عنوان الفتوى : حكم التجسس على الزوجة للتأكد من حسن سلوكها السؤال كنت حريصًا أن أبحث عن فتاة متدينة، إلا أنه تم ترشيح فتاة لي وقالوا عنها إنها تصلى وهى من أسرة طيبة فخطبتها وبعد أن خطبتها لاحظت أنها لا تصلي فسألتها فقالت إنها كانت تصلي وتتوقف أي ليست مواظبة ووعدتني أنها ستصلي، وتم بحمد الله الزواج ؛ ومن خلال أحاديثها عن حياتها السابقة للزواج وخاصة علاقاتها بزملائها بدأت أتخوف منها من تلك الحياة السابقة ، هي لم تخبرني عن أشياء تعيبها بشكل مباشر إلا أن ما حكت لي عنه وعن الأعمال التي كانت تعمل فيها وبقائها بمفردها في أماكن عمل مع بعض زملائها يجعلني أستخدم المنطق فى أنه لا يمكن أن تخلو من أمور لا تحمد عقباها سواء حدثت تلك الأمور برغبتها أم من غير رغبة ولا أستطيع أن أحاسبها على ظنون كل ما يحكمها هو المنطق فقط إلا أننى أخاف عليها، فهل للزوج أن يضع زوجته تحت الاختبار ليتأكد من حسن سلوك زوجته أم يترك الأمر لله طالما لم يحدث ما ينبئ عن تصرف غير سليم ؟ الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الأصل في المسلمين عموما السلامة من الفواحش والآثام، وقد نهى الله عز وجل عن إساءة الظن بالمؤمنين وعن التجسس عليهم، وعن تتبع زلاتهم وعثراتهم، لقوله سبحانه:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا {الحجرات: 12}. قال ابن حجر الهيتمي: ففي الآية النهي الأكيد عن البحث عن أمور الناس المستورة وتتبع عوراتهم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تجسسوا ولا تحسسوا. رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة. وقد ورد الوعيد الشديد لمن فعل ذلك فقد أخرج أبو داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته. قال الألباني: حسن صحيح. ويتأكد هذا في حق الزوجة لما لها من حق على الزوج، وقد ورد النهي خصوصا عن تتبع عثرات الأهل أو تخونهم. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله طروقا، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا. متفق عليه. وفي رواية مسلم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يتلمس عثراتهم. فبين علة النهي وهي لئلا يحمله قدومه ليلا على تخون أهله وطلب عثراتهم، وبناء على ذلك فطالما لم تر من أهلك ما يريب فاحملهم على السلامة وعاملهم بالظاهر والله يتولى السرائر. وعليك بصيانة أهلك وأمرهم بالتزام الحدود الشرعية. والله أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى عنوان الفتوى :التجسس على الزوجة إذا فعلت ما يريب ومواجهتها بذلك السؤال أنا شاب متزوج ولي طفلتان، منذ حوالي ثمانية أعوام، ونعيش عيشة كريمة والحمد لله زوجتي تعمل بوظيفة حولها زملاء بالعمل لنا بهم علاقة جيدة ،لاحظت منذ فترة وجيزة توطد علاقتها بهؤلاء الزملاء ورغبتها الدائمة في ارتباطنا بهم في حياتنا ولقاءاتنا، وفوجئت ذات يوم بالصدفة إرسالها بعض الرسائل لأحد زملائها عن طريق هاتفها المحمول والتي لا يليق بامرأة متزوجة إرسال مثل تلك الرسائل لرجل أجنبي، هذا بالإضافة إلى بعض التصرفات المثيرة للشك، وإصرارها الدائم على التواجد والارتباط بتلك المجموعة، ولقد قرأت في بعض الفتاوى أنه لا يصح التجسس على الزوجة، فأنا في حيرة من أمري. كيف لي أن أتحقق من تلك المسألة؟ وهل يوجد علاقة بينها وبين ذلك الرجل أم لا ؟ وهل أواجهها بما اكتشفته، وما أراه من تصرفاتها المريبة ؟ أم أصبر حتى أتيقن من ذلك؟ وما حكم الشرع إذا ثبت وجود علاقة فعلا؟ أفيدوني. الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فعمل المرأة إذا كان يشتمل على اختلاط بالرجال بالصورة التي ذكرت، فهو غير جائز ، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:37294 . وما ذكرته من لقاءات مختلطة مع هؤلاء الرجال فهو غير جائز، وراجع الفتوى رقم:3539. فما حدث من زوجتك هو نتيجة تهاونك في هذا الأمر، فإن من واجب الرجل على زوجته، ومن حق القوامة أن يجنبها الاختلاط الذي يؤدي إلى الفتنة ولا تؤمن معه الريبة، وأما عن حكم تجسسك على زوجتك، فالأصل أن التجسس حرام، لكن يجوز في حالات، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 15454، والفتوى: 17659. والفتوى: 60127. ففي مثل حالتك يجوز لك التجسس لمنع ما يمكن أن يحدث من مفسدة، وينبغي أن تواجه زوجتك بما تراه من تصرفات مريبة، وعليك بمنعها من هذا العمل الذي يعرضها للفتن، ولا تنتظر حتى يحدث مالا يحمد عقباه، وإذا كان هناك حاجة لعملها، فيمكنكم البحث عن عمل لا يشتمل على تلك المفاسد، وعليك بالحرص على إقامة حدود الله في بيتك ، وتقوية صلتك بربك ، وتعليم زوجتك ما يلزم من أمور دينها، وأن تتعاونا على طاعة الله ، وتجتنبا المعاصي الظاهرة والباطنة. والله أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى |
||
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|