنوع من المجاملات التي تعمل على درء الخلافات أو الشقاق بين الناس، ويظهر ذلك جلياً عند التعامل مع كبار السن أو أقارب الزوج والزوجة.
3- لماذا لا نترك الأيام تفضح الشخص المتصنع؟ فكل إناء بما فيه ينضح!!
4- لا يرمى اللوم كاملاً في التصنع على الشخص المتصنع، فقد تعوده بيئته على التصنع نتيجة ما يراه من ممارسات بعض أفراد الأسرة من أب وأم وأخ كبير.... أو قد يعتاده من المجتمع المحيط به من مدرسة أو عمل.
علاج التصنع:
من خلال تحليلنا لمشكلة التصنع وبيان خطورتها، بدا واضحاً أن الإسلام قد حارب التصنع حيث يعد التصنع مظهراً من مظاهر الكذب التي حذرنا منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ويمكننا تلخيص بعض حلول هذه المشكلة في النقاط التالية:
1- الاستعانة بالله عز وجل أولاً وآخراً وطلب عونه ومساعدته والاستعانة بالدعاء الصادق.
2- استشعار جمال أن يكون للإنسان شخصية مستقل تميزه عن غيره وأن يستشعر أيضاً أن شخصيته ملائمة له تماماً، ومهما حاول تقمص شخصية غيره فإنها لن تكون جميلة عليه وستظهر كالورد الصناعي... مظهر بلا رائحة ولا معنى.
3- نقطة أخرى مهمة أشارت لها أختي بنت الموج، وهي تعزيز ثقة الشخص بنفسه من قبل أهله أثناء التربية ... وإبراز قدراته ومميزاته حتى ينشأ عليها دون أن يضني نفسه في البحث عن ما يميزه بتقليد الآخرين والتصنع.
4- النظر للحياة بمنظار القناعة، وتفقد الفقراء والمساكين ومن هم أقل حالاً منك، فذلك أجدر أن لا نزدري نعمة الله علينا وأن لا نقلد الأغنياء.
5- استشعار أهمية التواضع وأنه من تواضع لله رفعه.
عموماً أحبتي نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الهداية والرشاد، وأن يعافينا من الأمراض الاجتماعية، وأحمد الله عز وجل أن وفقني لإكمال هذا البحث والذي اهديه لكل عضو من أسرة هذا المنتدى الحبيب، وأرحب بإضافاتكم وتعليقاتكم.
ولا تنسونا من دعوة صالحة...
المحب
omax
__________________
أرجو منك يا كريم يا من تقرأ هذه الكلمات أن تدعو لي الآن بالزوجة الصالحة والهداية .. وفقك الله وأنالك مناك