مشكلتي مع زوجي أفقدتني النوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عزيزاتي وأعزائي إني أحبكم في الله. فأنتم خير مثال للأسرة الواحدة المتماسكة وأحيي فيكم روح التعاون والمساعدة. بارك الله فيكم. عندي مشكلة تؤرقني كثيرا وأرجو أن أجد لديكم الحل، أو على الأقل النصيحة.
أنا متزوجة منذ 11 سنة. بعد زواجي بشهرين سافرت الى الخارج وحدي لنيل الدكتوراة. كنت أرجع لبلدي في الإجازات وزوجي كان يزورني في إجازاته. كان راضي عن الوضع يمكن أكثر مني. أنا كنت أشتكي وكان ضميري يؤنبني وهو كان غالبا يهون علي!! أحيانا قليلة كان يشكي من الوحدة. أنهيت دراستي بعد 3 سنوات. ساعدته أن يكمل دراسته ويحصل على دبلوم عالي يهيئه للماجستير. ولكنه تعب ومل كما أني تعبت وكنا قد دخلنا دوامة العلاج من أجل الحمل علما بأني لم أحاول المنع منذ بداية زواجنا ولكنها إرادة الله وظروف الزواج. لم تخل حياتنا من المشاكل نظرا لإختلاف الأطباع. مشاكل أثناء الدراسة عند زيارتي له أو زيارته لي.... مشاكل بعد عودتي بسبب أصحاب السوء وسهره الدائم معهم وشربه الخمر. حاولت تحمله وتغييره وكنت أقول لنفسي إستحمليه كما إستحمل بعدك وانشغالك عنه. كنت أضغط على نفسي وأعصابي لأعوضه وأوفر له الجو المريح. زادت المشاكل واستعنت بأهلي وأهله للتدخل. وكنا نرجع لبعض ولكن دائما كنت أشعر بفجوة بيننا. لا توجد مصارحة ولا حوار ولا كلام حب وعاطفة. كنت استخدم معه إسلوب الرسائل للتعبير عن شكواي وبرغبتي بتغيير حياتنا. هو عصبي جدا جدا. عندما أكلمه يأخذ كلامي كإتهام أو هجوم ويبدأ بمهاجمتي وقلب الموضوع ضدي وفي النهاية أكون أنا المخطئة في نظره. لذا كنت أتحاشى دائما إسلوب المواجهة. مرت السنوات على نفس المنوال كما يقول المثل: يوم حلو ويوم مر. إلى أن هداه الله وابتعد عن الشلة الفاسدة وعن الشرب. واستمرينا في دوامة العلاج وكنا نسافر كل صيف للعلاج بالخارج بالإضافة إلى العلاج في البلد في الأوقات الأخرى. وكنت أتحمل معظم مصاريف السفر والعلاج وأنا راضية فقط لأعوضه عما فات وليرزقنا الله بالذرية الصالحة أملا في أن تتغير حياتنا للأفضل. والحمد لله نجحت محاولتنا الأخيرة في صيف 2003 وحملت وكان حملي صعبا جدا حيث احتجت لراحة تامة حسب أوامر الطبيب وأخذت إجازة براتب من العمل طوال فترة الحمل وكنت أنام في غرفة منفصلة في الطابق السفلي بالمنزل. وكان زوجي مقدرا لظروفي وكان فرحا جدا ويشاركني تطورات الحمل أولا بأول. ثم رزقنا الله بولدين توأم وكانت فرحتنا لا توصف. مكثت عند أهلي في فترة النفاس ولمدة شهران ونصف حيث أن التجربة جديدة وصعبة وأحتاج لمساعدة طول الوقت. كان زوجي يزورنا كل يوم وكانت هذه أفضل هدية أهداها لي حيث أنه كان مقاطعا لأهلي بسبب المشاكل بيني وبينه وتدخل أهلي. كنت (وما زلت) أحمد الله في كل لحظة على كل هذه النعم. وبعد عودتي لبيتي عشت حياة مختلفة تماما قد تكون هي سبب معاناتي الحالية. انشغلت مع الأطفال وبقيت معهم في غرفتهم بالطابق السفلي مايقارب سنة ونصف. أحسست خلالها بالإكتئاب وبالعجز