أختي العزيزة / حائزة الأمل
لك ِ منّي جزيل الشكر على هذا النقل الموفق والموضوع الجدير بالنقاش
فبارك الله فيك ِ وجعل ماتكتبينه في ميزان حسناتك ان شاء الله
أما بالنسبة لموضوعك المطروح
لايخفى عليك ِ يا أختي الغالية أنه المعروف بين الناس والعامة أن النساء أكثر ضعفـا ً وأرق إحساساً ولكن البكا ء ليس ضعفاً وليس قريناً للأنوثة..هو صـوت النفس البشرية وصدى الألـم الإنساني ..هو الفرجة التي تندفع منها الآلام إلى خارج النفس .. ليتعافى الإنسان من آلامه...
فالدموع لا تختص بجنس دون آخر سواء كان من الأطفال أو النساء أو الرجال
فالطفل يبكي من أجل غاية يرجوها فلا يجد عونا ً له لتحقيقها إلا البكاء
إذا البكاء وسيلة لغاية ,,,
وللنساء نصيب من البكاء سواءاً في حـالة الضعف أو القوة والحيلة ,,,
فقلب النساء رقيق وسرعان ما تنهمر الدموع من موقف مؤثر أو شبه مؤثر
ففي فرحها تبكي وترحها تبكي والخوف يبكيها
فعواطف المرأة جياشة ,,
أما الرجل وهو نقطة الحوار ,,,
فالدموع قد تكون نقطة ضعف ولكن ليست على الإطلاق
فالرجل حين يواري دموعة عن الأنظار لأن دموعه لا تنزل إلا في أمرٍ جلل .. فنادراً ما نرى رجل تدمع عيناه, وان حدث مثل ذلك فلا نجد ان دموعه نزلت الا في طامة كبرى ومصيبة عظمى فهي غالية عليه تلك اللؤلؤتان الماسيه يكابر الرجل بل ويترفع بداخله عن ان ينزلها لتطأ التراب
وكما ذكرت ِ ياأختي في الله أعتقد أن أغلب الرجال يرفضون البكاء ولو أرادوا ذلك وهذا يعود للتربية ..
فلا نجد أماً ولا أباً إلا وهم يرددون إذا بكى إبنهم
(( لاتبكي عيب الرجال مايبكي )) !!؟؟؟؟
فتكبر معه هذه الجملة بل وتظل تلاحقه في كل موقف يرغب فيه بالبكاء .. وهذا قمة الغلط .. !!! لأنها تجعلة قاسي القلب
ولإنها تحرمه من أبسط حقوقه في التنفيس عما بداخله .. فيظل يكبت ويكبت .. حتى ----- !!
ومع علمنا بأن الحزن لا يغير الواقع ، إلا أننا في كثير من الأحــيان يجتـاحـنا الحــزن والنـكـد والـقـلـق وقــد نجـد راحـتنا في البـكاء ونشعر بالراحة مـع إنهمار الدموع والأنين ، وكأن الدموع تطفيء النار المشتعلة بداخلنا وتخفف التراكمات المترسبة في أعماقنا 0
وقد قال ابن الرومي : لم يخلق الدمع لامرئ عبثاًُ ، الله أدرى بلوعة الحزن .. وفي لحظة قد نستدعي البكاء ونستجديه فنحن عندما نسعد ونفرح ، نضحك من صميم أعماقنا ، حتى نكاد نشعر بأن ضلوعنا وقلوبنا تتفطر .. وعندما نحزن نمارس حزننا بكل جوارحنا ، ونكون في قمة انفعالنا .. والإنسان السوي ، بصرف النظر عن كونه رجلاً أو امرأة لا يخجل من دموعه واحزانه ولا ينكرها ، أو يخجل من التعبير عن مشاعره لأنه بذلك يعترف على نفسه بأنه من فصيلة الجماد ، وليس إنسانا من لحم ودم وإحساس .
