عبير الأحلام .. صراع نفسي بين الزوج وأهله .. والأطفال !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها أنا ذي أعود إليكم بعد أخذتني الحياة مابين شد وجذب .. مابين شدة ورخاء
أحبائي .. كل عام وأنتم إلى الله أقرب .. مبارك عليكم شهر القرآن أسأل الله أن يبلغنا فيه الصيام والقيام
في هذا الشهر الفضيل .. استجدت أمور كثيرة في حياتي .. لعل آخرها إكرامي من قبل الباري جل في علاه بحملي الثاني
ابنتي البكر أتمت عاماً من الطفولة .. أسأل الله أن يقر عيني بصلاحها..
لست هنا أسرد لكم أحداث حياتي .. فلربما كنتم بغنى عنها
ولكني ألتمس منكم كإخوة وأخوات .. عوناً ونصحاً عل بذلك تصلُح أحوالي
منذ أنجبت ابنتي وأنا في صراع نفسي مع زوجي .. وأهله
أنا أعشق الأطفال بطبعي .. والأطفال يحبوني منذ أن كنت فتاة .. والآن ابنتي هي روح حياتي .. ذقت
الأمرين في حملها .. في غربتي .. وانشغال زوجي .. ثم ولادتي .. ثم رعايتها وحدي
أعشقها .. ولا أتنفس الحياة إلا بوجودها
ثم .. وبكل بساطة أستمع إلى تعليقات من أهل زوجي تدمر البقية الباقية من أعصابي .. وتتلف ما استمات
من مشاعري ليبقى حياً دون استنزاف !
هي مازالت طفلة .. بل رضيعة .. ومنذ أن وهبنيها خالقي وهم يتذمرون .. يتأففون .. ومن تعليقاتهم
لايرحمون !
تثور ثائرتهم إن مدوا إليها يدهم ليأخذوها فتأبى وتتعلق بي !
كيف لاتتعلق بي ولا أحد يهتم بها سواي ؟
كيف لاتتعلق بي وهي ليل نهار لاترى سواي ؟
إن أطلقت صوتاً طفولياً عذباً .. قالوا : هااا .. بدأ الزعيق والصراخ وقلة الحيا !!
إن قامت تحبو قالوا : هاااا .. بنتك صارت شقية مرة !!
إن جلسوا بجوارها قالوا : يوووه يافلانة .. إنتي ما أحد يقدر يجلس جنبك .. حركتك كثيرة !!
إن تعلقت بي قالوا : خلاص يافلانة أمك طفشت منك !!
أليس لطفلتي البريئة الحق بالاستمتاع بطفولتها ؟؟
ملحوظة .. هم يحبون .. بل يعشقون ابنتي .. ولكن في العشق لهم مذاهب !!
***
دوماً يسبقون سوء النية .. الطفل الفلاني لئيم .. فهو لا يسمح لأحد بأن يلعب بألعابه قاصداً بذلك الكيد
لأقرانه الأطفال !
ملحوظة .. الطفل اللئيم عمره ثلاث سنوات !!!
***
الطفلة الفلانية قوية ونظرتها مرعبة تقصد بها إخافة الأطفال .. إنها لا تطاق حتى أن والدتها تنفر منها !!
ملحوظة .. الطفلة القوية عمرها أربع سنوات وشهرين !!
***
الطفلة الفلانية سمراء وكأننا استبدلناها من المشفى .. هي ليست ابنتا كيف جاءت إلى هنا .. انظروا إلى
أخاها !!
ملحوظة .. الطفلة السمراء تستمع إلى تعليقاتهم وتضحك خجلاً !!
***
الأمر الآخر .. مبدأ التفرقة !
_ فلان مهما أنجبتِ بعده من أطفال .. فلن تنجبي مثله !
_ أنتِ لم تنجبي من أطفالك سوى فلانة .. ( كناية عن أدبها وجمالها )
_ فلانة شعرها فلافل كالأندومي .. والأخرى شعرها حرير .. ليتك بوحمك كنتِ تنظرين للشعر الحرير لتنجبي
مثله !
المشكلة .. أن تلكم التعليقات إنما هي أمام الأطفال !!
***
أمر آخر .. معاملة الطفل بدونية .. وعدم إعطائه الثقة بنفسه .. فهو مجرد طفل .. مثله مثل الجوال ..
التلفون .. التلفاز .. نتحكم فيه بالريموت كنترول !
***
والآن .. نظرة لأخوات زوجي وأخوانه حتى نرى نتاج تلكم التربية
1.كره مضمر في القلوب .. كره حقيقي لم أرَ مثله بين الأخوان في حياتي . ( نتاج التفرقة )
2.إحساس دائم بالحرمان ورغبة في الانطلاق . ( نتاج التربية الصارمة )
3.عدم القناعة بما في اليد .. وتطلع دائم لما بيد الآخرين . ( نتاج ضعف الوازع الديني )
4.الرغبة الدائمة في الرقص وسماع الغناء ، حتى أن الحياة لاتحلو إلا بذلك . ( نتاج ضعف الوازع الديني )
***
مشكلتي يا إخوان :
1.أنني أسكن مع أهل زوجي .. تجرحني تعليقاتهم على ابنتي في الصميم .. التزم الصمت حيالها خوفاً من إفساد علاقتي الطيبة معهم ..
2.أخشى جداً المقارنات بين ابنتي ومولودي القادم .. ولا يخفى عليكم تأثير ذلك على الأطفال ..
3.أخشى على أبنائي من بيئة أهل زوجي .. وبنفس الوقت لا أستطيع حرمانهم منهم فهم أهلهم .. ولا أعلم كيف أمسك العصا من المنتصف ..