من تأدية واجبي كزوجة وبأن ليس لي هدف إلا تربية الأولاد. هو عاش حياته دون أدنى تغيير. خروج وسهر ومقاهي وسفر... إلخ. كنت أحتاجه قربي كزوج، كنت أنتظر منه أن يطلب مني أبسط حقوقه ولكنه لم يتكلم ولم يشتكي من هذه الناحية ولكن بدأت مشاكل صغيرة تنغص علينا صفو الحياة. أحسست ببعده عني وبفتوره وبعدم رغبته بي. بادرت وذهبت إليه في غرفته مرتان وكان شعور غريب بعد كل هذه المدة. تقبلني في المرتين، وفي المرة الثالثة لم يرحب بذهابي إليه وصدني وزادت معاناتي النفسية. وعادت حياتنا جامدة لا يجمعنا إلا الأطفال. ومنذ 3 شهور تقريبا جاءني فضول بأن أفتح تليفونه النقال لأني لاحظت أنه يستخدم تليفونه الجديد ومازال يحتفظ بالقديم ويتركه في السيارة. ففتحت القديم وتفاجأت بالمسجات الغرامية من عدة أرقام ولكن هناك رقم واحد متكرر. عندها انهرت ولم أصدق عيني وأخبرت صديقتي التي نصحتني بعدم التسرع وبالسرعة في إنقاذ الموقف بالتغيير وبأن هذه النتيجة الطبيعية للبعد بيننا وبأنها قد تكون نزوة بسبب فقدان العاطفة في البيت. يومها تصرفت بصورة طبيعية وكأن لم أعرف شيء. قررت أن أتغير وأغير معاملتي له. في ليلة عيد الأضحى نقلت أسرة الأطفال في غرفة نوم خاصة بهم بالطابق العلوي وأرسلت له مسج بأني أود أن أفتح معه صفحة جديدة وبأن عندي له مفاجأة. وبدأت باتباع إسلوب مختلف تماما من التعامل والإهتمام وغيرت من شكلي، شعري، لبسي... ولكن مشكلتي مع الكلام!! فأنا لم أتعود على الكلام الرقيق والعاطفي. وإذا جئت على نفسي وقلت له كلمة يسخر مني فأشعر بالإحباط. بدأت بكتابة المسجات وكنت أعبر فيها عن مشاعري بشكل أفضل. أصبحت أرسل له مسج يوميا قبل أن يرجع إلى البيت ليلا ومسج صباحا وهو بالعمل. أحسست بشيء من الرضا خاصة أنه أرسل لي مسجات بالمقابل، ولو أنه مقل جدا أي مقابل كل عشر مسجات مني يرسل لي واحدة. وأثناء كل ذلك كنت أفتح نقاله كلما سنحت لي الفرصة. وعندما أقرأ مسجات الشوق والغرام التي يرسلها إلى صاحبة الرقم المتكررأو أكتشف انه يكلمها وأراقب أوقات الإتصالات منها أو منه ومعظمها قبل وصوله للبيت ليلا أو بعد العمل تنتابني حالة من الذهول والصدمة التي تؤثر على صحتي، حيث أشعر بألم في المعدة وتوتر وصداع ولا أشعر بتحسن إلا عندما أفضفض لصديقتي وأسمع منها كلمات التشجيع بأني أسير على الطريق السليم وبأن كل هذا سوف يتغير بإذن الله. ثم أعود طبيعية كأن شيئا لم يحدث وهذا يحتاج مني إلى ضبط أعصاب وتمثيل وصبر. حدثت مواقف حلوة منها خروجنا معا للغداء في الخارج بعد العمل دون اصطحاب الأولاد. وفي كل المواقف الحلوة كان شبح تلك المجهولة يطاردني ويعكر علي صفو تلك اللحظات. ثم لاحظت عودة فتوره معي وخاصة وقت النوم وأنا أتقرب منه. دائما يتعذر بالنوم مع أنه ينام بعد الغداء ويسهر في الخارج ثم يعود ليشاهد التليفزيون. في ليلة كنت ذاهبة للمبيت في بيت أهلي كتبت له رسالة وتركتها في سيارته. شرحت له رغبتي في تغيير حياتنا للأفضل وبأني بدأت ولكني لم أجد تجاوب واعتذرت منه عن انشغالي عنه طوال الفترة الماضية