المراة عندكم تباع وتشتري باسم المهر
•إنكم تتعاملون مع المرأة وكأنها سلعة تباع وتشتري ، وذلك يتحقق جلياً عندما يدفع الرجل المهر للمرأة في عقد الزواج وكأنه قد اشتراها بهذا المبلغ من المال.
- الرد على شبهة التعامل مع المرأة وكأنها سلعة من خلال المهر المقدم لها:
1-إن المهر هو عبارة عن قيمة مضافة في عقد الزواج، ومعنى القيمة هذه، هو إعطاء معنى الجدية من قبل الرجل في الارتباط بالمرأة، فهو قيمة رمزية أكثر منها قيمة حقيقية مادية.
2-إن الإسلام لا يقبل أن يُشترى الإنسان أو يباع، وإنما للإنسان كرامة والناس يتفاضلون بالتقوى، وليس للمال أي إعتبار في تقييم الإنسان، فهذا هو النظام الأساسي في الإسلام ولهذا فإن المهر ليس الهدف منه شراء رقبة المرأة، وإنما هو هدية تقدم لها لتعينها على تسهيل أمورها واحتياجاتها.
3-أكثر النصوص الشرعية تحث الرجال على عدم المغالاة بالمهور،وأكثر النساء بركة أقلهن مهراً كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فالموضوع إذن ليس له علاقة بالبيع والشراء، وإنما تعامل الإسلام مع ( المهر ) مثلما تتعامل القوانين مع مفهوم ( التأمين ) في العقد ليكون أكثر جدية واستمرارية.
4-من الخطأ أن نرى ما يدفعه الرجل من مهر أو ما يعطيه من هدايا أيام الخطبة والزواج على أنه ( شراء رقبة المرأة ) ، فهذا نظر قاصر، وهناك فرق شاسع بين من يشتري العلاقة ومن يشتري الرقبة.فالطالب عندما يدفع المال للمدرسة هل يمتلك المدرسة؟ أم أنه يشتري الخدمة والعلم؟ ولم نسمع يوماً أن ذلك مناف لكرامة العلم، فالرجل بالمهر يشتري مودة المرأة لا رقبتها.
5-لقد راعت الشريعة طريقة تفكير كل جنس، فالرجل يهتم بالمال ويسعى لكسبه ويفكر كثيراً قبل اتخاذ أي قرار لو كان القرار له متعلق مالي، وإلزام الشريعة للرجل بدفع المهر وتوفير المسكن وتأثيثه والنفقة الشهرية من الوسائل المعينة على طول عمر الزواج، فالرجل يفكر ألف مرة بالخسائر المالية التي ستترتب على قرار الطلاق قبل اتخاذه، ومنها مصاريف الزواج والمهر.
6-يجعل المهر الرجل يفكر بشكل أكبر قبل اتخاذ قرار الطلاق، لأنه سيتزوج ثانية وهو ملزم بدفع مهر جديد آخر وكذلك باقي مصاريف الزواج الثاني مما يدعوه
إلى التريث في قرار الطلاق ومحاولة علاج الأمور والإصلاح ما استطاع لتحقيق الهدف السامي للشريعة، وهو استقرار البيت .
7- في بعض البلدان والمذاهب ومنها أمريكا ، تلزم المرأة بدفع المهر للزوج! فهل نقول
بأن الرجل أصبح بضاعة يشتري ويباع ؟
8- من المهم أن نعلم أن المرجع في المهر هو الزوجة،فلها أن تقرر إذا إرادت المهر مبلغاً
من المال أم حاجة عينية أخرى ، ولها أن تقرر مقدار المبلغ على حسب ما ترى من ثبات واستقرار الحياة الزوجية المقبلة عليها فالمهر صمام أمان لها.ولو كان المهر من حق الأب لقلنا أن الأب زوج ابنته مقابل مبلغ من المال، ولكن المهر من حق الفتاة ولها ، فهل معنى هذا أنها باعت نفسها؟ وهل هي تملك نفسها حتى تبيعها؟!
9- إن فكرة المهمر قائمة على اسلوب التقديم اللطيف للمشروع الأهم ، وهذه عادة الأعمال الجليلة والكبيرة مثل: المقبلات قبل الوجبة الرئيسية، ومقدمات الجماع قبله، وكذلك الخطبة قبل
الزواج، وهذا الأسلوب الراقي هو الذي يميز الإنسان عن الحيوان.
10- قال تعالى:"وأتوا النساء صدقتهن نحلة فإن طبن لكم عن شي منه نفساً فكلوه هنيئاً
مريئاً" ( وهذا يعني أن المهر هبة وليس صيغة للأجر ) .
11- لو كان المهر عبارة عن أجر تشترى به المرأة ومتعتها طوال الحياة، لما استطاع
الرجل أن يدفع القيمة الحقيقية لهذا الاتفاق لأن ثمنه سيكون غالياً، فكيف وقد حث
النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً على عدم المغالاة بالمهور، بل وزوج ابنته فاطمة من
على رضي الله عنه على درع، وهي بنت سيد الخلق وسيدة نساء العالمين في زمانها.
12- لقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة على خاتم من حديد،
والبعض بسورة البقرة، فلا يشترط أن يكون المهر مالاً، وكما ذكرنا سابقاً فالقرار هنا بيد المرأه