{{ السمات الشخصية لصاحب الاستشاره }}

@ - فتاة في مقتبل العمر في بداية العقد الثاني من عمرة .

@ ملتزمة دينيا الى حد كبير

@ - تدرس في المرحلة الجامعية .

@ تحب القراءة والاطلاع وترى ان بها جميع ميزات الطالبة المجتهدة الواعية


{{ ملخص موضوع الإستشارة }}

@ - تشعر على حد قولها بفراغ كبير و بخيبت امل بالحياة و بضغط رهيب و اضطراب نفسي و عقلي و فقدان التوازن و كل الامراض النفسية و الروحية

@يتقدم كثيرن لخطبتها ولكن امها ترفض ذلك حتى تنهى الفتاة دراستها

@ - تفاجأت بان هناك شخص معجب بها وينظر لها بطريقة ملفته ولكنها تحاول تجاهل ذلك

@ - علاقتها سيئة بوالديها وتتحاشى حدوث المشاكل

@ - واكثر ما يضايقها انها تشعر بالتخبط و لم تعد تعرف نفسها .




{{ الرأي الاستشاري }}

{{ تمهيد للاستشارة }}

من خلال اسلوبك حبيبتي اشعر بانكي انسانة رقيقة مرهفة الحس ولكن لكي يشعر الانسان بذاته يجب ان يشعر بسمو هدفه
وجميل بالطبع ان يكون هدفكي الان اتمام دراستكي والتفوق في مجالك ولكنه ليس كافيا لاشباع النفس
ولا اريدك ان تفكري كثيرا في امر زميلك الذي ينظر اليكي بطريقة ملفته لان هذا لا يعني حبيبتي صدق نيته في الارتباط بكي ولكنها غالبا اساليب من الشباب للفت نظر الفتاة ومن ثم مصادقتها والتحدث معها وبالطبع لا تستجيب لمثل هذا الفتاة الدينة ومن تربت بطريقة سليمة



{{ الإستشارة }}


سنناقش اختي الفاضلة مشكلتك على مراحل حتى نصل لحلول ..
{ المرحلة الأولى }
الروح هي التي تشعر بالتخبط وغذاءها ليس كغذاء الجسد
{ المرحلة الثانية }
الزواج حصن للفتاة ولا يجب تاجيلها من اجل الدراسة
{ المرحلة الثالثة }
لكي يشعر الانسان بضرورة وجوده يجب ان يكون عضو فعال في المجتمع
{ المرحلة الرابعة }
ان يجاهد الانسان نفسه ويتقرب الى الله ببره لوالديه


{ المرحلة الأولى }

الروح هي التي تشعر بالتخبط وغذاءها ليس كغذاء الجسد

هناك اعمال تشعر الانسان بسمو هدفه وراحة ضميره وغذاء روحه مثل
المحافظة على اذكار الصباح والمساء
المحافظة على الصلاة في وقتها وسننها
صوم يومي الخميس الاثنين
قيام الليل ولو لنصف ساعة قبل الفجر
191616 - من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تامة تامة تامة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/220
خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

كل هذه الامور تعد غذاءا للروح وهي التي تشعر بالتخبط لان غذاءها ليس كغذاء الجسد وانتي الان تملكين الوقت لكل هذا
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اغتنم خمسا قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 11/239
خلاصة الدرجة: [روي] بإسناد صحيح مرسل


{ المرحلة الثانية }

الزواج حصن للفتاة ولا يجب تاجيلها من اجل الدراسة

ولماذا لا تكملين دراستكي في بيت زوجك وهناك كثير من الفتايات يدرسن في كليات الطب وهي الكليات الاصعب وهن متزوجات
هل تعتقدين ان كنتي الان مع زوجك ومنشغلة ايضا بالدراسة انكي كنتي ستشعرين بهذا التخبط؟
صدقيني لا فانتي وقتها ستكونين صاحبة هدف ومسئوليات وانتي لها ولستي صغيرة عليها
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنه في الأرض و فساد كبير
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 219
خلاصة الدرجة: حسن
ولم يستثنى من الحديث الشريف كون العروس منشغلة بدراسة او عمل او غيره
هذه حبيبتي هي الفطرة السليمة التي ان حدنا عنها تخبطنا


{ المرحلة الثالثة }

لكي يشعر الانسان بضرورة وجوده يجب ان يكون عضو فعال في المجتمع

ويجب ان تشعري ايضا بضرورة وجودك وانكي شخص مهم جدا سواء في الكلية او البيت ولن يكون هذا الا بالاحساس بالاخرين آلامهم واحزانهم واحتياجاتهم
فانظري الى اخوتكي الصغار الى اين وصلوا في مناهجهم وهل يمكنكي مساعدة احدهم سواء دراسيا او معناويا ام لا
وايضا يجب ان لا تبتعدي عن الصداقات وهي ليست بالضرورة من اجل تبادل الاسرار ولكن الصداقة اهم من ذلك بكثير ان احصل على الصحبة الصالحة التي تذكرني بالله ان نسيت او انشغلت

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف : 28]


{ المرحلة الرابعة }

ان يجاهد الانسان نفسه ويتقرب الى الله ببره لوالديه

وبخصوص علاقتكي بوالديكي فانتي تعلمين حبيبتي انه احيانا تحدث هذه الفجوة بين الوالد وابنه بسبب تفاوت الاعمار فلا يدرك جيدا كل طرف احتياجات الطرف الثاني
او بسبب انشغال الوالدين باعباء الحياة فلا يدرك الابن جيدا صعوبة ما يواجهونه لاجله هو واخوته
او بسبب زيادة حساسية الابن فلا يجيد الابوين احيانا الاسلوب المناسب للتعامل معه وكثير غيرها من الاسباب

لهذا اريدك ان تعتبري محاولة جعلها علاقة وطيدة وحميمة نوعا من الجهاد
وربما لا يدري الكثيرين منا ما هو الابتلاء الحقيقي الذي يمر به في حياته والذي ان ادركه وتخطاه يزيد قدره عند الله تعالى
فاعتبري ان علاقتكي بوالديكي هي ابتلائك واجتهدي ان تري الله منكي خيرا في هذا
سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : ( الصلاة على وقتها ) . قال : ثم أي ؟ قال : ( ثم بر الوالدين ) . قال : ثم أي ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله ) . قال : حدثني بهن ، ولو استزدته لزادني .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5970
خلاصة الدرجة: [صحيح]
كلنا نسعى لحب الله تعالى وهذه ثاني احب الاعمال الى الله تعالى
وتخيلي اختي الفاضلة حالكي ان نجحتي في هذا و قبضتي الان ووقفتي بين يدي الله فانكي ستقدمين على الله بهذه الاعمال مطمئنة
وتقولين يا رب لقد جاهدت فيك نفسي وسعيت لبر والدي طلبا لرضاك
واجتهدت في حفظ القرآن وتحفيظه للصغار مثلا
واجتهدت في عبادتك وذكرك
اما ان كان الانسان يعيش الحياة بلا اهداف نبيلة وسامية وعاشها كما هي واينما تسيره سار فانه يفيق على الموت الذي لم يكن يشغل تفكيره ويتصدر اولوياته

{{ ختام الاستشارة ونهايتها}}

شكرت صاحبة المشكلة المستشارة واثنت عليها وقالت انها سوف تتمعن التفكير فيما قالته بشكل عميق جدا

__________________