الوحم .. ظاهرة نفسية تحوّلت في موريتانيا الي شهوة حولها مئات الاساطير
الوحم .. ظاهرة نفسية تحوّلت في موريتانيا الي شهوة حولها مئات الاساطير
شدة الايمان بها تجعل العائلات تفرط في الاهتمام بالمرأة الحامل وتدليلها
نواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد:
بحكم جواره للمجتمعات الافريقية، تحوّل المجتمع الموريتاني الي مجتمع غرائب. ومن عرائبه الاجتماعية عادة ما يسمي الشهوة والقصد بها اشتهاء المرأة الحامل لشيء بعينه قد يكون قطعة موسيقية لمطرب ما او ثوبا رأت امرأة أخري ترتديه فأعجبها دون أن يكون بإمكانها الحصول عليه.
يُعتقد في موريتانيا ان هذه الاشتهاءات تنعكس علي الحامل ساعة الوضع بحيث لا تتمكن من وضع جنينها إلا بعد توفير ما كانت قد اشتهته من قبل.
:14:
وتفيد الاساطير انه بحصول المرأة الحامل علي ما اشتهته، تختفي تشوهات خلقية وعاهات تكون قد ولدت مع رضيعها لكونها قد شاهدتها خلال الحمل.
ومن أغرب ما اتفق عليه الكثيرون ان امرأة موريتانية اشتهت رأس كبش مطبوخ ولم تجده فولد لها مولود برأس ضخم مشوه، فلم تتردد قابلات الحي في علاج الولد، لا بعمليات التجميل، وإنما بطهي رأس كبش وتقديمه للأم التي تناولت طبق رأس الخروف فاستعاد رأس رضيعها حالته الطبيعية.
وهذه الاعتقادات هي التي تجعل المرأة الحامل في موريتانيا محط رعاية خاصة من كافة افراد الاسرة، حيث توفر لها كافة وسائل الراحة والدلال لها، ويُستجاب لكل طلباتها مثل شراء ما ترغب في اقتنائه حتي لا يصاب مولودها بالتشوه الخلقي.
عن هذا الواقع يقول الشاب محمد ولد اعزوز لا شك ان تطييب خاطر المرأة الحامل وتوازن صحتها النفسية والجسدية عوامل مساعدة علي صحة جنينها، ومن ثمة ولادته سليما. كما أن خلاف ذلك قد يؤدي الي عواقب وخيمة علي الجنين، وهذه مسلمات طبية . ويستدرك بان تضخيم المجتمع الموريتاني لهذا الامر يعود الي ربط ظاهرة معينة من التشوه بسبب محدد ويسمون ذلك السبب شهوة طالما انهم عاجزون عن تفسير الظاهرة طبيا .
وهناك من يعتقد ان ربط تشوه المولود بعامل الشهوة هروب من عامل الوراثة والتفسيرات الطبية التي يفضل المجتمع الهروب منها خوفا من الحاق علة معينة ببعض الاسر فتصبح الشهوة ملاذا وأمنا حتي لا تتشاءم الناس من هذه الاسر. وتري السيدة منينة منت مولاي احمد ان ليس وراء كل تشوه شهوة معينة. وتقول منت مولاي ان هذا لايعني عدم وجود هذه الظاهرة لاننا كثيرا ما نسمع بها، وخصوصا من أجدادنا الذين يعتقدون ان الأم اذا اشتهت اي شيء ولم تستطع الحصول عليه ربما يحدث تشوه للمولود وعندما تجد ما اشتهت يختفي التشوه وكأنه لم يكن. وهذا النوع من التشوه لا نربطه بعامل وراثي .
وتعتقد جليلة بنت عبد الله ان غياب ثقافة عصرية في الاوساط الشعبية الفقيرة يجعل مثل هذه المعتقدات الفاسدة تسيطر علي اذهان العامة ، مضيفة لا يمكن ان اخفي ان اسرتي تتعامل مع هذه الظاهرة بالكثير من الحذر، وتعمل والدتي علي توفير كل طلباتي اثناء الحمل خشية حدوث تشوه للطفل بسبب اشتهائي لغرض معين . وتذكر من حرص عائلتها عليها اثناء الحمل خوفها من دخولي السوق ومنعي رؤية الدمي القبيحة حتي لا تثير ذعري فيخرج المولود علي شكلها . وتوضح: واذا ما حاولت اقناعها بان هذه الامور اوهام لا اساس لها علميا، يشتد غضبها علي وتروي مئات الحكايات عن سيدات تعرض مواليدهن للتشوهات الجسمية والعقلية بسبب الشهوة والدمي القبيحة .
من جهتها تؤكد نفيسة منت صالح ان الشهوة اثناء الحمل حقيقة معاشة ولا يمكن بأي حال من الاحوال نفيها، مضيفة ان الحقائق العلمية كثيرا ما يدحض بعضها بعضا ، اما تجارب المجتمع، في نظرها، فلا تقبل أي تشكيك، و لكل مجتمع غرائبه التي يجزم بصدقيتها . وتذكر من بين هذه الحقائق ظاهرة الشهوة اثناء الحمل التي تتسبب في عسر الولادة وحدوث تلوينات غريبة في جسد الطفل الوليد تشبه الي حد بعيد الشيء المشتهي أصلا.
منقووووووووووووووووووول للفائدة الأسطورية فقط