ماذا تعرف عن علم المناسبات ؟ وأهميته ؟ - الصفحة 7 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-2010, 10:18 PM
  #1
الورد المجروح
عضو مثالي
 الصورة الرمزية الورد المجروح
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 561
الورد المجروح غير متصل  
ماذا تعرف عن علم المناسبات ؟ وأهميته ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

حياكم الله أخوتي واخواتي اعضاء المنتدى الكرام..

قبل ان ابدأ الكلام عن علم المناسبات احب ان اوضح نقطة جوهرية:

نزل القرآن الكريم مرتين :
1- المرة الأولى من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)سورة القدر آية 1
وقوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) سورة الدخان آية 2

2- ثم نزول آخر منجماً على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم استمر مدة ثلاث وعشرين سنة ولكن رتبت سوره ترتيباً وقفياً أعادها مجموعة كما كانت من قبل.

وهنا نبدا الكلام عن علم المناسبات


علم المناسبات قد لفت العلماء الأنظار إليه قديماً عند كلامهم عن المناسبات التي تربط الآيات بعضها ببعض بحيث تظهر وحدتها الموضوعية –في السورة الواحدة أو موضوع واحد-،كذلك المناسبات التي تربط السورة بالتي قبلها والتي بعدها بحيث يظهر لنا القرآن بأكملة قد انتظمت سوره غاية الانتظام وفي هذا من الإعجاز البياني مالا يخفى،

ومن الذين اهتموا بهذا النوع من المناسبات الإمام السيوطي في كتابه تناسق الدرر في تناسب السور أو أسرار ترتيب القرآن،
بينما الإمام البقاعي في كتابه الرائع نظم الدرر في تناسب الآيات والسور -وهو كتاب تفسير- قد جمع بين الاثنين، وغيرهما من العلماء.

فمن المعلوم أنه كان هناك نزول للقرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة ثم نزول آخر منجماً على قلب رسول الله استمر مدة ثلاث وعشرين سنة ولكن رتبت سوره ترتيباً وقفياً أعادها مجموعة كما كانت من قبل.

وما أجمل قول الشيخ محمد دراز بهذا الصدد: "إن كانت بعد تنزيلها جمعت عن تفريق فلقد كانت في تنزيلها مفرقة عن جمع كمثل بنيان كان قائماً على قواعده فلما أريد نقله من مكانه قدرت أبعاده ورقمت لبناته، ثم فرق أنقاضاً فلم تلبث كل لبنة أن عرفت مكانها المرقوم، وإذ البنيان قد عاد مرصوصاً كهيئته أول مرة."
وهذه نبذة موجزة عن علم المناسبات.

تعريف المناسبة لغة:
المناسبة لغة: من النسب وهو القرابة وفلانٌ يناسِبُ فلاناً فهو نَسِيبه أَي قَريبه، والمناسبة المشاكلة، تقول : ليس بينهما مناسبة ، أي : مشاكلة، والمشاكلة بمعنى : المماثلة.

فالمناسبة لغة: الاتصال ، والمقاربة ، والمماثلة.
والمناسبة في الاصطلاح:
هي بيان: الرابطة بين شيئين بأي وجه من الوجوه وفي القرآن تعني: وجه الارتباط بين الجملة والجملة في الآية الواحدة، أو بين الآية والآية في الآيات المتعددة، أو بين السورة والسورة.
أو كما يقول البقاعي : ( علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن ).

أهمية علم المناسبات:
1- ربط أجزاء الكلام بعضه ببعض بحيث يظهر كسبيكة واحدة أو كعقد منظوم، فإن هذا العلم يعين على إدراك اتساق المعاني بين الآيات، ويظهر ترابط أفكارها، وتلاؤم ألفاظها،

يقول الإمام الزركشي: (وفائدته : جعل أجزاء الكلام بعضها آخذ بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم، المتلائم الأجزاء.)

