قـوم أوقـف وأنـت بتكلمـني
تعلمنا الأدب من نحن صغار وجهنا إلى التصرف السليم والسلوك الجيد في كل شيء ، كنا نجد من يرشدنا إلى الصواب وإلى الخطأ .. لم يكن الشارع يفرق عن البيت وكأننا أسرة كبيرة واحدة يخاف كل منها على الآخر ، يحترم كبيرنا صغيرنا ويوقر صغيرنا كبيرنا.
لم تكن الحياة بمثل هذا التعقيد الذي نعيشه بل مثاليات يضرب بها المثل ومحاولة كل شخص الإقتداء بها .
نعم كنا ومازلنا لأن الأصل الطيب لا ينبت إلا طيبا ، ولأن جذورنا متينة متماسكة تضرب في أعماق .. أعماق الأرض لا تهز وحدتنا رياح ولا تقتلعنا عواصف.
لا أنكر بان التغيير الحادث اليوم يؤثر سلباً على بعض القيم والمفاهيم فيلفها بغشاوة ضبابية اللون قد تستمر لبرهة ثم نزيحها ، أما أؤلائك اللذين ينقادون يجرفهم التيار فتصبح مهمة الرجوع من الصعوبة بمكان ويتأثر من فيضها أجيال وأجيال وهذا للأسف ما نراه اليوم ولا يحتاج إلى تفسير فكلنا يعلم إلى أين وصلنا !! !! وجهتنا متروكة ومرهونة للظروف لا تحكمها إرادة أو هدف.
وا أسفي عليك يا إنسان اليوم ! أرسلتك أمك إلى الوجود وأنت مازلت في عوالم طفولتك مقيداً بجدار صمتك الرهيب زادك من الدنيا معاناة ، سفينتك تبحر في بحر الحياة بلا أشرعة .. أشرعتك حطمتها رياح القهر والحرمان .. .. .. دمار ، دمار هنا وهناك ما تراه عيناك وأنشودة ثكلى تصبح على أنغامها وتمسي عليها .
كم نحن في حاجة إلى معجزة إلاهيه إلى (محمد) هذا الزمان إلى رحيم بنا ، إلى (صديق) صدوق صادق الوعد منصفا ، إلى (فاروق) حق وباطل .. .. كم نحن في حاجة إلى (سيف مسلول) في الله وبالله يخاف .
كم .. وكم .. وكم
إلى أن يجد الله لنا مخرجا