وبأنه هو أيضا لم يحاول مساعدتي في الخروج من تلك الدوامة. طلبت منه إذا قرأ الرسالة أن يرسل مسج أو يتصل لكي أعرف بأنه موافق على كل ما أقوم به وبأنه لا يزال يعزني. تلك الليلة اتصل ولكن فقط سألني عن غرض يبحث عنه في البيت!! تضايقت وقتها ولكني فسرتها بأن هذا هو اسلوبه في التعبير!! اتصل كما طلبت منه ولكن لم يتكلم عن الرسالة. قد يكون لصعوبة التعبير والتي أعاني منها أنا شخصيا. استجمعت قواي في أحدى الليالي وسألته مابه وبأني ألاحظ عليه التغيرفلم يجبني وكان يراوغ كثيرا ويجيب سؤالي بسؤال. ولكني ارتحت لأني احسسته بأني ألاحظ التغيير عليه وبأني "مطنشة" بمزاجي. آخر موقف من ليلتين نمت قبل رجوعه للبيت ولما عاد كنت في غاية التعب ولم أتمكن من النهوض أو حتى من فتح عيني. (بعد تغيير اسلوبي صرت أسهر لانتظاره أو أنام وعندما يعود أصحو للجلوس معه قليلا قبل أن ينام). من ليلتين لم أتمكن من الصحيان مباشرة ولكن بعد ساعة أو أكثر صحوت وهو يشاهد التليفزيون وبدأت في الحديث معه وبالتقرب منه وبحركات الدلع واللمسات الرقيقة ولم أتوقع ردة فعله!! فقد كان يبتعد عني لدرجة أنه كاد أن يسقط من السرير!! ويقول لي ماذا تريدين.. اتركيني أنام.. لم تتركي لي مكان لأنام... الآن تفرغت... ومن هذا الكلام الذي يحرق الدم وأنا مستحملة ومواصلة حركاتي إلى أن غضب فجأة وقل ابتعدي وإلا (بما معناه) رميتك!!!!!!!! كانت الكلمة كالصاعقة. ابتعدت عنه ولم استطع أن أتفوه بكلمة. وحاولت النوم بصعوبة. وفي الصباح أيقظته من النوم غصبا عني. لم أرغب في النظر إليه أو مناداته بإسمه. ذهبت إلى العمل (أدرس بالجامعة) ولم أعرف كيف أعطيت المحاضرة. كان الموقف أمامي والكلمة ترن في أذني. بدون ترتيب كتبت له مسج (تصرفك معي البارحة غير لائق.. حسستني بأني رامية نفسي عليك وإنك مو طايقني.. السالفة موسالفة نوم.. ايش السالفة؟؟) وارتحت بأني فرغت غضبي وأشعرته للمرة الثانية بأنه غير طبيعي. في نفس الوقت خفت من ردة فعله ومن كل العواقب. لم يرد علي طبعا. وعندما ذهبت إلى البيت وعلى الغداء (أنا أعد الغداء يوميا تقريبا حسب مواعيد عملي) على الغداء لم يتكلم ولم ينظر إلي. وأنا لم أحاول الكلام أيضا ولكني مثل كل يوم لبست وتأنقت. كنا فقط نتكلم مع الأولاد. نام بعد الغداء وصحى وخرج كالعادة وأنا بعد أن أخذت الأولاد لأسرتهم نمت ولم أعرف هل أصحو؟ هل أكلمه؟؟ لم أعرف ما الأفضل. شعرت به عندما عاد ولكني لم أصحو. لم أرد أن أكون طبيعية وكأن شيئا لم يحدث وفي نفس الوقت أنا لا أحب هذه النهاية وهي السكوت واستمرار السكوت من الطرفين. أفكر في فتح الموضوع معه (طبعا دون ذكر موضوع التليفون). مترددة وخائفة. انصحوني أرجوكم. هل أنا مخطئة؟؟ أعترف بخطئي منذ البداية، ولكني أحاول التصحيح. هل كانت المسج التي أرسلتها له قوية أو جارحة. هل أبدأ بالإعتذار كالعادة مع إحساسي بأني مظلومة؟؟ في انتظار مشورتكم وجزاكم الله كل خير.
أختكم أم خالد
تم التعديل على العنوان
التعديل الأخير تم بواسطة ريم المدينه ; 14-03-2006 الساعة 04:20 PM