2- ترسيخ الإيمان وزيادته، فإن القارئ لكتاب الله كلما تأمل في هذه المناسبات سيظهر له من الأسرار ما يزيد إيمانه ويأخذ بلبه، فقد نجد الآية المدنية في السورة المكية أو قد يكون بين الآية والآية التي تليها فاصل زمني يصل لسنوات ومع ذلك لا يظهر ذلك الفاصل الزمني ويأتي علم المناسبات فيظهر مدى ترابطهما وتقاربهما مما يزيد الإيمان بعظمة القرآن وعظمة منزله،

يقول الإمام البقاعي: (وبهذا العلم يرسخ الإيمان في القلب، ويتمكن من اللب.. فإذا استعان الله، وأدام الطرق لباب الفرج بإنعام التأمل وإظهار العجز، والوثوق بأنّه في الذروة من إحكام الربط، كما في الأوج من حسن المعنى واللفظ..فانفتح له ذلك الباب ولاحت له من ورائه بوارق أنوار تلك الأسرار، رقص الفكر فيه طربا، وسكر والله استغرابا وعجبا، وطاش لعظمة ذلك جنانه، فرسخ من غير ريبة إيمانه، ورأى أن المقصود بالترتيب معان جليلة الوصف بديعة الرصف..).

3- إظهار أوجه إعجاز القرآن البياني والبلاغي؛ فهذا العلم يعتبر من العلوم الدقيقة التي تحتاج إلى دقة فهم لمقاصد القرآن الكريم وتذوق لنظمه وبيانه المعجز، ليُظهر هذا الجانب، فالقرآن الكريم فيه كثير من فنون العقائد ، والأحكام ، والأخلاق ، والوعظ ، والقصص ، وغيرها التي يجمع القرآن أن يجمع بين الفنون المختلفة في سورة واحدة ، في تنسيق بديع ، يصل بها إلى الذروة في الإعجاز البلاغي، والإحكام البياني، وروعة الأسلوب، قال تعالى:}كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} سورة هود آية 1،

فالجمع بينها وإبراز وحدتها الموضوعية يعد خدمة للقرآن الكريم وإظهاراً لإعجاز القرآن الكريم، وتعطيل ذلك يعطل باب من الفهم والتدبر لكتاب الله.

قال الفخر الرازي في ختام تفسيره لسورة البقرة -ومعلوم طول سورة البقرة وتشعب موضوعاتها- :"ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة، وفي بدائع ترتيبها، علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب ألفاظه وشرف معانيه ، فهو أيضا بسبب ترتيبه ونظم آياته ، ولعل الذين قالوا : إنه معجز بسبب أسلوبه أرادوا ذلك ."

قال الشيخ صالح آل الشيخ:" ولهذا عد طائفة من العلماء أن من وجوه إعجاز القرآن، وهو المنزل آية وبرهان ومعجز للخلق أجمعين، أنّ من وجوه الإعجاز أن يكون للسورة موضوع تدور عليه، وأن يكون بين الآيات ترابط هذه الآية بعد تلك، هذه القصة بعد تلك لغرض معلوم."

4- معرفة أسرار ترتيب السور ولطائف ترتيب الآيات وأسباب تسمية السور وكثير من الأمور التي لا يتعرض لها التفسير التحليللي وهو أمر اجتهادي لكن لابد في من الحذر من التكلف فيها

قال الإمام فخر الدين الرازي: " أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط".


5- معرفة بعض أسرار تكرار القصص واختلاف صياغتها من سورة لأخرى حيث أن القصة تذكر في السورة لتخدم هدفها ومقصود تلك السورة بعينها، وتسلط الضوء على جوانب وزوايا مختلفة عن السورة الأخرى

وفي هذا يقول الإمام البقاعي: "وبه تتبين لك أسرار القصص المكررات، وأنّ كل سورة أعيدت فيها قصة فلمعنى أدعى في تلك السورة استدل عليه بتلك القصة غير المعنى الذي سيقت له في السورة الثانية السابقة، ومن هنا اختلفت الألفاظ بحسب تلك الأغراض، وتغيرت النظوم بالتأخير والتقديم، والإيجاز والتطويل، مع أنّه لا يخالف شيء من ذلك أصل المعنى الذي تكونت به القصة،وعلى قدر غموض تلك المناسبات يكون وضوحها بعد انكشافها."

من كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي
وكتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي

اتمنى اكون أفدتكم أسعد الله مساكم
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:26 PM.


images