الدُعاء واستبطاء الاجابة ..*
كثيرًا ماقرأتُ هنا ..*
بل قد أكون قد قلت ذلك ..*
( إنّ الله لا يستجيب لدعواتي .. إنني مصابة باحباط وألم كبيرين )
وإلّم يتمكن بعضنا من البوح بذلك ..
فمنّا من يُخبّيء ذلك في نفسه ..
وهنا يأتي الشيطان ليحزننا قال سبحانه ؛*
(إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
كان يجب علينا ألا نسمح بتلك النجوى فيما بيننا .. ولا ان نسمح بها حتى مع انفسنا ..
لأنّ الله سبحانه يستجيب لنا سريعًا .. من حيث لا ندري ..
ولكنّه ينتظر منّا أن نسعى إلى الحلول بأنفسنا*
لا أن ننتظره ليقوم بها عنا*
نحن ندعوه بما نريد ثم نقوم بالسعي لتحصيل مادعوناه به*
فالأم في البيت تدير كلّ شؤون الأبناء*
وتخبرهم بأنّ هذا هو الصواب بينما ذلك هو الخطأ
تخبرنا وتتركنا نختار مانريد عندما نكبر*
منا من يسعى للقيام بكل وصايا الام لتحقيق الاحلام*
فنحن متأكدون من أن الأمهات*
هم أصدق القلوب في الكون*
ومنا من لايسمع نصيحة امه
فيتعذب في دروب الحياة
ان من يتبع هواه في كل شيء
لايعني ذلك أنه حر
بل هو بهيمة عجماء
لان البهيمة تتبع هواها باستمرار
فلا هدف لها ولاغاية
تنام وتصحو وتأكل وتلعب فقط
لذلك انا وانت لا نريد ان نكون من ضال الغنم
ولا من البهائم
لذا سنكافح ونجتهد ونقاتل
ونصطف سويا ونعمل الخطط والمشاريع
ونخط المباديء والاعراف
ونسير بسفينتنا الى النجاة
لاننا باختصار
نمتلك شيئا اجمل واعظم يميزنا عن الغنم
وهو العقل
احبتي ..
عندما ندعو الله ،، يجب أن نلح بشدة وأدب ونعود مرارًا وتكرارًا*
فالله يستحي من أن يرد أيدينا صفرًا*
إنه يؤخر إجابة دعواتنا لأنه يريدنا أن نبقى بالقرب منه*
لأنه يعلم بأن طبيعتنا البشرية*
تنسينا دائمًا فضله علينا*
فهو عندما يمنحنا ماطلبناه*
يعلم بأننا سنتوقف عن دعاءه*
وقد نُشغل بما اعطانا وننساه*
لذلك كلّما كان يحب أحدنا أكثر*
أخر إجابة دعوته أكثر ..
إن الله جميل وعظيم*
ونحن لو عرفناه جيدًا لأحببناه وعشقنا أقداره*
ولكننا دائمًا لانرى جمال مانحن فيه*
دائمًا ندعي بأننا الأكثر تعاسه في العالم ..
وأن غيرنا أفضل منا*
كلنا كذلك ..!
حتى هم يا أصدقائي*
يظنون بأننا الأكثر سعادةً منهم ..
لكنّي أعجب لإعجابنا بحياة الغرب*
وضربنا بحياتهم الأمثال*
وللأسف !!
يستخدم الكثير من العلماء والمفكرين المقارنات بيننا*
وبينهم*
وعندما يريد تحديد نسبة شيء ما*
يأتي بنسبهم وأرقامهم*
وكأن الأمر يعنينا*
إنّهم فقط جادّون في حياتهم*
إنّهم عمليون أكثر ويفكرون طويلًا*
إنّهم يحتقروننا ولايقلدوننا ويعتزون بقيمهم*
لذلك نحن مبهورون بهم بشدة*
بينما نحن نركض خلفهم لنرضيهم
ولنخبرهم بأننا نفعل مثلهم
لأننا نعلم في دواخلنا بأننا ناقصون
لايعتز الشاب والفتاة بدينهم
امام اصدقائهم الغير مسلمين
بل يقلدونهم ببلاهة
انا متأكدة من أنهم يقولون :
لماذا هؤلاء المسلمون لا ينفذون كلام ربهم
ولماذا هم يؤمنون به بينما هم يعصونه
ويقلدوننا نحن
انهم يقولون ذلك
لذا عرفوا من اين تؤكل الكتف
وصاروا يزينون كل شيء قبيح ومحرم باسم التطور والحضارة
لانهم يعلمون اننا متعطشون بشدة لان نكون متحضرين
ولاننا عطشانون جدا نشرب مايعطوننا بثقة
دون ان ننظر في قاع الكأس
اهو نظيف ام عكر ؟!
