عزيزتي..
معظمنا على ما يبدو عصبيات
ونرغب أن يتصرف أطفالنا بنضج دون أي تخريب أو ضرر.
وهذه بالطبع أمنية بعيدة المنال .. إن أردنا أن يعيش أطفالنا حياتهم بشكل طبيعي.
شخصياً ابني رعاه الله بعد أن أكمل عامه الثاني أصبح كثير الحركة .. كثير اللعب .. يرغب في رؤية كل شيء ومعرفة كل شيء وتجربة كل شيء وإمساك كل شيء .. وبعد أن ازدادت قدرته على الكلام أصبح يسأل عن كل شيء ... وكثير من الأمور يرغب في ممارستها بنفسه حتى لو كان أصغر من أن يتمكن من ذلك.
وابني مثل ابنك حفظهما الله من كل سوء .. يعني أحياناً أكرر طلبي عدة مرات حتى يتكرم حضرته وينفذه
ولأكون صادقة فإنني أحياناً أفقد هدوئي وأعصابي .. خاصة عندما يكون على وشك إيذاء نفسه .. ولكنني في نفس الوقت لم افكر حتى الآن في أنه عنيد .. فأنا كأم أفهم ابني وأفهم دوافعه .. وأدرك أنه يتصرف من خلال فضوله وليس لأنه يريد عصياني.
وقد سمعت معلومة في إحدى المحطات الإذاعية تقول بأن الطفل في هذه السن الصغيرة لا يمكن وصفه بالعنيد .. حتى لو كان سلوكه ينمّ عن ذلك.
ورغم أنني لست متأكدة من مدى صحة هذه المعلومة .. لكن من وجهة نظري أستبعد بالفعل أن يكون سلوك الطفل الصغير هو من باب العناد .. لأنه ببساطة لا يهدف إلى إغضابكِ أو إثارة أعصابكِ بقدر ما يرغب في اللعب والاستكشاف والتجربة.
وحتى عندما تمنعينه من أمر معين لأنكِ ترين فيه خطراً عليه .. فهو ـ لصغر عقله وعدم إدراكه ـ لا يمكن أن يستجيب لكِ بالقدر المطلوب لأنه ببساطة لا يدرك عواقب الأمور ولا يفهم الخطر الذي تتحدثين عنه.
فهوني عليكِ يا أختي ولا داعي لكل هذا القلق.
إن كنتِ تبحثين عن حل حتى تطوقي أية بوادر عناد في المستقبل فأقترح عليكِ أن تستخدمي أسلوب الثواب والعقاب .... فهو أسلوب ناجح وفعال جداً إن طبقتيه بطريقة صحيحة وحازمة.