صحيح إن المرأة بحكم تكوينها أكثر بكاء من الرجل ، ويعتبر إحدى وسائل الدفاع التي تمتلكها ، وذلك نجدها أطول عمراً منه لأنها تخفف عن نفسها الضغوط المعنوية والعاطفية والنفسية ، وتفرغ شحنات التوتر والقلق .
والرجل أيضاً في بعض الحالات قد يبكي إذا كان همه فوق طاقته ، أو في المحن والمصاعب الشديدة ، أو حتى في حالة الشعور بالسعادة ، فقد لا يتمالك نفسه .. فلم تكن الدموع أبداً من علامات الضعف والعجز ، فأهميتها ودورها كبير في التخفيف والشعور بالراحة ليكون الإنسان بعدها أكثر نشاطاً وقوة وصفاء ذهن وإستعداداً للتفكير العميق والتركيز المجدي , وتفهّم المشكلة والنظر إليها بطريقة أفضل في حل أزماته ..
فعندما يكبت الرجل مشاعره يصيبه التوتر والصداع والقرحة ، وفي بعض الأحيان من شدة الضغط قد يموت بالسكته .. وقد نبكي من أمور عديدة وفي مواقف مختلفة ، سواء نجحنا أو فشلنا أو تألمنا ، أو سمعنا خبراً طارئاً مفرحاً أو محزناً فنحن قد نبكي ندماً أو حباً أو سعادة
وأخيرا ً
لماذا لا تبكي أيها الرجل!!!!!
فلو عرفت فوائد البكاء لبكيت .. وبكيت .. وبكيت
فالبكاء أو بالأصح الدموع تنظف العين و تطهرها من الأتربة والغبار .. والأهم من ذلك أنها تنقي الفؤاد و الأحاسيس والمشاعر من الحزن والغضب والحقد وغير ذلك من الأشياء التي قد تصيب الإنسان .. ولقد ثبت علميا أن البكاء يخفف من ضغط الدم و آلام القلب التي قد تؤدي إلى جلطه أو إلى الموت في بعض الأحيان ..
لماذا لا تبكي .. فماذا كنت تفعل لحظة ولادتك هل كنت تضحك؟؟؟
طبعا لا ... لقد كنت تبكي كأي طفل يطلق صرخاته عندما يترك رحم أمه المليء بالدفيء و الحنان ويخرج إلى هذا العالم الواسع الغريب الملئ بالضوضاء والضجة ..
فربما بكيت أيها الرجل لحاجتك للعطف أو الحنان أو لرغبتك في البكاء أو ربما لتنفس عن كرب أو ضائقة في داخلك .. أو ربما تبكي من الفرحة و السرور ..فأين العيب في ذلك؟؟
فأنت بذلك تبحث عن مخرج لتعبّر به عن ما في داخلك..
هل تعلم يا أخي أنه من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله .. رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه.
هل تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعظم مخلوق على وجه الأرض كان يبكي في بعض المواقف و كانت تفيض عيناه بالدمع خوفاً وخشية ًعلى أمته , أو عند تلاوة القرآن.
فلو شعرت بالبكاء .. حاول أن تبكي , فهذا لن ينقص من رجولتك ولن يقلل من قدرك ، على العكس سيستريح فؤادك و تشعر بالراحة و السكينة.
ولا تكن مثل الرجل الذي يقول :
هذا انا يوم اصيح النوح **** انادي لهمي بهمي واقول ارجوك كافي بوح
وفي النهاية الرجل هو انسان مثله مثل المرأه تماماً .. له عينان تدمع وقلب يحس ويتألم ..
بالنسبة لي دمعة الرجل مؤثرة للغاية وغالية وعزيزة على نفسي .. (( ولو ماهي غالية ماتمنيت أشوفها تذرف علشاني ))
اسفة على الإطالة والله يبعد الهم والحزن عن الجميع
وتقبلوا تحيات أختكم
سحابة عابرة