***
نأتي الآن لأهلي وطريقتهم في التربية :
1.والدتي الحبيبة ترى أن الطفل له الحق في الدلال .. أما الدلع فترفضه ..
أي أنها لاتلبي جميع رغبات الطفل .. ولا تحرمه منها كذلك .. بل تستعمل معه أسلوب الحوار ليفهم سبب الرفض .
2.تتعامل مع الطفل وكأنه شخص كبير حتى تنمو شخصيته دون أن تتسبب في قمعها .
3.تترك لنا حرية القرار .. والاختيار .. في الملابس .. في الكتب .. في الدفاتر .. في كل شئ .
4.أما والدي .. فأسلوبه توجيهي .. يوجه الطفل لما هو صح وخطأ .. مرة .. ثم مرة .. ثم مرة .. ثم الرابعة يعاقبه !
5.والدي هداه الله لم يكن يحتوينا عاطفياً بالشكل المطلوب .
***
والآن نظرة لي ولإخواني .. لنرى نتاج تربية أهلي :
1.لا نلبي طلبات والدتي سريعاً .. بل نتمهل في ذلك . ( نتاج الدلال النابع من عاطفة الأمومة )
2.لكل منا شخصيته واعتزازه بذاته . (نتاج زرع الثقة بنفوسنا منذ الصغر )
3.بعد المسافة بيننا وبين الوالد . ( نتاج الحرمان العاطفي )
4.علاقتنا القوية ببعضنا كإخوة وأخوات . ( نتاج الحرص الشديد من قبل والديّ على عدم التفرقة )
5.في مرحلة من مراحل حياتي .. كنت أود لو أن والدتي تساعدني في اختيار الملابس مثلاً ..
حيث كنت طفلة .. لكنها كانت تترك لي حرية القرار .. وبنظري هو أمر صحيح لكن نقطة الخلاف .. متى أترك
للطفل حرية القرار ؟
أنا يا إخوان .. لست أرغب السير على خطى أهلي .. ولا خطى أهل زوجي .. بل أريد أن أكون الوسط بينهما .. فخير الأمور الوسط ..
***
والآن نأتي إلى الطامة الكبرى .. وهي ماجعلتني أنفر من الزواج وأكرهه جملة وتفصيـلاً .. ردة فعل زوجي !!!
مكثت قرابة الشهر عند أهلي .. نالت فيها ابنتي ألوان الدلع والدلال .. وحُق لها ذلك فهي مازالت ابنة عام واحد فقط !!
وعند عودتي .. وجدت زوجي قد انقلب علي 180 درجة !
لقد دللت ابنتك كثيراً .. ستفسدينها .. ولن تتمكني من إحكام سيطرتك عليها .. لا تقولي لا تفهم ولا تعي .. كيف يسقط الكأس منها فيكسر ولا تعاقبينها !
مهلاً يازوجي
.. إنها مازالت رضيعة !!!
بالتأكيد هو يسير على نهج وخطا أهله .. مما أدى إلى ضغطي نفسياً .. فأنا في حالة دفاع دائم عن ابنتي !
إن بكت .. وجب علي تقديم التبرير .. وقد اختلق الأعذار اختلاقاً ..
فتارة هي مريضة .. وتارة ترغب النوم وهكذا .. وإلا كان نصيبي .. مابال ابنتك هكذا أصبحت شرانية نكدية لاتطاق !!
زوجي يحب الهدوء .. منذ إنجابي ابنتي وهو لايحتملنا .. يتذمر كيف أن طفلة رضيعة تتحكم في حياتنا هكذا !!
عجباً يازوجي الحبيب .. أليست ابنتك ؟
.
أليس من الواجب علينا مراعاة روتينها .. أوقات نومها .. استيقاظها .. وجبتها .. !
ورغم ذلك تغاضيت كثييييراً حتى أصبحت تسهر معنا .. تأكل معنا .. ومع ذاك لا يعجبك !
تتذمر حتى من همساتها .. تصرخ بها .. ششششششش .. تبكي ابنتي وتلتصق بي بحثاً عن الأمان !
دعني أسألك .. لمَ أنجبتها إذاً ؟
لقد تعبت نفسياً .. كرهت الزواج .. وكرهت قرار إقدامي عليه ..
ماذا أفعل .. أصبحت لا أطيق زوجي .. ولا أطيق بيتي .. ولا أطيق أهل زوجي !
أصبحت انطوائية جداً لا أتكلم .. لا أضحك .. افتعل الابتسامة افتعالاً
يريدني له خادمة .. ولا يريد تدخلاً من ابنته بتاتاً .. لا يغار منها .. فقط يرفض أن تتحكم رضيعة في حياته !
قلت له بصراحة .. جميع الناس بمن فيهم أهلك الذين يتذمرون من الاطفال احتملوني أنا وطفلتي .. لماذا لاتتقبل وضعنا كأسرة لك ؟
فيجيب بصراحة أكبر .. أريد ابنتي ألاعبها ساعتين في اليوم .. أما بقية اليوم فأنا لاأحتملها ولا أحتمل وجودها !
زوجي يريد أن يحيا حياته عريس .. لا يريد العزوبية .. ولا يريد الأطفال والأسرة والمسؤولية ..
كلما كبرت ابنتي كلما زاد نفوره منها .. ماذا سيفعل إن أصبحوا طفلين ؟؟
آآآه لا أعلم ماذا أفعل .. فكرت كثيراً في الانفصال الوقتي عنه .. بأن أذهب لأهلي .. ويزورني من فينة
لأخرى .. حتى يكبر الأطفال ... لربما تتغير نظرته لهم وقتها ..
أرشدوني .. كرهت حياتي برمتها .. بحق كرهتها ..
ذاك غيض من فيض .. وما خفي كان أعظم .. والله المستعان !