القوامة. الكلمة المظلومة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم إلى يوم الدين.
كلمة القوامة كلمة ظلمت كثيراً ولننصفها نبحث عن تفعيلاتها بالقرآن الكريم
1- قال الله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) ومعنى أقوم الأكثر عدلاً وقربا من الصواب وهو بالآية المحالة التي هي أرفع وأتم وهي التوحيد.
ومنها في اللغة قوَّم المعوج عدل المعوج وأزال عِوَجَه.
وقال تعالى عن القرآن الكريم (إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلا) أثبت للقراءة لحضور القلب فيها.
وقال تعالى (وأن لو استقاموا على الطريقة )الآية أي اهتدوا.
وأقوم أي أعدل وأصوب وأسدّ.
وقال تعالى عن طريق الحق
الدعاءالذي نردده كل يوم 17مرة وأكثر (اهدنا السراط المستقيم ) الطريق السوي وهو الحق أي توحيد الله بالالوهية وقال عز وجل (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ).
ومن أعظم ما وجدت من تصريفات هذه الكلمة في القرآن اسم من أعظم أسماء الله عز وجل وهو القيوم وله ستة معانٍ منها أنه القائم بذاته المقوّم لغير. وغيرها من المعاني الكريمة اللائقة بجلاله وعظمته.
وقال الله تعالى في آية القوامة
(الرجال قَوّامون على النساء ) الآية وقوامون جمع قَوّام القائم لله بحقوقه أي بحقول الله والقَوَام العدل الوسط بين طرفين.
هذه لمحة لغوية في تصريفات كلمة القوامة ومعانيها باختصار شديد
نلاحظ بأنها تعدى أموراً جميلة وليس فيها معناً من معاني التسلط والجبروت والقهر والإذلال والظلم بل هي لتقويم المعوج وقد ذكر في الحديث عن المرأة أنها خلقت من ضِلَعٍ أعوج فتقويم المعوج من مهام القوامة والعوج المذكور في المرأة ليس من باب الانتقاص بل هو والله أعلم أن العاطفة تغلب منها على العقل فلا تصل لما تريد بسهولة رؤية الرجل كما أن الرجل يغلب عقله على عواطفه فيحتاج إليها فقال تعالى (ليسكنَ إليها)ومن معاني إلى هنا عند ومع ) أي عندها ومعها.
مما سبق نعلم أن منح الله القوامة للرجل على المرأة
ومن هنا نعلم أنه ولي أمرها والقائم بشأنها والمُقِّمُ لها وهذا يقتضي بالضرورة أن يكون هو مستقيماً قبلها على الدين والخلق الكريم ليتمكن من تقويمها فلا نتصور أن غير المستقيم يقَوّم غيره لأنه لا يملك الاستقامة بذاته.
والفائدة أن القوامة تكليف عظيم من ملك عدل كريم سيحاسب كل من ولاه بالقوامة على ما فعل بها.
ودور المرأة أن تعين الرجل على القوامة كما يجب على الطلبة ومن في المدرسة إعانة المدير على الانضباط بها ومن ذلك الإمام ابن قيِّم الجوزية كان والده قيم المدرسة الجوزية رحمهم الله.
وللمرأة وغيرها من المرجفين بهضم حقوقها وطلبهم المساواة لها عند الرجل لماذا جعل الله للرجل القوامة على المرأة والجواب أولاً
لا يجوز أن نقول بحق الله لماذا فعل كذا أو لماذا شرّع كذا بل نسلّم لله عز وجل أمره لأنه حكيم عليم ملك لا معقب لحكمه ولكن لنا أن نبحث عن الحكمة في ذلك لنستعين بذلك على الطاعة في الأمر.
ومن درس علم أصول الفقه يعلم أن بعض الأوامر والمعاني في القرآن الكريم لم يرد معها أسباب توضحها ومنها ما جعل الله بعده الأسباب التي من أجلها شرع هذا الأمر أو ذاك وذلك لأهميتها ومنها القوامة فقد قال تعالى بعد قوله (الرجال قوامون على النساء) الأسباب التي من أجلها شرع للرجال القوامة فقال عز وجل (بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم.
هنا نجد عبارة بما فضّل الله توضح أهليه الرجل للقوامة من أصل خلقته لحكمة كما فضل الله المرأة على الرجل في أمورٍ كثيرة وبما أنفقوا من أموالهم وهو واجب النفقة.
وهنا نسأل هل إذا كانت المرأة هي المنفقة على نفسها تكون هي القائمة بالقوامة والجواب نقول أين تبدل بما فضل الله بمعنى مهما بلغت من صفاة الشخصية القيادية والذكاء وغيرها لا تتمكن بكونها أنثى بالقيام بالقوامة.
وبقي أمور كثيرة ولكن من أهمها أن الخلل في بعض الأسر والله أعلم هو تراخي الرجال في القيام بالقوامة وهو ترك الاستقامة بأنفسهم وتقويم المرأة للأفضل.
-----
اعتذر للاختصار فالبحث عميق وجميل وممتع ويلامس الجروح.
ومن يرغب أو ترغب بالإضافة بما يثري الموضوع فأتشرف فالمهم الفائدة.