بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
النجاح كلمة ترتبط بما نفعل لتحقيق ما نحب فإن تحقق ما نريد نقل نجحنا وإن لم يتحقق نقول فشلنا
وقد درسنا في القانون بأنه قبل أن نطلق أي حكم أو تقييم علينا أولا أن ننظر للمعيار الذي على أساسه سنبني الحكم أو التقييم فالجميع يكثرون من ترديد كلمة فلان ناجح وفلان فاشل ومن كلمة المفروض كذا وكذا والواجب أن يكون كذا وكذا وينسون على أي معيار أو ميزان يبنون عليه ما يقصدون من هذه الأحكام
بمعنى ماهو معيار النجاح وما هو معيار الفشل وما هو معيار كلمة المفرض والواجب وأخواتها
من هنا ندخل لدرس اليوم
تعريف المعيار
عند فحص الذهب هناك ميزان يحدد نسبة الذهب من المعادن المخالطة له فإذا خلا الذهب من تلك المعادن قيل 24 على 24 أي 24 ذهب من 24 وحدة وزنية (قيراط)وإذا وجدت معادن مثل النحاس الأصفر مع الذهب يقال 21 ذهب من 24 وحدة وزنية وهكذا
وعندما نريد فحص النجاح من الفشل نحدد المعيار أولا لننظر هل هذا المعيار سليم لدى العقلاء المنصفين أم لا
يتحدد معيار النجاح والفشل على أساس الهدف المقصود
من هنا نصل لمركز المعادلة
حيث ينطلق كل إنسان من منطلق يحدد فيه الهدف المقصود وفق ما يحب تحقيقه والبعض لا ينظرون لمعيار الله في النجاح والفشل فتحدث انكسارات نفسية من تجرع الاتهام بالفشل بمعيار البشر رغم النجاح بمعيار الله
وبالمثال يتضح المقال.
زوج وزوجة اجتمعا بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم المطبقة لما في كتاب الله من حدود الله
إذاً فرض الله معيار النجاح والفشل بالتزام حدوده في عقد الزوجية
ولو نظرنا لمعايير النجاح عند البعض لوجدناها في تعريفهم للزوجة الناجحة والزوج الناجح
مثل
المرأة الناجحة هي التي تحقق لزوجها كل ما يحب وتدلعه ( عالآخر) ولا تكلفه شيءوتصبر على ما يصدر عنه وتهتم بنفسها وكل ما يحقق له الرفاهية دون أن يفرض نفس المعيار على نفسه فإن أخلت المرأة بهذا المعيار اتهمها بالفشل رغم حرصها على النجاح بما يرضي الله من هنا تدور المرأة على الفشل الذي منيت به وتبحث عن النجاح فلا تحصل عليه لأن زوجها وضع لها المعيار وهمش معيار النجاح والفشل عند الله عز وجل وهو تقواه في الزواج
وكذلك المرأة إذا وضعت المعيار في تحقيق طلباتها والسير بأمرها والقيام بكل ما يسعدها دون أن تضع لنفسها نفس الشيء له ولو لم يفعل فهو زوج فاشل ولا يستحقها.
وفي بعض الأسر والمجتمعات يغلب المعيار البشري للنجاح والفشل ويطغى على معيار الله فتوصف المرأة عندهم بأنها ناجحة في زواجها إذا تحقق لها زوج ييسر لها ما تحب وإن كان مهمل في صلاته ولا يحافظ على حدود الله في نفسه وبيته وأسرته والأخرى فاشلة لأنها غير موفقة وناجحة مثل فلانه وإن كان زوجها يحافظ على حدود الله معها وفي نفسه وبيته وأسرته ولكن قليل المال.
ومن هنا نجد أن المرأة يغلب على عقلها الواعي الفاحص المعيار الجماعي للأسرة في النجاح والفشل وإن كانت ناجحة في معيار الله عز وجل وقليل من تكون لديه الشخصية القوية في الحق فتعتمد على النجاح في معيار الله بأداء حدوده فيما فرض ولا تبحث عن رضا غير الله فيما يغضب الله.
العلاج
من هذه الإشكالية البشرية نخلص للحل الرباني
بأن نعتمد معيار الله في النجاح بالزواج في فعله على أنه عبادة لنا الأجر في أدائها كما يحب الله ويرضى وليس ليرضى الشريك فيه فإذا رضي الله عنا فيما عبدناه فيه في الزواج أرضانا وأرضى غيرنا علينا ولا ننتظر معيار البشر لنرى هل نجحنا أو فشلنا ونعيد أنفسنا للطريق السليم وندعو الشريك ليعيننا على النجاح وفقدمعيار الله لا وفق معيار البشر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
وأتشرف بالتفاعل الكريم المثمر من الجميع .