هل تعلم الزوجة أن وقوعها في شرك الإلحاح والطلب المتكرر من زوجها لكي يقوم بعمل ما او لحثه على اداء مهمة معينة، لا يجعلها تحصل على ما تريد؟ بل يجعل زوجها غير مستعد تماما للاستجابة لالحاحها المستمر؟!
يتعين على الزوجة التي تعاني من سلبية ردود افعال زوجها ان تدقق كثيرا في الاسلوب الذي تستخدمه في التواصل معه، وفي طريقة التعبير عن احتياجاتها بصورة مباشرة، والا تصر على تذكيره مرارا والالحاح عليه من اجل فعل شيء هو غير مستعد او راغب في فعله، لأن ذلك في النهاية يضعف من قوة مشاعر الود والالفة التي تجمع بينهما.
على المرأة الذكية ان تعيد التفكير في الاسلوب الذي تستخدمه في عرض ما تريده من زوجها لأن اسلوبها في عرض مطالبها هو الذي يحدد مدى استجابة الزوج لهذه المطالب. فالمرأة التي تبادر بتوجيه النقد له والإلحاح عليه بشأن امر من الامور، تجبر زوجها على اتخاذ موقف مناهض لكل ما يصدر عنها من خلال تجاهله لكل ما تقول، وفي حديثه اليها الذي يتسم بالمراوغة وبشيء من الضجر.
لكن كيف تعرف الزوجة انها قد اصبحت مصدر خطر لزوجها؟! وهل هناك مؤشرات تدل الزوجة على ان احساسا متناميا بالضجر منها بدأ يتكون في نفس زوجها؟
من بين هذه المؤشرات التي تدق ناقوس الخطر وتفيد بأن رصيد المودة والرحمة في العلاقة الزوجية بدأ يقترب من النفاد، تزايد احساس الزوجة بالاحباط الناجم عن عدم استطاعتها الحصول على مـا تريد من زوجها برغم تكـرار طلبهـا عدة مرات والحاحها المستمر، وتكاثر مسببـات التوتر بين الزوجين، وملاحظة الزوجة انها تقدمـت الى زوجهـا بالطـلب ذاتـه اكـثر من خمس مرات وبخمسة اساليب مختلفة وفي خمسة اوقات متباينة، ومع ذلك لم يستجب زوجها لطلبها المستمر ولالحاحها المتكرر.
بظهور تلك المؤشرات التي تدل على ضجر الزوج من الزوجة والعكس يتّضح جليا ان العلاقة الزوجية في حاجة الى اصلاح والى ترميم والى إعادة تقدير للوسيلة التي يتواصل بها الزوجان احدهما مع الآخر. ونحن نعرف من تجاربنا اليومية.. والتي نمر بها جميعا، ان الإلحاح في طلب شيء ما يجعل الطالب سخيفا.. والمطلوب منه ضيق الصدر.. ليس هذا خاصا بالزواج فقط.. ولكنه في كل التعاملات بين الناس.
ان المثل العربي الجميل يقول: كل لبيب بالإشارة يفهم.. اي ان الرجل ـ والمرأة طبعا ـ اذا كان يريد ان يلبي طلبا او يقدم خدمة، لا يحتاج الى اي طلب، بل يفهم ما يطلب منه بمجرد الإشارة.. ويقوم بالتنفيذ.. والمثل البلدي او الشعبي يقول: «يفهمها وهي طايرة».
ان ذلك يشبه ايضا ان تطلب الزوجة من زوجها ان يكرر على اذنيها كلمة احبك.. فاذا لم يفعل طالبته مرة اخرى وثالثة، وهذا خطأ جسيم.. فالحب ليس بالطلب، ولكنه شيء يصدر عن الشخص دون اي طلب او الحاح والا تحول الى شيء آخر كطلب الاكـل.
لعلنا نلاحظ في اماكن العمل ان رئيس العمل كثيرا ما يضجر صارخا ورافضا طلب احد الموظفين الذي يلح في طلب العلاوة ويكرر الالحاح، وفي آخر الامر نراه انفجر في وجه الموظف واقسم انه لن يمنحه العلاوة.
ذلك يشبه ايضا ان تقوم الزوجة بتقديم طبق ما من الطعام لزوجها فيرفض.. وتقول له ان أباها (أو أمها) كان يفضل هذا الطبق.. ولكن الزوج يرفض.. وتكرر الزوجة تقديم الطبق.. وتلح على زوجها ان يتذوقه، وفي النهاية قد يغادر الزوج المائدة ساخطا.. واذا كـان عصبيا القى بالطبق على الارض.
الإلحاح شيء يدعو الى الملل.. لا تلحي على زوجك بشيء ما دام قد رفضه اكثر من مرة.. لا تجعليه «يزهق» منك فهذه بداية لسلسلة من المشاكل قد لا تنتهي
copy