بداية، يجب أن يكون مفهماً أن العلاقة الزوجية هي علاقة عاطفية بالدرجة الأولى، ثم تكون علاقة عقلية وفكرية، ثم علاقة عقدية بعد ذلك، وبهذا الترتيب، وإذا مثلنا للوجدان أو القلب ( أو أي مرادف لهما) بالوعاء!، والتشبيه للتقريب فحسب، فإن من يملأ هذا الوعاء من (عنديّاته) ومن منتوجه الشخصي يستحق أن يسجّل الوعاء باسمه، حتى لو تضمن الورق المكتوب كلاماً أو اتفاقاً غير هذا..
ومن هنا، فإن جميع مظاهر الخيانة الزوجية سواء المطروحة للمشاركة أو مع تسليمنا باستقباحها جميعاً- ما هي إلا الصورة المرئية أو المسموعة لحالة الفراغ التي يعاني منها ذلك (الوعاء) لحظة وقوعه في (شرك) المنتج البراق الذي يعرضه طرف ثالث، فراغ عاطفي يزيده غياب الوعي وانعدام الاتزان لدى الزوج أو سوء التربية الدينية والأسرية لدى الزوجة، يزيده إمعاناً واسترسالاً واستهانة بما تشكله الخيانة من قبح وغدر وسوء.
والمعروف بداهة أن المشغول لا يُشغلن و( الوعاء ) الملآن ليس فيه مكان لقطرة ماء حتى ولو كان ماء الحياة نفسه (!)، ومن هنا نجد ضرورة الدعوة الملحاحة للمسارعة في ملء هذا الوعاء، ولكلا الزوجين، من منتجاتهما الذاتية قبل أن يملأه طرف ثالث، وعندها، لا ينفع التباكي، ولا تقاذف الاتهامات، ولا المحاكم حتى..!
وإذا كان هذا الاتجاه شديداً فإن الفراق أشد، ومهما تكن المحاولة عليك قاسية فإن الخبر حتماً يأتيك – عن خيانة زوجك مع أخرى، لهو أقسى عليك وأعنف وأمّر، لا سمح الله..
والله ولي التوفيق،