لأننا كُسلى*
عابثون*
ننظر إليهم بحسرة وكأنهم أفضل منّا*
لو تذكرنا فقط*
بأنّهم يعيشون بلا هدف*
لهانت علينا مصائبنا*
ولتقبلنا مجتماعاتنا التعيسة*
ولحاولنا الاسهام في تطوير أوضاعنا*
لو كنتُ انا وانتَ وانتِ*
نفكر ونعمل*
لكان مجتمعنا أفضل مجتمع*
نحن لا نملك سوى الثرثرة*
والكلام*
فقط !!
نحب أن نتكلم ونسهب بلا فائدة*
إننا لانتحرك*
لانفعل أيّ شيء*
وهذا هو سبب رجعيتنا*
العيب ليس في ديننا الذي انسلخنا منه*
وهوبريء منا ومن أحوالنا المتعبة*
العيب في أنفسنا*
قال سبحانه في ذلك الكتاب الذي أهداه لنا :
( إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
للأسف في كلّ يوم نبتعد أكثر وأكثر*
وتزداد صرخات آلمنا*
ويعظم بنا الشقاء*
ولكننا لا نستوعب أبدًا بأن الله*
غاضبٌ عنّا*
وهو ينزع الفرح من قلوبنا لنعود إليه ..
إنه عندما يمنحنا الفرح*
نهرب عنه وننساه*
لذلك ينزعه من صدورنا ليس انتقامًا أو حقدًا*
بل ليخبرنا بأنّنا عندما نبتعد عنه فإنّه يعاقبنا لنعود*
لأنه إلّم يفعل ذلك*
فلن نعود أبدًا*
وهذا طبع ابن آدم الذي يعرفه الله جيدًا*
وقد قال :*[COLOR="rgb(255, 192, 203)"]
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}
نعم نعبدُ الله على حرف .. نعبده ونذكره عندما نتذكره ونحتاجه*
عندما نمرض نهرع إليه ونعترف به*
وعندما يعافينا نشكك فيه وفي وجوده ووحدانيته*
ما أوقحنا*
وما أحلمه !!
إنني عندما أرى الله سبحانه يتحمل اساءاتنا وحماقاتنا*
ويصبرعلى فجورنا وطغياننا نحن البشر ، اتعلم الصبر منه .. لسنا وحدنا من نصبر على أقداره وحكمته الخفيّة ،،
انه هو ايضًا دائمًا مايمنحنا الفرصة وينتظر منا الرجوع*
كان شابًا ملتزمًا .. ومع الوقت ومع ظروف الحياة*
اغواه الشيطان وانحرف .. إن الله ينتظره وينتظرني*
قضينا سنين طويلة ونحن معرضون عنه*
بل ونزداد فجورًا*
وهوصابر وحليم على كلّ مانفعل*
أنه يعاقبنا بالتعاسة أحياناً*
وبالحرمان والوحدة ووووو....*
ولكننا مغفلون ولا نملك ذرة احساس نحوه*
انه يصبر على آذانا وتقصيرنا*
ونحن نقول لاطاقة لنا بما يمتحننا الله به*
وهو القائل :*
( لا يكلف الله نفسا الا وسعها)
نحن البشر .. نفهم كل مانريد كما نريد .. وليس كما هو صحيح !!
( لي عودة باذنه سبحانه)
__________________
إلى من تحدثه نفسه بترويض مهرة برية حرة
نوّآرة ( .. لا تروّض أبدًا .. !