فقدت بكارتها فهل أتزوجها؟!
المجيب سليمان بن إبراهيم الأصقه
السؤال
تعرفت على فتاة، وعندما أردت التقدم إليها فاجأتني بأنها غير عذراء، وأنها فقدت عذريتها بسبب العادة السرية، وتدعي أنها لم تكن تعرف ماذا تفعل، وما هي عواقب فعلها، فكيف يمكنني التأكد من صحة كلامها؟ فأنا حائر في أمري، ولا أريد أن أظلمها أو أظلم نفسي. أرشدوني. جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأنت أعرف بها وبعفتها، ويمكن التأكد من ذلك بالسؤال عنها عند من يعرفها، وما ذَكَرَته محتمل فإن استعمال العادة السرية بالنسبة للمرأة قد يؤدي لذهاب بكارتها. والمهم في ذلك ما هو حالها الآن، هل تابت من ذلك أم لا؟ إذ إن العادة السرية بالنسبة للرجل والمرأة لا تجوز على الصحيح، والواجب على المؤمن في حال رغبته في الجماع أن يبادر إلى الزواج ويعف نفسه بذلك. فإذا كانت قد تابت من ذلك وأنت مقتنع بها وبعذرها الذي ذكرت فتقدم إلى وليها بطلب النكاح منها ولا تتردد، وأوصيك مع ذلك أن تستخير الله في ذلك كما استشرت.
أما إن حصل لك عدم قناعة بها بعد كلامها هذا فابحث عن غيرها والنساء كثير -ولله الحمد- وسيرزقك الله تعالى، كما أنه سيرزقها بإذنه تعالى، وقد قال جل من قائل عن الزوجين إذا لم يتوافقا: "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا" [النساء:130]. وقال تعالى: " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ"[النور:33]. كما أني أنصحك بعدم الاسترسال معها أو مع غيرها من النساء ما دامت أجنبية منك، فإن ذلك من أبواب الشر وخطوات الشيطان، وقد قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" [النور:21].
وقد أغلق الشارع الأبواب الموصلة للفحشاء، فحرم النظر للمرأة بشهوة، وحرم الخلوة بها وسفرها بدون محرم وخضوعها بالقول للرجال، وأمرها بالحجاب والقرار في البيت وحرم الدخول على النساء إلى غير ذلك من التدابير الواقية من الوقوع في الفحشاء، ولذا قال سبحانه: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" [الإسراء:32] فنهى عن قربان الزنا فضلاً عن الوقوع فيه الذي هو الفاحشة الخبيثة، في صحيح البخاري (6243)، ومسلم (2657) عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه".
فكن على حذر ودع عنك الحيرة، وأقدم ولا تتردد إن كنت مقتنعا بعد أن تستخير الله، أو دعها وابحث عن غيرها. وفقك الله وسددك ورزقك الزوجة الصالحة التي تملأ عليك حياتك حباً ووفاء وعفة وإيمانا. والله ولي التوفيق.